إزيكم ، أنا موظف إستقبال في النجدة ، دايمًا خلال الطقس السيء بيجيللنا مُكالمات كتير بيكون فيها حاجات غريبة و مُخيفة
أنا فاكر مرة خلال عاصفة ، العاصفة كانت قوية و سيئة جدًا لدرجة إن أغلب المُكالمات اللي إستلمتها كانت مُكالمات لا تُنسى ، لكن واحدة منهم تحديدًا فاكرها و عمري ما هنساها أبدًا
العاصفة كانت سيئة و مُرعبة ، المطر و الرياح مسيطرين علي كُل حاجة لدرجة إن 90% من الناس منزلوش من بيوتهم خوفًا من اللي بيحصل ، صوت البرق كان عالي لدرجة توقف القلب ، قطرات مطر قوية كانت بتهطل علي كُل زجاج نافذة في المدينة عشان تسبب صوت زي طرقات حد بيحاول يقتحم البيوت
.
" تم تغيير أسماء كُل الشخصيات اللي في القصة بناءً علي طلب اللي حكاها "
.
التليفون رن الساعة 3:30 بعد مُنتصف الليل ، كان يوم أحد ، فورًا رديت : " 911 .. إيه الحالة الطارئة اللي عندك ؟ "
سمعت صوت راجل علي الناحية التانية من الخط ، صوته كان بيترعش و باين فيه الخوف ، المطر في الخلفية صوته عالي و واضح ، كان بيقول : " هاي .. أنا آسف إني متصل و أنا مش عارف إيه اللي بيحصل .. بس أنا خايف و مش فاهم حاجة "
حاولت أهديه لأن صوته كان باين عليه الخوف فعلًا ، سألته : " في البداية بس محتاج أعرف إسمك و مكان تواجدك "
" طبعًا .. إسمي إيليوت .. حاليًا أنا موجود بعربيتي في شارع ( ..... ) "
سكت ثواني و هو بيتنفس بعمق قبل ما يكمِّل : " أنا مش عارف اللي حصل دا حقيقي و لا أنا بهلوِس .. بس أنا فعلًا خايف "
حاولت أهديه أكتر لأن واضح إن خوفه بيغلبه ، قُلتله : " خلينا نبدأ من الأول و نفكر في الموضوع سوا .. إيه رأيك ؟ "
" تمام .. أنا كُنت سايق عربيتي في وسط مكان مهجور .. مُظلم و بيوت مُهدمة و مفيش حد هنا خالص من سنين طويلة ، فجأة لمحت بنت صُغيرة واقفة في وسط الطريق وسط المطر و العاصفة "
سكت لحظات كأنه بيستجمع أفكاره قبل ما يكمِّل : " كانت .. كانت ماشية لوحدها وسط المكان المهجور دا ، في البداية فكرت إن تعبي و المطر بيهيأوا ليّا حاجات ، لكن لمّا قربت منها قررت أقف "
كان بيتكلم بسُرعة و صوته بيترعش ، سيبته يتكلم و بدأت أبعت لكل الوحدات القريبة من المكان دا أسألهم لو فيه أي بلاغات في المنطقة بخصوص أي طفل تايه أو مُختفي !
كمِّل كلامه و هو بيقول : " أنا آسف ، بس أنا مش عارف هي فين دلوقتي ! "
حسيت إني مش فاهم حاجة ، سألته : " يعني إنت لمّا قررت تقف لها ، إختفت فجأة ؟ "
رد و صوته بيترعش جدًا : " للأسف لا "
.
صوت المطر كان عالي و هو بيخبط في زجاج عربيته ، كمِّل كلامه : " أنا آسف ، أنا بحاول أشرح اللي حصل لكن أنا نفسي مش فاهم ، لمّا وقفتلها بالعربية كانت لسّه هنا ، موجودة و واقفة وسط المطر و كأنها مش حاسّة بيه ، خرجت من العربية و سألتها عن إسمها ، سألتها عن مكان أهلها و بتعمِل إيه في مكان و وقت زي دول ، بصتلي بصمت و مردتش عليا ، حضنتها و دخلتها العربية ، قعدتها في الكُرسي اللي ورا و ركبت في مكاني ، طلعت موبايلي و كُنت بدوّر علي رقم صديق ليّا أسأله المفروض أتصرف إزاي في موقف زي دا ، بصيت لها في المراية .. لكن الكرسي اللي ورا كان فاضي .. تمامًا .. إختفت بدون أي أثر "
سألته بهدوء : " يعني فتحت الباب و نزلت من غير ما تحس بيها ؟ "
" لا ، كُنت قافل الباب و هي متقدرش تفتحه من عندها ، هي بس .. و بكُل بساطة .. إختفت "
الكلام اللي هو بيقوله مش منطقي ، سألته بهدوء : " إيليوت أنا عاوزك تكون صريح معايا .. إنت تحت تأثير المُخدرات أو الخمور ؟ .. كلامك مش منطقي أبدًا "
رجع يتكلم تاني بسُرعة و صوته بيترعش : " صدقني أنا مش تحت تأثير أي حاجة و مُستعد أقسم لك ، أنا نفسي مش مصدق اللي حصل و مش هستغرب لو إنت مصدقتنيش "
حاولت أهديه ، لعل و عسى أفهم منه إيه اللي حصل بالظبط : " أنا مصدقك بس مش فاهم حاجة ، بالراحة كدا ، إنت كُنت ماشي وسط مكان مهجور و بيوت مُهدمة و المطر و العاصفة شغالين ، لمحت بنت صُغيرة ماشية لوحدها ، دخلتها عربيتك و قفلت عليها ، و فجأة .. إختفت ، صح كدا ؟ "
قال بإحباط : " بالظبط كدا .. هو دا اللي حصل ، و صدقني أنا مش فاهم حاجة "
حاولت أهديه : " طيب أنا عاوزك متقلقش ، قريّب جدًا عربية شُرطة هتكون عندك و هيدوروا علي البنت ، محتاج منك بس وصف ليها "
" هي عندها 5 أو 6 سنين تقريبًا ، شعرها أسود طويل ، عينيها بنية و واسعة ، مش متأكد من لون عينيها لأن الظلام دامس هنا ، كانت لابسة فستان أحمر ، لون الفستان هو اللي خلاني لاحظـ .... "
سكت فجأة و صوته إختفي تمامًا !
.
سألته بقلق : " إيليوت .. إنت بخير ؟ "
كان بيهمس و صوته كله خوف : " هي .. هي واقفة برا الشباك بتراقبني "
الخوف اللي في صوته خلاني خُفت، صوته خايف بجد ، سمعت صوت طرقات علي زجاج سيارته و بعدين سمعته بيقول من بين دموعه : " سيبيني في حالي .. أرجوكي .. سيبيني في حالي "
سألته بخوف و أنا بترعش : " إيليوت إيه اللي بيحصل ؟ "
و الخط قفل في وشي !
.
تابعت باقي اللي حصل من خلال الظباط اللي إتحركوا للمكان ، طبعًا بعد البحث و التدقيق مفيش أي أخبار عن إختفاء أي طفل في المنطقة دي ، واحد من الإتنين الظُباط اللي راحوا لإيليوت قالي إنهم دوروا في كُل مكان و بمنتهي الدقة لكن مكانش في أي أثر لأي حد غير إيليوت بس في المكان كُله ، قالي إن إيليوت أكيد كان بيتهيأله مش أكتر و مشى و هو مرتاح البال للإستنتاج العجيب اللي هو وصل ليه
لكن الظابط التاني كان له رأي آخر ، قالي إن دي تالت مرة حد يبلغ إنه شاف بنت لابسة أحمر وسط المنطقة المهجورة دي و في الـ 3 مرات مكانش بيبقي ليها أي أثر ، الموضوع كله إن من حوالي 10 سنين حد بلغ إنه لقي جُثة بنت صُغيرة مُغتصبة و مقتولة بمنتهي العُنف في المكان دا ، و من ساعتها الناس دايمًا بتبلغ عن ظهور شبح البنت
لكن الحقيقة فين ؟
محدش عارف !
.
.
. النهاردة بنتكلم عن تيمة معروفة من تيمات الرعب الشهيرة و هي تيمة الروح العالقة
قبل ما نبدأ كلام خلينا نتفق إن من حقك جدًا إنك متتفقش او متصدقش إن فيه أرواح عالقة لكن مش من حقك تفرض قناعاتك علي حد أو تناقش حد في قناعاته الشخصية و معتقداته
و لو عاوز تفرض رأيك علي حد فدا مش المكان الصح اللي إنت ممكن تعمل فيه دا
روح البنت عالقة في المكان اللي ماتت فيه لأنها ماتت بطريقة بشعة و بتحاول تصطاد تعساء الحظ اللي بيمروا من المكان دا لوحدهم في الظلام
الظابط بيقول إن دا تالت بلاغ لكن كام واحد وقع فريسة للروح الشريرة دي و ملحقش يبلغ
ملحوظة : ممكن تحط مكان مصطلح روح اي مصطلح آخر يناسبك زي الجان .. القرين .. مرتضي منصور .. اي حد تاني لكن ارجوكم بلاش جدالات هتضيع وقتنا كلنا علي الفاضي
.