اسمي ريان، أنا هنا عشان أنا في مُشكلة ومحتاج حد منكُم يساعدني لو يقدَر، من الكلام اللي الناس بتقوله في منطقتي عن الشيء دا، واللي هو بصراحة مش كتير يعني، فالشُرطة مش هتقدر تساعدني أصلًا..
مؤخرًا.. انتقلت لمدينة صُغيرة في ولاية صُغيَّرة، مش هقدر أقولكُم اسم المدينة ولا الولاية لأسباب خاصَّة بيَّا، بس خليني أقولك معلومة واحدة عنها، دي مدينة صُغيَّرة بمعنى الكلمة، اللي عايشين هنا أقل من 600 شخص تقريبًا، وعشان أكون صريح معاكُم.. هو دا اللي كُنت بدوَّر عليه، زهقت من حياة المُدن الزحمة والدوشة اللي مليانة سُرعة، كُنت محتاج أنتقِل للريف شوية
كُل حاجة كانت أكتر من مُمتازة في البداية.. أجرت بيت كبير، فيه 3 أوض نوم، جراج، وحديقة أمامية كبيرة وواسعة، وكُنت بقدَر أشوف أقرب جار ليَّا من بعيد، بس هو كان بعيد بمعنى الكلمة، لدرجة إني لو صرخت بأعلى صوت عندي، هو برضه مش هيسمعني ولا هيحس بيَّا، وبقولكُم المعلومة دي عشان لها علاقة وطيدة بالقصة، لأن لو أنا مُحِق، وفي شيء بيتعقبني برا البيت أو بمعنى أصح برا شباك أوضة نومي، فأنا ميت خلاص!
محدش هيسمعني لو صرخت أو طلبت النجدة من جوا البيت، وحتى لو حد سمعني مش هيساعدني، لأن هنا في المدينة عندهم قاعدة مُهمة، حتى لو سمعوه أو سمعوا حد بيستنجِد بيهم، بيتجاهلوه بمُنتهى البساطة
" إحنا مش بنتكلِّم عنه.. مش بننادي عليه، مبنتكلمش معاه، مبنبُصش حتى له، لو بصيت له، هتنضم لقوائم المفقودين.. "
الراجل العجوز اللطيف اللي في البار قالي الجٌملة دي لمَّا سألته عن صوت الطنين الهامس اللي بسمعه طول الليل
الكلام دا كان الأسبوع اللي فات، وطول الفترة دي كُنت مُلتزِم بنصيحته وسامِع كلامه، لحَد.. لحَد ليلة إمبارح.. هي.. هي كانت حادثة وغصب عني، بس.. بس أنا شُفته!
إمبارح قرَّرت أنام بدري شوية، إتعشيت عشاء عيد الفصح مع والدتي والأكل خلاني حاسِس إني تقيل، خصوصًا إني كُنت مُضطر أسوق ساعة رايح وساعة جاي، فأكيد انتم مُتخيِّلين التعب اللي أنا فيه، قرَّرت إني هنام بهدومي، مش هقدر أغيَّر، وعادةً أنا مش بدخَّن في البيت، بس النهاردة كُنت تعبان جدًا، وبصراحة.. كُنت خايف أنزل أدخَّن في الحديقة بسبب التحذير اللي قالهولي الراجل العجوز، عشان كدا فتحت شباك أوضة نومي عشان الدخان يخرج برا، قرَّرت أستمتع بسيجارتي، وبعدها.. بنوم عميق
بوووووم..
حاجة صحتني في مُنتصف الليل تقريبًا، قعدت على سريري بخوف، كُنت حاسِس ببرد رهيب، بصيت ناحية شباك أوضتي ولقيته مفتوح، يبدو إني نسيت أقفله قبل ما أنام، لفيت نفسي في العطا وقُمت ببطء ناحية الشباك عشان أقفله، لكن بمُجرَّد ما لمست الشباك، سمعت صوت الطنين، تجمدت مكاني وجسمي كُله بيترعش من الخوف، وقبل ما أتحرَّك أو أتصرَّف.. شُفته!