الثالث والعشرين

3.3K 283 14
                                    

الموضوع بدأ من 6 أسابيع تقريبًا ، لاحظت إن مراتي بتبُص للتليفون بتاعها و بتضحك أكتر ما بتبُصلي و بتضحك ..
لمّا بكون بتكلم معاها مش بتسمعني و دايمًا باصّة في تليفونها ..
غيرت الباسوورد بتاع تليفونها ، الفكرة مش في إني عاوز أعرفه ، بالعكس .. أنا بحترم خصوصيتها جدًا لكن ليه بتغيره رغم إني مكُنتش عارف الباسوورد القديم
عرفت منين إنها غيرته ؟ .. من حركة إيدها و هي بتفتح التليفزم كُل مرة
حتي وقت العشا اللي هوّ أكتر وقت بستناه عشان نقعد فيه سوا بدأت تبص في تليفونها طول الوقت !
بذلت أقصي جهدي عشان أخليها تسيب تليفونها و تركز معايا ..
جبتلها ورد .. طبختلها الوجبات اللي بتحبها .. ساعدتها في شُغل البيت .. عملت كُل حاجة مُمكن أي حد يعملها عشان ألفت إنتباهها ..
لكن دايمًا كانت مركزة مع تليفونها أكتر ..
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
حاولت أقاوم أفكاري الغريبة و اللي كُنت بسهر بسببها لحَد الصُبح من غير نوم
و قلة نومي أثرت سلبيًا علي شُغلي طبعًا
عدي شهر .. شهر كامل و أنا علي الحال ده لحَد ما مُديري إستدعاني و سألني عن سبب تقصيري في شُغلي و قلة تركيزي
إضطريت أكذب عليه و أقوله إن عندي حالة وفاة في العيلة مأثرة عليّا ، كان لطيف بما فيه الكفاية إنه يديني أجازة أسبوعين كاملين لحَد ما أتخطي المُشكلة اللي عندي و أرجع مركز في شُغلي
لمّا وجتي صحت تان يوم الصُبح فوجئت بيّا مجهز التاربيزة و حاطط عليها الفطار ، سبب دهشتها إني عادة بصحي و بفطر و بروح الشُغل قبل ما هيّ تصحي من نومها ، كانت واقفة بتبصلي بإستغراب و بعد لحظات أخدت بالها فحاولت تبتسم و هيّ بتقعد أدامي و بتسألني بلُطف مصطنع أنا بعمل إيه في البيت لحَد دلوقتي ؟
كذبت عليها و قُلتلها إني أخدت أجازة عشان نقضي وقت أكتر سوا ، فرحت و فرحتها بانت في عينيها ، الأفكار الغريبة بدأت تتراجع أدام جيوش مودتها و حُبها
.
كُنت عاملها وافل علي الفطار ، بدأنا ناكل و نتكلم سوا لحَد ما تليفونها رن الرنة السخيفة بتاعة الرسايل
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
مرة تانية هربت كل جيوش محبتها و لطفها و أعلن الشك و الغضب إنتصارهم في المعركة دي
كانت بتبُص لي و بتبتسم و هيّ مش ملاحظة الضيق اللي علي ملامحي
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
حاولت أفتح معاها نقاش عشان نتكلم سوا ، ردت عليّا و بدأ نقاشنا ياخد شكل طبيعي
تليفونها رن تاني
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
سألتها عن شغلها
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
ردت عليّا من غير تركيز
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
سكت و أنا ببُص لها في عينيها بلوم ، أعتقد إنها أخدت بالها المرة دي ، سألتني إنت كُنت بتقول إيه ؟
سؤالها ضايقني جدًا ، أنا بتكلم بقالي شوية و هيّ مش سامعاني أصلًا ، بصيت في طبقي و كملت أكلي بهدوء
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
بصتلي و إبتسمت
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
شربت من الكاس بتاعها
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
قلتلها بحبك
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
إبتسمتلي بلطف لكن المرة دي مصدقتهاش و هي بتقولي أنا كمان بحبك
المرة دي أخدت بالها ، تليفونها رن أكتر من مرة و هيّ مردتش عليه ، كانت بتبُصلي بقلق ، كُنت بتأمل ملامحها بغضب و أنا باكل ، الصمت سيطر علي المكان كله ، خلصنا فطار و جهزت لنفسي كوباية قهوة ، قالتلي إنها لازم تجهز عشان تروح شغلها ، مسكت تليفونها و هي خارجة من الأوضة
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
.
رجعت من شغلها بدري ، حاسس إن فيه حاجة غريبة بتحصل ! ، حاسس إنها بتخوني ! ، حاسس إن فيه راجل تاني في حياتها ! ، حضنتها حضن سريع و بوست جبينها ، كُنت في المطبخ بجهز العشا و انا بتكلم معاها ، فجأة سمعت رنة رسالة !
توترت و وقفت مكاني متضايق
بصيتلها لها ، كانت بتبُص لتليفونها و بتبتسم
أخدت بالها فقفلت التليفون بتوتر
سبت المطبخ و مشيت ناحية باب البيت ، سألتني بتوتر رايح فين ؟ ، قُلتلها إني محتاج أشم شوية هوا ، و أنا علي باب البيت سمعت صوت تليفونها و هي بتفتحه
أنا راجل مش سهل أبدًا إنك توصله للمرحلة دي
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
دا كُل اللي عشته لمدة أربع أيام ، كانت في الأول آخدة بالها و عارفة إني بتضايق و بتحاول تقلل ده لكن مع مرور الوقت بدأت ترجع لعادتها القديمة
تن .. بتفتح التليفون .. بتقرا .. بتبتسم .. بتكتب .. بتقفل التليفون
.
النهاردة اليوم الخامس من أجازتي ..
قررت إني أتجاهل التفكير في الموضوع ده و أدور علي هواية جديدة ، البستنة كان الخيار الأفضل ، زرعت شوية ورد جُداد في الحديقة الأمامية ، تليفونها رن
تــن ...
المرة دي هيّ ما إبتسمتش .. أنا اللي إبتسمت
إمبارح طبخت لها طبقها المُفضل علي العشا
تــن ...
المرة دي هيّ ما إبتسمتش .. أنا اللي إبتسمت
جبتلها بوكيه ورد من نوع وردها المٌفضل
تــن ...
المرة دي هيّ ما إبتسمتش .. أنا اللي إبتسمت
قلتلها أحلي كلام حب مُمكن تسمعه في حياتها
تــن ...
المرة دي هيّ ما إبتسمتش .. أنا اللي إبتسمت
بعد العشا إمبارح إبتسمت لي بلُطف ، بس لسوء حظها دي كانت إبتسامة إبتسمتها قبل ما أقتلها
تــن ...
المرة دي هيّ ما إبتسمتش .. و مش هتبتسم تاني .. المرة دي أنا اللي هبتسم و أنا بدفن جُثتها في الحديقة
.
.شرح القصة

طبعا اتقبض عليه و اعترف بكل حاجة ..
هي مكانتش بتخونه لكن شكوكه و إهتمامها بتليفونها و إبتساماتها هي اللي خلت الشك ملى قلبه و الغضب يتحكم بيه
القصة النهاردة بتناقش قضية مهمة و كلنا واقعن فيها للاسف و أنا شخصيًا واقع فيها جدًا و هي ادمان السوشيال ميديا و الموبايلات .. لازم نحاول نقتطع جزء من وقتها لأسرنا .. نتكلم معاهم و نقعد معاهم شوية
و ضروري جدًا إننا نـ ....
طب أنا لازم أمشي دلوقت عشان مراتي بتبصلي بضيق و أنا باصص في التليفون ... دعواتكم :D
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن