بتبصلي بِشَر مرة تانية ، بقت علي طول بتبصلي بِشَر ، كل يوم بتبصلي بِشَر ، بقالها علي كده 10 أيام !
خليني أحكيلكم حكايتي من الأول ...
أنا ساكنة في مدينة أمريكية كبيرة ، مش كبيرة حجمًا لكن هي من المدن القديمة ففيها أماكن تاريخية كتيرة فبنعتبرها كبيرة ، لكن أكتر شيء مُميز في مدينتنا هو مُعدّل الجريمة و ده ليه علاقة مُهمة جدًا بشُغلي
أنا بشتغل كموظفة إستقبال في النجدة ( الـ 911 )
أول ليلة إستقبلت مُكالمتها كانت ليلة عادية جدًا ، الساعة كانت تقريبًا 2 بعد مُنتصف الليل يعني كٌنت في نُص الوردية بتاعتي ، كُنت بتكلم مع زميلي اللي في المكتب اللي جنبي لمّا التليفون رن ، بصيت علي شاشة إظهار رقم المُتصل ، كان الرقم ( 000-000-0000 ) ، حاجة غريبة جدًا ، عادةً مش دا الرقم اللي بيظهر لمّا حد يتصل بالنجدة ، كتبت علي ورقة صُغيرة عن ضرورة إننا نكلّم شركة التليفونات عن موضوع الأرقام اللي مش بتظهر ده ، و لأن الرقم مش ظاهر فعلي طول رديت و شغلت خاصية تتبُع المُكالمة و تحديد مكان المُتصل : " ألو ، 911 ، إيه الحالة الطارئة اللي عندك ؟ "
الدم نشف في عروقي من الخوف بمُجرد ما سمعت صوتها ، كانت بتصرخ بهيستيريا و صوتها مليان خوف ، الخط بيقطّع و كلامهما مش مسموع كويس ، كانت بتصرخ برعب : " لو سمحت ... النجدة "
ضغط علي زرار تتبع المُكالمة بسُرعة في محاولة بائسة لإنه يحدد مكان المُكالمة بسُرعة أكبر ، كانت لسّه بتصرخ : " النجدة ... هو هـ ... الجسر ... أرجوكي "
جهاز تتبع المكالمة قالي إن المُكالمة من علي بُعد حوالي 1900 قدم ، المنطقة دي فيها جسرين ، حاولت أهديها شوية و أنا بقولها : " أرجوكي حاولي تهدي شوية ، إنتي قريبة من جسر ( .... ) ، في حد بيحاول ينتحر من فوق الجسر ؟ "
بدأت المُكالمة تشوشر و بقيت سامعاها بصعوبة ، حاولت أفهم منها إيه اللي بيحصل : " يا فندم ، أرجوكي ، حاولي تفهميني إنتي فين بالظبط ؟ "
صوتها إختفي تمامًا و المُكالمة بدأت تشوشر ، الخط إتقفل ...
بعت إخبارية لعربيات الشُرطة القُريبة من الجسرين مكتوب فيها
( شخص ما علي الجسر بيحاول ينتحر ... المُتصلة أنثي و خايفة ... مفيش معلومات أكتر من كده )
قمت مشيت ناحية المُشرف بتاعي و طلبت منه يطلع تسجيل المُكالمة علي الجهاز و يسمعها مرة تانية يمكن ينتبه لتفصيلة كانت غايبة عني ، بعد 5 دقايق جالي علي مكتبي و علي وشه غضب ، بيقولي إن آخر مكالمة أنا عملتها كانت من ربع ساعة من واحدة البوتوجاز بتاعها إنفجر فيها ، خرجت المكالمة من الجهاز و شغلتها أدامه بقلق ، مكانش فيه أي صوت ، مجرد شوشرة و وش بس ، شوشرة مفيهاش أي كلام لا عن جسر و لا عن حد بيستنجد ، المشرف بتاعي بصلي بغضب و طلب مني أكمِّل شُغلي و حتي لو كان فيه واحدة إستنجدت بينا و مُكالمتها إختفت فإحنا عملنا اللي علينا و بعتنا لها عربية شرطة
و مفيش رقم تليفون ظاهر عشان نتصل بيها مرة تانية ... مفيش بإيدينا حاجة نعملها !
.
بقية مُكالمات اليوم كانت غريبة ، طفل صُغيّر إختفي من بيت أهله فجأة أثناء الليل ، واحدة عندها 15 سنة لقت أخوها مُنتحر في أوضته ، واحد إختلف مع مراته فخرج من البيت و أشعل النار في البيت و هي جواه ، و مع زيادة المُكالمات بدأت أنساها و أنسي مُكالمتها الغريبة
أثناء ما كُنت مروحة بيتي بالنهار بعد إنتهاء ورديتي حاولت مفكرش فيها ، بحاول أفصل بين شُغلي و بين حياتي ، قعدت في الأوتوبيس مستنياه يوصل المحطة بتاعتي عشان أرجع بيتي أنام ، كُنت ساندة راسي علي الشباك و بتفرج علي الشارع بصمت
بعد شوية بدأت أحس بشعور غريب ، زي ما يكون حد مُخيف بيراقبني ، قلبي بدأ يدق بسرعة بدون سبب مفهوم ، التوتر ملاني و بدأت أتلفت حواليّا ، كان لازم أفهم إيه اللي بيحصل !
في البداية مكُنتش شايفاها لكن لمّا ركزت لمحتها و لمحت نظراتها المليانة شر اللي بتبُصلي بيها ، سنها مش أكتر من 25 سنة بأي طريقة من الطُرق ، شعرها بني شاحب ، عينيها فيها نظرة شريرة ، لابسة جاكت أسود واسع و بنطلون جينز أزرق ، وشها شاحب و مش حاطّة أي مكياج ، بصيتلها بهدوء و حاولت أكلمها ، بصوت مؤدب قلتلها : " صباح الخير "
مردتش عليّا و فضلت تبصلي بِشَر لحد ما الأوتوبيس وصل محطتي ، كان لازم أنزل ، مشيت ناحية بيتي ، فطرت و نمت ....
تاني يوم كان يوم أجازتي فقررت أروح المول عشان أشتري طلبات البيت و أغيّر جو شوية ، و جوا المول شفتها ، نفس المواصفات و نفس اللبس ، واقفة وسط زحمة الناس تبصلي بِشَر ، مشيت ناحيتها بسرعة لكنها تاهت مني وسط زحمة الناس ، خلصت كل حاجة و ركبت الأوتوبيس عشان أروّح و أنا بفكّر فيها ، سهرت طول الليل في البيت مش قادرة أخرجها من دماغي لحَد ما نمت ...
.
تاني يوم كان زحمة جدًا و كان فيه مُكالمات كتير ، حوادث طُرُق .. مُشكلة في بار بين ناس سكرانين .. ليلة طويلة لدرجة إني حسيت بإرهاق ، قررت أخرج آخد أجازة قصيرة برا المبني و أشم شوية هوا
المكان اللي أدام المبني كان واسع ، واقف فيه شوية عربيات و شوية موظفين خرجوا يدخنوا برا المبني ، قعدت علي الرصيف و سندت راسي بتعب علي الحيطة ، حسيت بنفس الإحساس الغريب اللي حسيته في الأوتوبيس ، فتحت عينيّا بتعب و بصيت أدامي
لقيتها واقفة ....
أنا مش بهلوس و لا بيتهيألي ، نفس المرأة في كُل مكان ، نفس اللبس و نفس النظرات اللي مليانة شر ، قررت أهرب منها المرة دي ، لم|ّا وصلت لباب المبني لقيت واحدة من زمايلي خارجة فقررت أسألها : " شايفة البنت اللي واقفة هناك دي ؟ "
هزت راسها برفض و لمّا بصيت علي البنت ملقيتهاش !
طلعت مكتبي و أنا حاسّة إن فيه حاجة غريبة هتحصل ، التليفون رن ، بصيت علي الرقم ، كان نفس الرقم ( 000-000-0000 ) ، إتوترت و أنا برد علي المُكالمة : " ألو ، 911 ، إيه الحالة الطارئة اللي عندك ؟ "
صوت شوشرة جامدة و من وسطها صوت خايف بيقول بضعف : " أرجوكي ... ساعديني "
حاولت أهديها : " حاولي تهدي شوية يا فندم ، حاولي تقوليلي مكانك عشان أقدر أساعدك "
جهاز تتبع المُكالمة جابلي نفس المكان ، علي بعد 1900 قدم ، منطقة فيها جسرين ، صوتها كان مليان خوف و هي بتصرخ بهيستيريا من وسط الشوشرة : " أرجوكي ... الجسر ... قتلني ... ساعديني "
المرة اللي فاتت الظباط قالوا إنه ملقوش أي حاجة ، بس أنا المرة دي حاسّة إني عارفة إنهم هيلاقوها ، حاسّة إني عارفة مين اللي بتكلمني ، البنت اللي بشوفها بتبصلي بشر طول الوقت !
بعت إخبارية لعربيات الشُرطة القُريبة من الجسرين :
( مُتصلة أنثي ... بتقول إن حد بيحاول يقتلها ... مفيش معلومات تانية )
.
حولت كل المكالمات علي زمايلي مش قادرة أستقبل أي مكالمات لحَد ما جاتلي منها مكالمة ، نفس الرقم ، رديت فورًا ، شوشرة كالمُعتاد و من وسط الشوشرة صوتها ضعيف بس المرة مش بتصرخ ، المرة صوتها غريب، كانت بتقول : " أرجوكي ... إنقذيني .. إعملي ... أي حاجة "
الشوشرة سيطرت علي المُكالمة ، مبقيتش سامعة أي صوت ، همست بيأس : " أنا آسفة "
مش عارفة حسيت و عرفت إزاي إن هي البنت اللي بشوفها بس أنا كُنت مُتأكدة ، لمّا الشغل خلص و روحت ، طلعت الأوتوبيس و أنا حاسّة و مُتأكدة إني هلاقيها ، فعلًا كانت موجودة ...
و كانت بتبصلي بِشَر مالوش حدود !
همستلها بيأس مرة تانية و عينيّا مليانة ندم إني مش قادرة أساعدها : " أنا آسـفة "
كُل يوم بتتصل ، بتصرخ بخوف و بتقفل ، و بعدها بتتصل تاني تلومني إني مش قادرة أساعدها ، و بشوفها في كُل مكان بتبصلي بِشَر و حفد مالهمش حدود ، مؤخرًا طلبت من الشُغل يسمحولي أروح مع عربية الشُرطة عند الجسر عشان ندوّر ، بعد شوية بحث و تنقيب لقيناها ، مقتولة و مرمية بإهمال في مكان مُظلم تحت الجسر ، دفنوها و بيحققوا دلوقتي في الأمر ...
بقيت بشوفها بس دلوقتي مش بتبصلي بِشَر ... دلوقت بتبصلي بإمتنان و بتبتسملي عشان قدرت أريحها ....
.
.شرح القصةفي ظني و تخيلي و وجهة نظري إن الست اللي بتشتغل في النجدة دي عندها قدرة عالية من الشفافية سمحت لها تتواصل مع روح / قرين / شبح البنت الميتة دي
و البنت الميتة دي طبقًا لثقافة الغرب كانت روحها غاضبة لأن جسمها مرمي بإهمال و إرتاحت لمّا هي لقت جثتها و عاملوها المعاملة اللي تستحقها ، و طبقًا لثقافتهم برضه إن روحها هترتاح و تختفي لما تتدفن و يتعملها جنازة محترمة
طبعًا دا لا يمنع إن كل ده ممكن جدًا يكون وهم و خيال في راس الست لأنها حست بالذنب انها مقدرتش تنقذ المتصلة و عرفت المكان عشان هي قالتلها الجسر في أول مكالمة
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم