لمَّا كُنت طفل صُغيَّر، كُنت مستني أكبر عشان حاجة واحدة بس، إن يبقالي بيت لوحدي وأعيش فيه بعيد عن أهلي، بس بعد اللي حَصَل، مش عايز أعيش لوحدي، بس أسرتي مكانتش غنية بالشكل الكافي عشان يشترولي بيت أو حتى شقة ليَّا لوحدي، في الحقيقة.. هُمَّا أساسًا مكانش معاهم فلوس يأجروا بيت لنفسهم، عشان كدا كُنا عايشين ومأجرين أوضة في بيت عمتي
في ليلة من الليالي، كُنت قاعِد في البيت مع بنت عمتي الكبيرة، ليندسي، كُل أهلنا برا ومش هيرجعوا دلوقتي، كانوا في مشوار مُهِم وسابونا لوحدنا من 10 مساءً لـ 3 صباحًا
في الوقت دا كان عندي 10 سنين، وليندسي كان عندها 17 سنة، عشان كدا أهلنا مكانوش قلقانين علينا وإحنا لوحدنا، أنا وليندسي كُنا أصدقاء مُقربين رغم فرق السن اللي بينا، دي مكانتش أول مرة نقضي الليلة في البيت أنا وهي لوحدنا، بس للأسف.. كانت الأخيرة
في الليلة دي، ودعنا أهلنا أنا وهي ودخلنا البيت، قفلنا الأبواب والشبابيك كُلها زي ما طلبوا مننا، رغم إننا عايشين في حي هادي ولطيف، لكنهم كانوا بيخافوا علينا جدًا، وعدناهم كمان نتعشى وننام بدري
ليندسي كانت واقفة في المطبخ بتدوَّر على حاجة في دولاب المطبخ
بصتلي وهي مُبتسِمة وقالت: " إيه رأيك نطبخ أكل آسيوي على العشا؟ "
كُنت بتنطَّط من الفرحة، مش مصدَّق إنها هتعمل أكلي المُفضَّل، ماما بترفض تخلينا نعمِل أكل آسيوي لأنه بيحتاج شُغل كتير في المطبخ وإحنا مُهملين وبنحرَق حاجات كتير ومكونات غالية
خدنا الأكل وطلعنا ناكل في أوضة ليندسي فوق
الساعة كانت 12 بالظبط، مُنتصَف الليل، زهقنا من الفُرجة على التليفزيون، وبدأنا نتكلِّم شوية عن حبيبها، دخلت تغسل سنانها في الحمَّام الموجود في أوضتها، وأنا كُنت بستناها برا
فجأة.. سمعته
صوت عياط جاي من مكان ما في البيت!
كُنت فاكِر دا صوت تليفزيون مفتوح في أوضة من الأوض ولا حاجة، بس لا، الصوت كان جاي من برا، من الممر، بس لا.. الصوت دا صوت بكاء طفل، بدأت أنزل للدور اللي تحت وأنا بحاول أحدِّد مصدر الصوت، كُنت بتخيَّل أسوأ السيناريوهات، مُمكِن يكون كائن شيطاني مُختبئ في الظلام، كُنت بفتَح كُل نور بعدي عليه، سمعت صوت من ورايا، بصيت.. كانت ليندسي.. واقفة ورايا وهي حاطَّة إيدها على فمها
كانت بتشاورلي أسكُت وهي بتشاوِر على ودنها
كان صوت طفل رضيع، صوت بكاءه مكتوم، كأن حد كاتِم نَفَسُه، فكرة إن حد يسيب طفل يعيَّط بالطريقة دي كانت تقطَّع القلب، أما ليندسي فكانت عينيها مفتوحة بخوف، رفعت إيدها وهي بتعيَّط وبتشاوِر ورايا
قالت بهمس: " في أوضتك! "
ابتسمت بسُخرية، فهمت اللي بيحصَل، دا مقلب سخيف من مقالبها!
قُلتلها: " على فكرة.. دمك مش خفيف "
كان باين عليها الجدية وهي بتقول: " دا بجد! "
بدأت تمشي ناحية أوضتي، مشيت وراها وأنا خايف، وللأسف.. كان عندها حق، الصوت كان جاي من أوضتي، تحديدًا.. جاي من برا أوضتي، كُنا سامعينه بوضوح دلوقتي، كان بيعيَّط عياط يوجَع القلب، مين يجيله قلب يسيب طفل رضيع في وقت زي دا؟
سألت ليندسي وأنا مُختبئ وراها بخوف: " هو المفروض نروح نشوفه؟ "
فكرت شوية قبل ما تقول: " بصَّة صُغيَّرة "
فتحنا الستارة وبصبنا برا، كان فيه شيء أسود صُغيَّر مرمي في وسط الحديقة، زي ما يكون كيس قمامة، بس الشيء دا.. كان هو مصدر الصوت
سألتها بخوف وصوتي بيترعش: " هنعمل إيه دلوقتي؟ "
بصتلي بخوف، دي كانت من المرات القُليلة اللي شُفت ليندسي فيها وهي خايفة، وشها كان شاحِب، قالت وهي بتبعِد عن الشباك: " مش عارفة "
بعد 5 دقايق من التفكير، قرَّرنا إننا مش هنعرَف ننام غير لمَّا نتطمِّن على الطفل دا، بدأنا نشُق طريقنا ناحية الباب الأمامي، فتحنا الباب، وقبل ما نخرج وقفنا مكاننا زي المشلولين من كتر الخوف
كان فيه حد برا، طويل.. واقف على الباب وباصِص ناحيتنا، الدم نشف في عروفي، ليندسي كانت بتتنفس بصعوبة، كان نفسي أجري، أهرب منه، لكن الخوف خلاني واقف مكاني مش قادر أتحرَّك
ليندسي همست من جنبي: " يا رب من فضلك.. احمينا "
وزي ما تكون دي هي كلمة السر
الراجل دا بدأ يجري ناحيتنا
ليندسي قفلت الباب بسُرعة، كان رد فعل سريع جدًا، وقفنا ورا الباب بنتنفِس وإحنا مش مصدقين إننا قدرنا نقفل الباب، جرت ناحية التليفون ورفعت السماعة و...
بووووم
كسر شباك أوضة ليندسي ودخل البست، جرينا ناحية أوضة والدتها، صوت تكسير عالي جاي من أوضتها، وصوت بكاء الطفل لسَّه مُستمِر
ليندسي شاورت على الدولاب وهي بتقول: " ادخل إنت استخبى جوا "
" إيه؟ "
" ادخل جوا، لف بطانية حواليك واعمل نفسه كومة هدوم قديمة أو حاجة زي كدا "
" طب وإنتي؟ "
صوت الخطوات كان بيقرَّب مننا، ليندسي كانت باصالي، مفيش وقت، جريت ناحية الدولاب ودخلت جواه بسُرعة
سمعت صوته من ورا الباب، كان عارف إننا سامعينه: " افتحوا الباب ومش هأذيكم "
ليندسي مردتش عليه
" أنا عارف إنكم جوا "
مكُنتش قادر أشوف إيه اللي بيحصَل، لكن كُنت قادر أسمع صوت التكسير، بيضرب الباب بكتفه، لكن يبدو إن الباب أقوى منه، لأني بعد شوية سمعته بيصرُخ
" خليني أدخُل يا أوغاد "
بووووم
" انتم بتوعي "
بووووم
" هقتلكُم "
سمعت صوت ليندسي بتقول بثقة: " لا.. أنا اللي هقتلك "
مش فاكر إيه اللي حصل بعد كدا، مش فاكر غير وأنا بفتَّح عينيَّا كُنت سامِع صوت أهلي وأهل ليندسي وهُمَّا بيقولوا
" أهو صحى "
كُنت نايم فوق كنبة الصالة، الدنيا لسَّه ضلمة برا، غالبًا الساعة كانت 3 صباحًا، أول حاجة عملتها هي إني دورت على ليندسي، كانت قاعدة بأمان على كُرسي أدامي، مش فاهم إيه اللي حصل، بس شايف ناس من الشُرطة، وأدام ليندسي شايف مُسدَّس والدها
والدتي حضنتني وهي بتعتذرلي، قالتلي إن الشُرطة لقوا الشخص اللي اقتحم البيت، صولوله لأنه كان بينزف في كُل مكان، لكنهم لمَّا لقوه كان ميت، لأن ليندسي ضربته بالنار
بس فاكر إننا بعدها بكام يوم كُنا بنفطر كُلنا سوا، سمعنا تحذير إتقال في نشرة الأخبار: " خدوا بالكم من صوت عياط الأطفال بالليل، فيه عصابة بتعتمِد على صوت بكاء الأطفال كفخ للناس، فلو سمعت صوت طفل رضيع بيعيَّط بالليل بلاش تُقع في الفخ، دي أحدث خدع القتلة المُتسلسلين عشان يضحكوا على الناس ويدخلوا بيوتهم "
بصينا لبعض أنا وليندسي وإحنا بنفتكر كُل التفاصيل اللي حصلت، ساعتها بس.. فهمنا صوت عياط الطفل الرضيع
.
.
.دي واحدة من أحدث الطرق اللي القتلة المُتسلسلين بيقدروا يستدرجوا ضحاياهم بيها لبرا البيوت بعيدًا عن الأمان
والموضوع إتكرَّر كتير لدرجة إنه بقى ظاهرة
بيلفوا عروسة لعبة في بطانية ويشغلوا تسجيل صوتي لصوت بكاء طفل برا بيت ويستدرجوهم عشان يخرجوا او على الأقل عشان يفتحوا الباب فيقدروا يدخلوا لهم
الموضوع حتى الآن مُنتشر في أمريكا بس
بس قُلت أحذركم يعني