60

2.4K 210 10
                                    

النهاردة جاي أحكيلكم أكتر حاجة مُخيفة حصلتلي في حياتي ، لأول مرة بتجرأ و بحكي الحكاية دي أدام الناس كُلها ، الموضوع كان مسببلي خوف و رعب و كُنت بخاف أتكلم فيه ... خلوني أحكيلكم اللي حصلي
أثناء مرحلة الطفولة إضطر بابا و ماما للسفر خارج الولايات المُتحدة الأمريكية في بعثة شُغل ، و عشان ميسيبوناش في البيت لوحدنا أو حتي ياخدونا معاهم إضطروا يسيبونا في بيت جدي و جدتي
بيت جدي كان بيت قديم متوسط الحجم ، في قرية قديمة صُغيّرة جنب البحر ، القرية بصراحة كانت هادية و جميلة و مُريحة للأعصاب ، أثناء الليل الحاجة الوحيدة اللي بنسمعها كان صوت الموج و هوّ بيتكسر علي الشاطيء
.
البيت كان مُريح و هادي و كُنت بحبه جدًا ما عدا حاجة واحدة بس ..
حاجة قادرة علي إنها تبث الخوف و الرعب جوا قلبي بسبب مش مفهوم ، باب أسود ضخم قذر ، باب القبو المُخيف ، كُنت بخاف منه و بحاول أتجنبه ، معديش حتي من جنبه و ببعد عنه علي أد ما أقدر ، عشان أنا كُنت طفل فكان خيالي دايمًا يصورلي إن الباب دا بوابة للشيلطين و الأشباح المُخيفة أو عايش وراه وحوش و كائنات مُفترسة هتقتلني لو قربت منه ، عشان كدا كُنت دايمًا حريص أبعد عنه و مقربش منه أبدًا مهما حصل
لحَد ما في يوم صحيت بالليل و عاوز أدخل الحمام جدًا ، حاولت أقاوم و أصبر لحَد الصُبح لكن مقدرتش ، المُشكلة إني هعدي علي باب القبو و أنا رايح الحمام ، كُنت بنام في الأوضة مع جدي و أختي بتنام في الأوضة التانية مع جدتي ، حاولت أصحي جدي لكنه كان مُستسلم جدًا للنوم فإضطريت أستجمع شجاعتي و أروح لوحدي ، مشيت بخطوات بطيئة من أدام باب القبو و أنا بتجاهله تمامًا كأنه مش موجود ، دخلت الحمام بسُرعة و قفلت علي نفسي
بمُجرد ما إنتهيت أخدت نفس عميق و فتحت باب الحمام و كُنت علي وشك أخرج لكن اللي شُفته ساعتها شلني تمامًا ، الخوف سيطر علي جسمي كُله و منعني من الحركة
أدام عينيا كان باب القبو مفتوح !
.
بصيت علي باب أوضتي و كان جدي لسّه نايم علي السرير ، يبقي أكيد جدتي هيّ اللي فتحت الباب و أكيد بتجيب حاجة من تحت ،  قررت أتجاهل الموضوع و أتصرّف كأن الباب مقفول ، بصيت في الأرض و قررت مبصش ناحية الباب خالص و هجري الحتة دي و أدخل أوضتي و أنام جنب جدي ، لكن و أنا ماشي جنب الباب بترعش من الخوف سمعت صوت حد بيتأوه بألم من تحت ، بس صوته مكانش بيتأوه عادي ، زي ما يكون حد بيطلّع في الروح ، حشرجة الموت ، وقفت مش عارف أتصرف ...
أتجاهل الصوت و أروح أنام و لا أشوف إيه اللي بيحصل ؟
سمعت الصوت مرة تانية ، المرة دي الألم كان أقوي و مليان وجع ، فكرت بما إني مش شايف جدتي فهي مُمكن تكون وقعت علي السلم و أذت نفسها و دا صوتها ؟
إستجمعت شجاعتي ، عينيّا بدأت تتملي بالدموع و أنا بقرّب من سلم القبو و بنزله ببطء ، جسمي كُله كان بيترعش
بس للأسف .. جدتي مكانتش تحت !
.
تحت كان فيه 3 أبواب حديد مليانين صدأ ، مقفولين بأقفال ضخمة كبيرة ، كل باب فيهم له نافذة صُغيّرة ، وقفت علي أطراف صوابعي عشان أقدر أشوف من النوافذ دي ، بصيت كويس .. في البداية مكُنتش شايف حاجة لأن الدنيا ضلمة جدًا لكن بمرور الوقت و بمُجرد ما عينيّا تأقلمت علي الظلام قدرت أشوف كويس إيه اللي جوا ، و ساعتها صدمتي و خوفي كانوا أكبر !
جوا الأوضة دي أربع أو خمس أطفال من سني مربوطين بسلالسل حديد للحائط ، منهم اللي مُغمي عليه و منهم اللي بيتأوه بألم ، أجسادهم كانت مُتضررة بعُنف ، الأطفال دول إتعذبوا كتير !
سمعت صوت خطوات بطيئة و تقيلة بدأت تنزل علي السلم الخشبي بتاع القبو ، كان لازم أجري أشوف مكان أختبئ فيه ، مش عاوز حد يعرف أنا شُفت إيه ، شخص مُقنّع كان بينزل السلم بثقة و بطء ، لابس ماسك أسود علي وشه و في إيده شايل بنت صُغيّرة وشها متغطي بقناع هيّ كمان ، معلق سكينة ضخمة في حزامه ، مد إيده في جيبه طلّع مُفتاح و فتح واحدة من الزنازين دي ، دخل جواها و قفل الباب المعدني وراه ، سمعت صوت السلاسل ، يبدو إنه بيربُط البنت دي كمان في الحائط
كان لازم أهرب من هنا بأسرع وقت مُمكن ، وصلت للسم و جريت عليه ، بطلع الدرجات بأقصي سُرعة و قبل ما أوصل لنهايته رجلي فلتت من تحتي ، وقعت علي راسي ، الدنيا بدأت تسوّد ادامي و مقدرتش أقاوم !
.
صحيت لقيت نفسي نايم في سريري ، جسمي بيترعش و مليان عرق بارد ، راسي بتؤلمني مكان الخبطة ، بصيت حواليا ، يبدو إني نايم من فترة طويلة ، تنفست بعُمق ، الحمد لله ... يبدو إني كُنت بحلم !
هو أكيد حلم .. مش مُمكن اللي شُفته دا يكون حقيقة !
حكيت لجدي الحلم و أنا مٌبتسم لكن ملامح وشه إتغيرت ، بان عليه القلق و الخوف ، حاول يخفي قلقه عني لكني شُفته في عينيه ، بدأت أحس إن كان فيه حاجة غلط ، مسك إيدي بقوة و طلب مني أمشي معاه ، فتح باب القبو و نزلنا السلم ، القبو كُل حاجة فيه زي ما شُفتها إمبارح بإستثناء إن الأبواب التلاتة مكانهم حائط أملس دلوقت و هُمّا مالهمش أي أثر ، طلعنا فوق مرة تاني و قعدنا علي ترابيزة المطبخ و بدأ يحكيلي
.
قالي إن قبل ما يشتري البيت كان ساكن فيه قاتل مُتسلسل و مُغتصب أطفال ، كان بيخطف ضحاياه و يحبسهم في الزنازين اللي تحت و يعذبهم و يغتصبهم لحَد ما يموتوا ، قالي كمان إنه لمّا إشتري البيت دا كان حريص يبني الحائط أدام الزنازين عشان يخفيهم تمامًا ، قالي إن أكيد انا سمعت الموضوع دا من حد و دي أضغاث أحلام بس مش أكتر ، طلب مني أطلع آخد شاور عشان أطرد الأفكار الشريرة من عقلي و مفكرش في الموضوع مرة تانية
خلصت الشاور بتاعي و أنا بسرّح شعري أدام المراية شُفت جرح كبير في راسي مكان ما وقعت علي السلم إمبارح !!
دا مكانش حلم ؟!
قبل ما أقهم حاجة سمعت صوت جدتي بتصرُخ ، فتحت باب الحمام و جريت عليها عشان أفهم بتصرُخ ليه ؟!
كانت قاعدة علي الأرض في أوضتها هيّ و أختي و بتصرُخ و بتقول : " إختفت ... إختفت ... إختفت "
صرخت بخوف و أنا بسألها : " هيّ مين اللي إختفت ؟ "
ردت عليّا بكلمة واحدة بس : " أختك "
لكن الدم نشف في عروقي و حسيت بالخوف بيتملك مني و أنا بشوف نظرة القسوة في عينيها و إبتسامة السُخرية اللي إترسمت علي ملامحها بقسوة !
.
. شرح

يبدو أن الجد و الجدة لمّا إشتروا البيت عجبتهم اللعبة بتاعة السفاح فبنوا حائط بيتفتح بطريقة سرية أدام الزنازين لكنهم كملوا مسيرته عادي
الولد صحي و شاف كُل حاجة فقرروا يسكتوه بالطريقة الأصعب ، خطفوا إخته و عذبوها ، و وصلوله رسالة هو فهمها كويس أوي لدرجة إنه فضل ساكت لحد ما ماتوا قبل ما يتكلم و يحكي كًل حاجة
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن