157

1.3K 88 5
                                    

إزيكم..
أنا هنا عشان أحكيلكم شوية قصص وحاجات حصلتلي على مدار شُغلي كسائق شاحنة خلال الـ 15 سنة اللي فاتوا، حاليًا أنا عايش وبشتغل في الولايات المُتحدة الأمريكية، لكن أنا عشت واشتغلت مُعظم فترات حياتي في قارة أوروبا، بدأت شُغلي كسائق شاحنة لمّا كان عندي 18 سنة، يعني بمُجرَّد ما خلصت دراستي الثانوية
كُنت ناوي أخليها مهنة جانبية مش أساسية، لكن مش دا اللي حصل.. خلال أقل من سنة كُنت وقعت في حُب شُغلي، وفضلت أشتغل فعلًا في المهنة دي وتجاهلت خططي للدراسة الجامعية، لحَد ما لقيت فُرصة إني أروح أشتغل في الولايات المُتحدة الأمريكية، وطبعًا مكُنتش هضيَّع الفُرصة دي..
خلال الفترة اللي فاتت شُفت وخُضت مُغامرات مُخيفة جدًا.. وأنا هنا عشان أحكيلكم عليها
اسمعوني كويس..
.
اللي هحكيهولكم دا حصل من 3 سنوات..
كُنت في ولاية أوريجون بنقل شُحنة عادية، لكني كُنت مبسوط ومُستمتِع بسبب المناظر الطبيعية، جبال كتير، غابات، وبحيرات، المنظر هنا خلَّاب لو حد منكم بيحب المناظر الطبيعية، بس للأسف.. فيه ناس كتير أوي مش بتحترم الطبيعة، ودا بيكون سبب رئيسي لأغلب حالات القتل في الوقت الحديث، فيه حاجات وأشياء كتير بتختبئ وسط الطبيعة، في الغابات المُظلمة على سبيل المثال، وأنا مش جاي أكلمكم عن الدببة أو الذئاب، أنا أقصد الشياطين، الأرواح، أو حتى الساحرات
المُهم.. كُنت سايق الشاحنة بتاعتي على الطريق وسط الجبال، والطريق دا للأسف مُظلم.. مُظلم جدًا، مفيش عليه أي وسيلة إضاءة، ولا حتى عواميد نور، أقرب مدينة ليَّا على بُعد 200 ميل تقريبًا، كُنت لوحدي تمامًا على الطريق، وكُنت خايف فعلًا، أنا عارف إنكم مُمكِن تستغربوا إزاي واحد شُغله سائق شاحنة لمُدة 15 سنة بيخاف من الظلام، وعندكم حق، بس أنا بخاف من الظلام جدًا.. ودا بسبب اللي شُفته
حاولت أهدي نفسي، شغلت الراديو وبدأت أسمع الموسيقي المُفضلة ليَّا، القيادة أثناء الليل مُتعة، دايمًا بحب أسوق الشاحنة بتاعتي بالليل عشان أشوف السما، السماء وهي مُظلمة بتهديني جدًا، شكل النجوم بيفكرني بأيام جميلة قضيتها في أوروبا زمان
الموسيقى ساعدتني كتير، لكن للأسف كُنت عايز أقضي حاجتي، مش قادر أتحمِّل أكتر من كدا، وقفت على جنب، ونزلت من العربية، الجو كان برد شوية فأخدت الجاكيت بتاعي، وصدقوني لمّا أقولكم.. الجاكيت دا هو اللي أنقذ حياتي
لبست الجاكيت بتاعي وقررت أمشي خطوتين عشان أقف على حدود الغابة اللي ورا الشاحنة بتاعتي وألبي نداء الطبيعة، مكانش معايا كشَّاف أو موبايل، فقررت أعتمد على ضوء القمر
خلصت وكُنت راجع للشاحنة بتاعتي مرة تانية، سمعت صوت غريب، صوت زي ما يكون حد بيحاول يقطع شجرة في مُنتصف الليل، في غابة على جبل! الموضوع كان غريب جدًا، بس أنا كُنت مُتأكّد من الصوت لأنه كان قُريّب مني جدًا
صوت التقطيع كان عالي وواضح، فيه حد بيضرب جذع شجرة بفاس بمُنتهى القوة، وبالنسبة لي كان غريب، وخلوني بقي أحذركم.. اللي أنا هعمله دا كان أغبي حاجة عملتها في حياتي، إحساسي كان بيقولي ملكش دعوة وأهرب من هنا فورًا، وكان لازم أسمع لإحساسي
لكن أنا تجاهلت إحساسي، قرَّرت أشوف لو حد محتاج مُساعدة ولا حاجة، وبدأت أمشي ناحية مصدر الصوت، بدأت أدخل وسط الغابة في الظلام، مكُنتش شايف كويس، لكني كُنت بقرَّب من الصوت
وفجأة.. من بعيد.. وعلى ضوء القمر.. شُفته، شُفت راجل ضخم واقف وسط الظلام وماسك فاس، الراجل كان ضخم وقوي البنية، كُنت حاسِس إنه.. إنه شفَّاف، مش عارف إزاي بس ما يكون باهت، في البداية تخيَّلت إن دا بسبب الظلام وسوء الإضاءة، قربت منه أكتر، وبدأت أشم ريحة غريبة، ريحة عفن.. ريحة لحم معفّن مُنتشرة في المكان كُله
ناديت عليه بصوت عالي، وبطل تقطيع فورًا، كان ثابت مكانه وضهره ليَّا، بدأ يلف ببطء عشان يواجهني، ساعاتها قلبي وقف من الخوف، جسمه كُله كان مليان جروح.. جسمه كُله!
كان فيه ضمادات غرقانة دم لكن الجروح كانت كتير ووحشية، الدم ناشف على بعضها وبينزف من الباقي، كان شبه مشوَّه، زي ما يكون حد رماه جوا ماكينة تقطيع الأخشاب، ومن جوايا.. بدأت أعرف إني ارتكبت غلطة.. وغلطة كبيرة
الراجل كان مواجهني دلوقتي ووشه كُله مليان غضب، رفع الفاس لفوق وبدأ يزوم زي الكلب المجنون، الريحة بقت كريهة أكتر، كُنت خايف بشكل مش معقول
كان أدامي اختيارين، الهروب.. أو المواجهة، وبسُرعة جدًا أخدت قراري، جريت زي المجنون في الظلام، وكُنت سامعه وهو بيجري ورايا، لحوالي دقيقتين كُنت بجري زي المجنون وهو بيجري ورايا، ورغم حجمه الضخم لكن سُرعته كانت عالية بشكل مش طبيعي، كُنت سامع صواه من ورايا، والريحة الكريهة دي كانت بتطاردني هي كمان
من حُسن حظي إن الشاحنة بتاعتي كانت قريبة، ومن حُسن حظي جدًا إني كُنت سايبها مفتوحة، ركبت وقفلت الباب على نفسي بسُرعة
ضغطت على دواسة البنزين بسُرعة وبكُل قوتي، ومن المراية.. كُنت شايفه، بيجري ورايا زي المجنون وهو بحاول يضربني بالفاس
ضرب الشاحنة كذا مرة، لكني قدرت أهرب منه، وموقفتش غير في المدينة، هديت نفسي ونزلت من الشاحنة أشوف الضرر، الفاس كان سايب كسور وعلامات على الشاحنة
مش عارف أنا قدرت أهرب منه إزاي، يبدو إني كُنت محظوظ زيادة عن اللزوم
لمّا بلغت الشُرطة قالولي إنهم ميقدروش يساعدوني بحاجة، لكني كُنت مُصمِّم أفهم إيه اللي حصلي
عشان كدا بدأت أدوَّر بنفسي ورا الموضوع..
ودوَّرت لحد ما لقيت أسطورة حضارية قديمة، عن حطَّاب مات زمان في أوريجون، بيقولوا عليه الحطَّاب المُضمَّد.. عشان على جسمه ضمادات كتير، ودا خلاه غضبان منهم جدًا، عشان كدا روحه الغاضبة بتستدرج المُغامرين للغابات وبتقتلهم بالفاس..

كونك سائق شاحنة لمُدة 15 سنة في طرق مُختلفة بيخليك عُرضة لإنك تواجه حاجات كتير أوي.. بتبدأ من أول قُطَّاع الطُرق مرورًا بالحيوانات المُفترسة وانتهاءً بالحطَّاب المُضمَّد اللي بيستدرج الفضوليين بتقطيعه للحطب في منتصف الليل
صاحبنا حس بالفضول فدخل يشوف إيه اللي بيحصل ومن هنا بدأت المُطاردة بينه وبين الروح الشريرة للحطَّاب المُضمَّد لكنه لمّا فتح عربيته عشان يجيب الجاكيت كان سايبها مفتوحة عشان كدا قال إن الجاكيت هو اللي انقذ حياته

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن