50

2.5K 200 12
                                    

يوم الجُمعة بالليل تليفوني رن ، بصيت في الساعة ، الوقت متأخر جدًا و أنا مش متعود حَد يكلمني في الميعاد ده ، أيًا كان مين المُتصل فهو حظه حلو إني صحيت علي صوت التليفون لأني عادةً نومي بيبقي تقيل و مش بسمع التليفون كويس ، رديت علي التليفون من غير ما أبُص علي الشاشة ، كُنت حاسس بغضب شديد و رديت بطريقة قاسية : " مين معايا ؟ "
سألني بتوتر : " إنت فين ؟ "
الصوت مش غريب عليّا ، حاسس إني أعرفه رغم إنه بيتكلم بتوتر و الشبكة ضعيفة و بتقطّع ، متنسوش كمان إني كُنت نايم و مش مركِّز ، قلتله بنفاذ صبر : " مين معايا ؟ "
رد بتوتر و غضب : " أنا أخوك يا غبي ، إنت فين ... أنا محتاج توصيلة "
قعدت في السرير و حاولت أفوق ، علاقتي بأخويا مش كويسة أوي لدرجة إنه يتصل بيّا في وقت زي ده ، و أساسًا بقاله سنة متصلش بيّا !
قلتله بعتاب : " أخيرًا إفتكرت إن ليك أخ يعني ! "
مردش ، حاولت أتدراك العتاب القاسي بتاعي فقلتله : " خلاص أنا صحيت ، إنت فين ؟ "
بدأت ألبس هدومي و أنا مستني إجابته ، بس مكانش بيرُد ، سامع صوت نفسه بس ، بيتنفس بتوتر و خوف ، ندهت عليه : " إيزاك ؟ "
همس بخوف :  " هشششش .. أان سامع حاجة بتتحرّك ! "
الخوف اللي مالي صوته خلي قلبي هيقف من كُتر الخوف ، الدم نشف في عروقي من نبرته ، سكت تمامًا و بعدها إتكلّم بهمس مليان خوف : " آبي عرفت إني بخونها و رمتني من العربية في مكان مهجور "
بصراخة رغم خوفي عليه مقدرتش أمسك نفسي و ضحكت ، قلتله بضحك : " تستاهل بصراحة "
قالي بغضب : " ملكش دعوة بالموضوع ده ، أنا محتاج توصيلة .. هتيجي و لا لأ ! "
أخدت مفتاح عربيتي من علي الترابيزة و نزلت علي السلم ، سألته : " إنت فين ؟ "
بدأ يفكّر بحيرة و هو بيقول : " هممممممم "
كان بيحاول يكتشف هوّ فين و دا معناه إنه ميعرفش هو فين !
صرخت فيه بغضب : " أنا عندي شُغل الصُبح و إنت مصحيني من عز نومي ، ركز كده و قولي إنت فين عشان أجيلك ، أقولك شوف مكانك بالـ جي بي إس "
سامعه بيحاول مع تليفونه ، وقفت علي السلم أستني منه إجابة و صبري بدأ ينفذ منه ، حوالي دقيقة بيحاول مع تليفونه قبل ما يقول بغضب : " الشبكة ضعيفة و الخريطة مش ظاهرة عندي ، بُص هوّ طريق ترابي علي يمينه غابة كثيفة و علي شماله حقل مزروع ، الدُنيا هنا ضلمة جدًا و المكان مفيش فيه أي بيوت "
صرخت فيه بغضب و دهشة : " إنت بجد مٌعتقد إني هعرف العنوان كده ؟ .. إنت بتتكلم جد؟ .. إتصل بآبي إعتذر لها و إسألها نزلتك فين و أنا هجيلك "
قالي بغضب : " حاولت أكلمها مليون مرة ما بتردش .. غضبانة مني .. مُمكن تكلمها إنت ؟ "
فجأة قطع كلامه و سكت ، سمعت صوت تنفسه بيضطرب و بيتعيّر ، الخوف كان بيسيطر عليه ، همسلي بصوت بيترعش و مليان خوف : " أنا سمعته مرة تانية ! "
سألته بخوف : " سمعت إيه ؟ "
مردش عليّا !
بعد شوية همس بخوف مش طبيعي : " من فضلك تعالي بسرعة ، أنا حاسس إن فيه حاجة ... غلط ، انا خايف أوي "
حاولت أهديه : " طب إهدي و متخوفنيش عليك .. أنا مضطر أقفل عشان أتصل بآبي .. متقلقش .. أنا هتصرف "
قالي بخوف : " لو سمحت بسرعة "
الخوف اللي كان في صوته كان خوف مش طبيعي ، انا عارف أخويا و عارف إنه مبيخافش بسهولة ، كلمت آبي 5 مرات و برضه مبتردش عليّا ،إضطريت أبعتلها رسالة :
( أنا لازم أروح لأخويا الغبي ، إنتي نزلتيه فين ؟ )
برضه مفيش رد !
.
إتصلت بيه و أول ما الخط إتفتح ندهت عليه : " إيزاك ؟ "
مكانش بيتكلم ، سامع صوت تنفسه تقيل و مليان خوف ، بعد ثواني همس بخوف : " فيه حاجة هنا "
قلتله بتوتر : " يعني إيه في حاجة هنا ؟ ، إيه اللي بيحصل عندك ؟ ، أنا بدأت أخاف "
ركبت عربيتي و بدأت أتجه للريف ، طالما بيقول حققل مزروع و طريق ترابي و غابات يبقي هو أكيد في الريف ، همسلي تاني ، المرة دي الخوف كان أكبر ، صوته خلي قلبي يقف من كُتر الخوف : " في حاجة هنا .. حد مُختبئ في الظلام ، انا حاسس إنهم بيراقبوني "
حاولت أطمّن نفسي قبل ما أطمنه هو ، قلتله : " إنت أكيد بيتهيألك ! "
هكس تاني بخوف : " لا .. لا أنا مش بيتهيألي .. أنا سامعهم .. سامعهم بيهمسوا لبعض "
بدأت أفكّر بسرعة عن الطرق الترابية اللي في الريف لكن مقدرتش أفتكر ولا حتي طريق واحد ! ، سألني بتوتر : " هُمّا بيهمسوا لبعض ليه ؟ ، بيخططوا لإيه ؟ "
الحقيقة أنا مكُنتش عاوز أخوفه .... بس أنا كُنت سامع صوت الهمس من حواليه !
قلتله بتوتر : " إتصل بالشُرطة ، هُمّا هيتتبعوا المُكالمة و يحددوا مكانك "
همس : " أنا مستخبي منهم و مش عاوزهم يسمعوني لو إتكلمت مع الشُرطة لأني مش هعرف أهمس للشُرطة .. مُمكن تكلمهم إنت ؟ "
طمنته : " آه مُمكن أكلمهم طبعًا ، بس لازم تقولي إنت فين عشان أقدر أساعدك .. حاول تركز أرجوك "
قفل الخط في وشي ، إستغربت ، بعد شوية بعتلي رسالة :
( فيه بحيرة كبيرة هنا .. أنا مش عارف أتكلم و مختبئ منهم )
بعتله رسالة :
( تمام .. أنا هتصرف )
بعتلي رسالة :
( خليك معايا ، أنا خايف )
.
دقايق و إتصل بيّا ، المرة دي صوته كان خايف و مرعوب لدرجة خوفتني : " فيه حد واقف أدامي .. بعيد شوية بس واقف في الظلام يبصلي .. شكله .. شكله غريب أوي "
حاولت أهديه ، أطمنه لكن مقدرتش ، كنت خايف زيه بالظبط ، خوف مش طبيعي بيسيطر عليا و بيحتل قلبي ، سمعت صوته بيتحرك بحرص ، ببطء ، كان خايف ياخد باله منه أو يلاحظه ، فجأة شهق و هو بيقول : " اللعنة ! "
ركنت العربية علي جنب و جسمي بيترعش ، سألته بخوف : " إيزاك ، إيه اللي حصل ! "
صرخ بخوف و هوّ بيعيّط : " مكانش لوحده .. دول 3 .. شكلهم وحش أوي .. بيطاردوني .. انا خايف "
مقدرتش أرد ، خوفه زاد و عياطه زاد ، صرخ : ط إلحقني .. مش 3 بس ، دول مئات .. شكلهم مخيف أوي .. مش بشر .. انا خايف .. بيخرجوا من الغابة "
سمعت صوت التليفون بيقع منه ، و بعدها سمعت صرخة مخيفة و صوت جسم تقيل بيقع ، كُنت بعيّط من إحساس الخوف و الرعب و العجز ، صرخت : " إيزاك !! "
لكن مردش عليّا ، سمعت صوت حد بيمسك التليفون و صوت نفس تقيل و بعدها الخط إتقفل و التليفون إتقفل تمامًا !
.
.شرح القصة
.
الولد دور علي أخوه طول الليل بدون نتيجة ، ملقاش له أي أثر ، بلغ الشرطة اللي قدروا يوصلوا لآبي و قالتلهم هي نزلته فين ، فتشوا المكان كويس و علي بعد 150 متر من جوا الغابة لقوا تليفونه مكسور تحت صخرة تقيلة و هو مالوش أي أثر لحد دلوقتي
أنا مقتنع إنه ممكن يكون في كائنات غريبة عايشة في الغابة دي و طلعت له و خطفوه أو قتلوه أو أيًا كان يعني اللي عملوه فيه

#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن