٢٧

3.6K 280 15
                                    

كُنت في بدايات العشرينات من عُمري سافرت اليابان في منحة دراسية تابعة للكُلية بتاعتي ، كُنت مُتخصص في دراسة السياحة عشان كده كان جُزء من المِنحة إننا نسافر 6 دول مُختلفة في 5 شهور مُتتالية ، اليابان كانت الرحلة التانية خلال تاني شهر
و كان ليّا ذكريات كتير في اليابان بتمني لو أقدر أنساها
في يوم خرجت عشان أتعشي مع مجموعة من أصدقائي في مطعم حلو بيعمل سوشي مَحَلي مُمتاز ، و بعدها رُحنا بار مشهور عشان نشرب شوية مشروبات يابانية زي الساكي و غيره ، بعد شوية الحوار تحَول و أخد مجري غريب شوية
كان معانا صديق مُهتم جدًا ابلأرواح و الأشباح و الماورائيات إسمه جاستين ، كان بيحكيلنا عن لعبة مشهورة في اليابان إسمها هيتوري كاكورينبو أو إستغماية الرجُل الواحد ، قالنا إن الناس مُختلفين بخصوص اللعبة دي ما بين إنها أسطورة تراثية مش حقيقية و ما بين إنها حقيقة تمامًا و لا مجال للشك فيها
من شروط اللعبة إنك تاخد دب أو لعبة و تفرغها من الحَشو بتاعها و تحشيها رُز ني و بعدها نخيطها بخيط أحمر بيرمُز للأوعية الدموية ، بعدها بنملا حوض الإستحمام مياه و بنبدأ طقوس اللعبة جوا حوض الإستحمام ، بمُجرد الإنتهاء ن الطقوس الخاصة باللعبة بنرمي الدب جوا المية و بكده بتبدأ اللعبة
من شروط اللعبة إنها لازم تبدأ الساعة 3 بعد مُنتصف الليل و بتنتهي بطريقة من 2 ، إننا بنقول كلام خاص بإنهاء اللعبة أو بظهور ضوء الشمس
لمّا جاستين خَلَّص كلامه الصمت ساد المَكان شوية و بعدين كُلنا إنفجرنا في الضحك ، كلام جاستين و شروط اللعبة مُضحكة و خيالية جدًا ، كان باين أوي إن جاستين بيحاول يخوفنا مش أكتر ، لكن أنا لاحظت الخوف اللي كان في عينين جاستين و هوّ بيتكلم ، كان خوف حقيقي ... خوف خام !
و بسُرعة غيرنا الموضوع و بدأنا نتكلم عن دراستنا و منحتنا الدراسيةمرة تانية و نسينا كُل حاجة بخصوص اللعبة
.
لمّا خلصنا و رجعت البيت كانت اللعبة و تفاصيلها مسيطرة سيطرة تامة علي تفكيري ، نمت في السرير بعد ما حطيت أكل للكلب بتاعي و التفكير في الموضوع ده كان مسيطر عليّا ، برغم غرابة اللعبة و شروطها الخيالية إلا إن قلبي بيقولي إنها لعبة حقيقية 100 % ، كمان خوف جاستين و هوّ بيتكلم أكدلي الموضوع ده
قررت أقطع الشك باليقين و إما إني أثبت إن كلام جاستين و خوفه كانوا حقيقيين أو إني أثبت لنفسي إن جاستين مُجرد كذّاب مش أكتر ... قررت ألعب !
جبت دُب لعبة قديم من عندي و قطعت راسه و فرغته من الحشو بتاعه ، رحت المطبخ و حشيته كُله رُز ني و بعدها خيطت راه مرة تانية بخيط أحمر زي ما شروط اللعبة بتقول ، قفلت أنوار الشقة كلها بالكامل و مشيت وسط الظلام بتحسس طريقي عشان أوصل للحَمام ، لمّا وصلت مليت حوض الإستحمام مياه و وقفت جواه ، الساعة كانت 3 بعد مُنتصف الليل
قُلت التعويذة الخاصة ببداية اللعبة بصوت واطي هامس و بعدها رميت الدب في المياه و شُفته من خلال ضوء القمر اللي داخل من الشِباك و هوّ بيغرق في المياه بدون أي حركة ، بس شعور غريب بالخوف و عدم الإرتياح كان مسيطر عليّا ، قررت أنهي اللعبة دي بطريقتي ، خرجت أجري من الحمام وسط الظلام لحَد ما وصلت للمطبخ ، خرجت سكين تقطيع اللحم الكبيرة و جريت تاني ناحية الحمام
فتحت باب الحَمام و صرخت بتوتر : " أنا لقيتك "
شروط اللعبة بتقول كده لكن اللي شروط اللعبة مقالتهوش إن الحَمام كان سُخن جدًا لدرجة إني شهقت أول ما دخلته ، جريت ناحية المية اللي كانت سُخنة لدرجة غريبة و خرجت الدُب و أنا بقول بتوتر للمرة التانية : " أنا لقيتك "
طعنته 15 طعنة بالسكينة لدرجة إن الرُز بدأ يخرُج برا و الدب بدأ يفضي
كده الجُزء الأول من اللعبة إنتهي و أنا اللي فُزت ...
بس باقي الجُزء التاني و الأصعب !
.
شعور بالخوف و عدم الإرتياح ملاني و أنا عارف إن المرحلة التانية هي الأخطر و الأكثر رٌعبًا و صعوبة ، المرة دي لازم أنا اللي أختبئ و الدُب هوّ اللي هيدوّر عليّا لحَد ما يلاقيني و بكده تنتهي اللعبة ، حاولت أستجمع شجاعتي و أتمالك نفسي لكن في الحقيقة جسمي كان بيترعش من شدة الخوف !
الدب دلوقتي هيكون ( أوني ) و أوني كلمة يابانية لها معنيين ... المعني الأول هوّ إنه هيدور علي المُختبئين في لعبة الأستغماية و المعني التاني و المُخيف هوّ الشيطان ..!
لازم أختبئ دلوقت ، مشيت بهدوء عشان ما أخبطش في حاجة في الظلام الدامس ده لحَد ما وصلت لخزانة ضخمة في غُرفة المعيشة و فتحتها و إختبئت جواها ، قلبي كان بيدق بسُرعة و صدري بيطلع و ينزل بسُرعة مع تنفسي بتوتر ، غمضت عينيّا و حاولت أهدي نفسي شوية ، فجأة سمعت صوت حاجة بتتكسر ، إزاز .. جنب الحَمام !!
الكلب بتاعي خاف و بدأ ينبح .. بلعت ريقي بصعوبة و أنا بحاول أؤمر الكلب يبطل نباح لكن صوتي مكانش طالع من شدة الخوف ، لكن خوفي كان بيزيد و أنا سامع صوت خطوات تقيلة بتمشي في إتجاهي و مع كُل خطوة بتقرب مني قلبي كان بيفوت دقة كاملة ..
من خلال فتحة صُغيّرة جوا الخزانة كًنت سامع الصوت و حاسس بالتوتر ، الصوت توقف تمامًا أدام المكتبة اللي فيها كُتبي و صوري الشخصية ، حاولت أفتح باب الزانة ببطء عشان أشوف مين اللي واقف أدام مكتبتي ، حاولت أشوف في الظلام لكن اللي شُفته مش هقدر أنساه طول عُمري ، أدام مكتبتي كان واقف الدُمية و هيّ ماسكة سكينة المطبخ و باصّة ناحيتي بدون حركة !
قفلت باب الخزانة بسرعة و أنا بتنفس بخوف ، سمعت صوت بيهمس من ورايا : " أخرج و إلعب مع أوني "
بصيت ورايا بسرعة لكن ورايا مكانش فيه أي حاجة .. ورايا كان ضهر الخزانة .. بلعت ريقي بصعوبة و أنا بترعش من الخوف ، كُنت خايف بطريقة لا يمكن حد منكم يقدر يتخيلها ، فجأة كُل الأضواء إتفتحت و بدأت تبقي منورة زيادة عن اللزوم قبل ما بعض اللمبات تنفجر و الظلام التام يسيطر علي المكان مرة تانية
الفيوز بتاع الكهرباء باظ !!
.
في المرحلة دي الخوف كان شاللني تمامًا ، جسمي كُله بيترعش و أنا مش قادر أسيطر عليه ، حسيت بحاجة علي وشي و أنا بحاول أمسحها فوجئت إني بعيّط من كُتر الخوف ، حاولت أكتم نفسي و أفضل ثابت ، حاولت أستجمع شجاعتي مرة تانية و أفتح باب الزانة ببطء ، المرة دي كانت السكينة الكبيرة علي الأرض لوحدها ، أوني إداني فرصة لإنهاء اللعبة بطريقتي و ده لأنه ملقانيش ، ممكن يكون مشافنيش في الظلام لمّا فتحت باب الخزانة أول مرة ، إما إني آخدها و أطعن الدمية لحد ما تتقطع خالص أو إني أفضل في مخبأي لحَد طلوع الشمس
فتحت باب الخزانة و مديت إيدي ببطء و مسكت السكين و سحبته جوا الخزانة و أنا بحاول أكتم صرخة كانت هتطلع و هتفضح مكاني ، السكينة كانت سُخنة جدًا كأنها محطوطة في النار بقالها ساعات ، قاومت الألم و الحرق اللي في إيدي و حاولت مصرخش لكن شهقت و أوني سمعني و أنا بشهق !!
خرجت من الخزانة بسرعة و جريت أختبئ ورا الترابيزة اللي عليها التليفزيون ، حسيت بالدمية بتدوّر ناحية الخزانة ، مشفتهاش بتتحرك ولا مرة لكن كُنت حاسس بيها و سامعها ، سمعت صوت همس بيتردد في الشقة كُلها : " يا تري إنت فين ؟ "
حسيت بشعر جسمي كُله بينتصب من الخوف ، قررت أنهي اللعبة المُخيفة دي و حالًا ، خرجت من ورا الترابيزة و جريت ناحية المكتبة أخدت الكشَّاف بتاعي منها و نورته و بدأت أدوّر حواليّا بتوتر ، لقيت الدُمية واقعة علي الأرض جنب التليفزيون ، جريت ناحيتها و بكُل قوتي بدأت أطعنها و أنا بعيّط من شدة الخوف ، كان علي وشها إبتسامة شيطانية شريرة ، قطعت الخيط الأحمر و فرغت الرز كله و جريت علي المطبخ و حرقتها تمامًا
مع طلوع الشمس إتنهدت و قلت بصوت عالي : " أنا فُزت "
دخلت الحمام عشان أغسل وشي و علي مراية الحمام باللغة اليابانية و بالدم كان مكتوب 3 كلمات
.... أنا لسّه هنا ...
.
.شرح القصة

اللعبة حقيقية و معروفة و منتشرة في اليابان و كوريا ، لو عاوز تعرف عنها أكتر مُمكن جدًا تدوّر عليها .. أنا مش هحط لها لينكات عشان محدش يجربها و لا قدر الله يتأذي بسببها
برضه لو دورت و لقيت لينك يا ريت متحطوش هنا .. احتفظ بيه لنفسك و جزاك الله خيرًا و بلاش كومنتات لقيت اللينك و اللي عاوزه ييجي انبوكس
بالنسبة للي بيحكي القصة فهو ساب البيت فورا و ساب اليابان كلها و رجع بلده و الحمد لله محصلوش حاجة مُخيفة ، سبب إنه بيحيكي إنه قرأ بوت علي النت عن شقة في اليابان بيحصل فيها حاجات غريبة و الناس خايفة منها و لما سأل إتضح إن هي شقته اللي حصل فيها الموقف المخيف ده
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن