-9-

3.8K 88 0
                                    

-9-
أرتشفت من فنجان القهوة في تلذذ, و هي تحادث صديقتها شهد, التي كانت تحمل علي ذراعيها طفلها الرضيع و تحركه يمينًا و يسارًا, جاء طفل أخر في الثالثة من عمره, يقبض علي ثوب والدته شهد و يصرخ في ضجر معبرًا عن جوعه, لتسارع بسمة بالقول :
-اياد اياد..تعالي أشتريلك شوكولاتة
لتقول شهد مسرعة :
-لا لا يا بسمة دة بياكل شوكولاتة كتير وأــ
ضحكت و أجابتها مهدئة من روعها :
-بس بس متخفيش هناكلها انا و هو سوا, بلاش جو الأمهات الرزل دة
فقالت شهد بأسي و هي تقلص ملامحها في حزن :
-بلاش أتعبك,
و همت بحمل إياد في خفة و هي تقول مشاكسة :
-يلا نقتحم السوبر ماركت
ليكركر الطفل و يطوق عنقها بذراعيه الصغيرين, ذهبا بينما ظلت شهد متأملة بسمة العاشقة لطفلها البكري, و كيف تعامله بحرص و عناية شديدة,و كيف سعدت حتي أغرورقت بالدموع حينما علمت بأمر حملها في الطفل الثاني, فبسمة مولعة بعشق الأطفال الصغار, متسعدة لتضحية حياتها و كل ما تملك و لا تري طفل يبكي, تنهدت شهد بحزن و هي تغمغم حزينة :
-ربنا يرزقك يا بسمة!
جاءتها بسمة بعد قليل, تمسك بكف إياد الصغير و تجذبه خلفها و هو يمشي متباطئًا, يلتهم الشوكولاتة في إستمتاع, ناداها بصوت الرفيع و بتهته طفولية رقيقة :
-بـبـسمــاه خودي حتة!
و مد يده لها, لتثني ركبتيها لتكون بالقرب من طوله و تقضم من الشوكولاتة خاصته, طعمها لذيذ ليس لأنها شوكولاتة بل لأنها أستشعرت بـريق هذا الصغير فيها, أمسكت بوجهه بين كفيها و قبلته ملتهمة خده السمين, ثم عاودت السير تجاه شهد التي أخذت تقول معاتبة في مزاح :
-ايوة افضل ادلع كدة علي بسمة عشان بدلعك
جلست بسمة مكانها و حملت إياد فوق حجرها و هي تقول معابثة :
-بس ملكيش دعوة بعلاقتي انا و خطيبي,
فأشتد اقتراب شهد و قالت بتساؤل ملئ بالفضول :
-صحيح حصل اية مع الي اتقدملك اخر مرة, مقولتليش
سكتت بسمة لثوان, ثو فورًا ما أرتسمت علي ملامحها ملامح الإبتهاج, شابكت قبضتي يدها و مالت بجزعها علي الطاولة و هي تقص بفضول ما حدث :
عقبت والدته متابعة في حزم :
-عشان كدة يا بنتي..أول حاجة هنتفق عليها علي نور, الدخلة تبقي بلدي, عشان منقعش في نفس الموقف مرتين و تأمني نفسك و تكسبي ثقة جوزك فيكي و ترفعي رأس أهلك..ها يا عروسة قولتي اية؟
لتهب بسمة من مكانها فجأة, و قبل ان تتفوه بشيء, كان عامر قد وقف هو أيضًا و توجه إلي العريس بابتسامة مرحة و هو يمد يده قائلًا بثبات ساخر :
-نورتنا والله, كان نفسي الزيارة تطول أكتر من كدة
أهتزت الرؤوس منزعجة من قصد عامر, لتقف السيدة العجوز و هي تلقيه بنظرة حدة و تقول :
-لما تربوا بناتكم أبقوا أتجوزا ولاد الناس..
ليغمغم عامر و لا يزال يسخر :
-أنتِ صح..
ثم خرج عتريس أقصد العريس, مصطحب أهله و أغلق الباب علي العائلة الصغيرة كما كان, أحدثت نعمة غمغمة غاضبة :
-أعوذ بالله هو في ناس لسة بتفكر كدة..
وقفت بسمة مكانها خافضة الرأس صامتة, ليقترب منها عامر بخطاه ساكنة, و يحمل وجهها الصغير ما بين كفيه, وجد الدمعة المتكبرة تحجب عنها البصيرة, فلم يمنعها من الهطول, أو البكاء, بل قال في هدوء ناضج :
-بعد الي حصل, أنتِ ليكِ حرية أختيار شريك حياتي أنا عمري ما هتدخل, عشان مكنش السبب في تعريضك لمواقف الي زي دية..
فيما تنهدت نعمة في أريحية و قالت حانقة :
-يا ولاد أتجوزا بقي و ريحوني قبل ما أموت,
فهتف الأثنان في نفس الوقت بفزع :
-بعد الشر عليكِ
قالت شهد فيمزاح مستغرب :
-مسم أول مرة أحترم أخوكي في حاجة!
فضحكت بسمة و هي تقول :
-أدعي يفضل كدة علطول,
ثم قامت من مقعدها قائلة :
-الوقت سرقنا اوي,
قبلت شهد من كلا خديها و هي تودعها متعجلة, ثم أمسكت بخد إياد و قرصته قائلة :
-هأكلك يا صغنون,
فضحك إياد, و ما لبث أن عبث بوجهه حينما أدرك أنها ستغادر, هم بمعانقتها و هو يقول معترضًا :
-بسمــاه متمشيث دوقتي,
لتقول بصوت رقيق :
-حبيبي هاجي تاني و هنلعب مع بعض كتير,
فذم شفتايه و عقد ذقنه الصغير, لتمسح بيدها فوق شعره شعره البني, و هي فاطرة القلب لمغادرة صغيرها الذي طالما عشقته من قلبها..
                          ***
صعد الدرج مهرولًا في الركض و هو يطلق صفيرًا مزعجًا, أغلقت أنوار البرج, فأصبح المكان في ظلام مرعب, فهدأ من روعه و ضحكة في خفة مستنكرًا, حمد ربه أنه لم يستعمل المصعد, تابع صعود مطلق الصفير لكنه تنحنح بالصمت حينما سمع قرع كاحلين أنثوين يتغانج فوق الدرج, شعر أن الفتاة تقترب منه ليصعد في حرص جوارها, عادت الأضواء مرة أخري, فحدي ما لم يتوقعه أنزلق كعب الفتاة فوق الدرج لتصيح بذعر و هي ترتمي بين ذراعيه و تلقي في وجهه كعكة بيضاء, كاد يفقد توازنه و يقع فسارع بالثباب بموقعه و إمساك ذراعي الفتاة جيدًا, ظل يلهث متعبًا و قد لف أحد ذراعيه علي خصريها, لتنفر منه الفتاة فجأة و تتراجع لخلف و هي تردد بربكة :
-عامر..عامر أنا آسفة جدًا علي الي حصل,
تطلع إليها مستغربًا أنها تدرك أسمه, ليبتسم قائلة و ينادي بأسمها :
-أميرة!
نظرت لثيابه و وجه المتطلخ بالكعكة التي صنعتها لتو, لتقول بيأس :
-أوف يا خبر أنت أتبهدلت خالص بسببي, أنا بعتذر بس أ.أ.أ.
و أخذت تحاول تركيب جملة في ظل خوفها :
-كل الي حصل أن نظرتي أتكسرت و مبعرفشي أمشي من غيرها..و.و.و. و النور أتقطع فجأة فأتربكت أوي أصلي بخاف من الضلمة مش بحبها, أنا آسفة أوي يا عامر
أبعد الكريمة العالقة في شعره, و أخذ يقول مهدئًا :
-بسيطة بسيطة أنتِ كويسة!
لتقول حزينة :
-تحب أساعدك!
-لا لا تسلمي, انا هنزل أغير لبسي
لتقول أميرة مسرعة :
-بس مين هيغسله اللبس لو متغسلش دلوقتي ممكن يفضل الأثر عليه, و بسمة مش في البيت و طنط نايمة
ليتساءل بمكر :
-و أنتِ عرفتي منين!
رفعت كتفيها و هي تقول بحرج :
-عادي, تعالي غير هدومك عندي في البيت انا هغسله,
أيأخذ كلامها بأي نية, النية الصافية لا تليق بأخر جملة, فتاة جميلة, ذات عينين قمحية اللون, تتعقب خطاه, و تدعوه لمنزلها بحجة ستغسل ثيابه, إستجاب لها سريعًا بلا تفكير, و لاحقها في الصعود..
                                  ***
ظلت ساقيها النحيلتين العاريتين تتحرك في هدوء يثيره, داعب خصلات شعرها الغجرية المتساقطة فوق وجهها المستدير, لتضحك في أنوثة رقيقة, أبتلع لعابه و هم بتقبيلها في قوة و هو يحتضنها و يأبي تركها, كانت ساكنة هادئة تستقبل قبلاته بلا مقاومة تذكر, أبتعد يلتقط أنفاسه التي قطعت, ليتفاجأ بأن من قبلها فتاة صغيرة, غريبة, تتشابه بملامح الأولي لكن الأولي كانت بسمة في شبابها المولع, لكن الأخري حينما كانت صبية صغيرة,
أستفاق من شروده فجأة, أتسعت عيناها و أشرق جفنه, علي طرقات الباب, ليقول و هو يعتدل فوق مقعده :
-أدخلي يا ثريا,
دلفت فتاة سمراء صغيرة الحجم, وقفت علي أعتاب الباب لتقول هامسة :
-د/عليّ في مريض برة أقولها تدخل,
ليمسح علي وجهه, لمسح آثار الإرهاق من ملامحه, و سارع بالقول في نشاط :
-دخليها دخليها,
خرجت ثريا و أغلقت الباب ليسمع صوتها و هي تنادي علي أسم المريض, ليتنهد عليّ في نفاذ صبر, يكبت غضبه مغمغمًا :
-أبعدي عني, أرحميني بقي
ثم تابع مستغربًا :
-بس يا تري مين البنت التانية! لا تكون أنتِ تاني يا بسمة هانم؟
                                 ***
أنتصب أمام الباب, فارغ الفاه مصدومًا, متوترًا, تصببت قطرات العرق من جبينه, حينما رأي والدها يفتح الباب و يقطب حاجبيه متسائلًا في تفحص :
-مين دة يا أميرة؟
لتقول أميرة بلطف :
-دة عامر..عامر أخو بسمة جارتنا الي في الدور الي تحتينا
أبتهجت أساريره و صافح عامر قائلًا بترحيب :
-أهلًا بأبن الست نعمة أزيك يا راجل, دايمًا الست بتحكيلنا عنك أخيرًا شوفناك
دخل عامر و صافحه في حرج من منظره المهترئ, ليتستفسر الأب مستغربًا :
-مين الي عمل فيك كدة !
لتقول أميرة بضحكة خجولة :
-و أنا نازلة من السلالام التورتة وقعت عليه
-إخس..فاتتك التورتة الي كانت عملاها أميرة ليكم, أميرة كانت مصرة تعملكم تورتة عشان ست نعمة قالتلها أنك نفسك تأكلها,
ليتورد وجه أميرة بخجل, فيما قال عامر و هو يناظرها في مكر :
-الأيام ما بينا كتير, أكيد في يوم هدوقها منها,
فسارعت أميرة بالقول :
-طب يلا يلا غير لبسك عقبال ما أغسلك قميص
أعطته ثياب خاصة بأخيها, فأرتدها و جلس علي الأريكة يحادث والدها اللطيف, لم يكن عجوزًا تلتهمه الشيخوخة, بل كان في صحة جيدة, عرف أنه كان يمارس الرياضة في صباه و شبابه و مازال يمارسها بلا يأس إلي الآن, جاءتهما أميرة و وضعت صحن الحلوي أمام عامر و كوب شاي, نظرت إليه و سألته :
-معلقتين سكر صح؟
-آه!
قالها مستعجبًا, بكونها تدرك بأدق تفاصيله, لكن علي أي حال, لم يتوقع إستضافة كتلك, ظنها تعيش وحيدة, تهدمت أحلامه و طموحاته أمام عينيه, حينما رأي والدها يستقبلهما, جلست بجوار والدها و وضعت ساق فوق ساق و هي تقول :
-أنا غسلت لقميص ان شاء الله هينشف بسرعة
ليتكأ والدها "صبري" علي ذراع الكرسي, و يقف و هو يقول :
-طب انا داخل يا أولاد أنام, تصبحوا علي خير
-و أنت من اهله يا بابا
-و أنت من أهله يا عمي
ثم تلفت لأميرة و تفصحها بنظرات ثاقبة, لتبدأ في الإرتباك, قالت علي إستحياء :
-عامر! انت مشربتش الشاي لية هو مش عاجبك,
فسارع بالقول :
-هشربه هشربه!
أميرة في أسف :
-انا خجلانة م الموقف الي حصل جدًا,
فزل لسانه و قاله :
-لا ابدًا عادي انا استمتعت أوي...أقصد و لا يهمك محصلش حاجة
ثم تساءل في فضول :
-أنتِ آنسة ؟
لتعقد حاجبيها بغضب واضح :
-أفندم!!
ليقول مسرعًا :
-أقصد..أقصد مسبقش ليكِ الجواز!
لتمئ رأسها بتفهم, ثم تقول بابتسامة واثقة :
-لا اتجوزت و اتطلقت
و واصلت رافعة أحد حاجبيها :
-بتسأل لية؟
فأستشعر بالحرج :
-لا أبدًا مجرد فضول, أصل ازاي واحدة حلوة زيك مش قاعدة في بيت جوزها دلوقتي
و واصل كلامه المنمق :
-أبوكي راجل لطيف أوي
حركت رأسها معترضة :
-عمو صبري مش بابايا هو عمي الصغير, بس بناديه ببابا عشان أهلي تعيش أنت بقي و كدة,
ليمسك القميص الذي يرتديه و يتساءل :
-بس دة أكيد مش قميص عم صبري! قميص مين دة؟
لتضحك مستغربة :
-يا ربي! أنت فضولي أوي و بتسأل أسئلة غريبة
ليمازحها بالقول :
-أية حرام و لا اية!
فسارعت أن تقول قبل أن يتضايق و تحتد ملامحه :
-لا و لا حرام و لا حاجة..بس أنت جرئ بزيادة
و أخذت تستأنف حوارها معه مستمتعة بالحديث و ضحكته الواسعة :
-أنت بقي أتحوزت مرتين و أطلقت صح!
-يعتبر صح
فعقدت حاجبيه و سألته ببراءة :
-يعتبر!
فقال مازحًا :
-طلقت مرتين لو مش حاسبة عدد الجوازات العرفي الي أتجوزتها!
لتهتف مندهشة :
-اية ؟
فضحك من عفويتها في التصديق, فضحك مشاكسًا و هو يقول :
-صدقتيني بسرعة..
وضعت يدها فوق قلبها, و قالت معاتبة :
-يوة اية الهزار دة أستغربتك
-لا تستغربيني و لا حاجة, انا الي لسة مستغربلك, ازاي طلقتي اية السبب..
صمتت لفترة تستجمع الكلمات المبعثرة, لكن في النهاية قالت بابتسامة صفراء :
-موضوع خاص حبتين مش حابة أتكلم فيه
ليهم عامر بالوقوف, يمد يده إليها و هو يقول :
-طب أنا مضطر أمشي بقي,
-أنت زعلت؟
سألته مسرعة, ليضحك في خفة و يقول نافيًا :
-لا أبدًا يا ميرا انا أقدر أزعل منك!
فعقدت حاجبيها و تساءلت :
-ميرا؟
-ميرا..
و أرسل لها غمزته الماكرة, و رحل, فيما ظلت واقفة و حالة الهذيان لا تفارقها, ميرا, أسمي من الآن و صاعدًا أصبح ميرا, يكفي أن هذا الوسيم قد أطلقه عليَّ..

دخل غرفة بسمة, فوجدها تمسك بورقة و قلم, و تدون بعض الملاحظات, و الهاتف أسفل أذنها تسنده بكتفها, قالت مؤكدة :
-خلاص تمام يا دكتور..أنا بعتذر عن تأجيل الميعاد المرة الي فاتت بس فعلا مكنش هينفع أجي, يلا خلاص أنا خدت العنوان و سجلته بكرة هنتقابل في المكان الي اتفقنا عليه..سلام
و أغلقت الهاتف, أرتمي جسد عامر بجوارها, و نظر لما تدون, وجد عنوان لمطعم يذهبه في بعض الأحيان, لكن ما لفت إنتباهه حقًا, كل تلك القلوب التي رسمتها جوار العنوان و التي بداخلها حرف واحد E, طاول النظر إليها لترتبك و تغلق دفترها قائلة :
-كنت فين روحت البيت مكنتش موجود..
-كنت عند أميرة,
رفعت حاجبيها الأثنين بتفهم, ثم مالت علي أذنه و قالت في خبث :
-عامر أسمح لي أقولك حاجة هتغير مجري أفكارك,
-قولي؟
-أميرة مش ليك..
ليضحك في وجه شقيقته, لأنها كالعادة أستطاعت فهمه مسرعة, لم يجيبها و أستلقي علي الفراش, لتقول بسمة :
-أنت ناوي تنام هنا؟
-لو مفيش مانع يا ست الأميرة..
-في! انا عاوزة أنام في أوضتي روح نام في الصالة
قالتها بعناد طفولي, ليمسك الوساد و يضربها بخفة فوق ظهرها, و هو يقول :
-أمشِ برة..
-أوف بقي, عموما هروح أنام جمب مامتي حبيبتي
ثم توجهت لغرفة والدتها بعدما صفعت الباب بقوة, ضحك عامر قليلًا, و ترك رأسه تستند فوق الوسادة, و يسبح في عالم أفكاره, خرج أسمها من لسانه سهوًا, لكنه عبر عما يريد أن يقول, فلا ينكر أنه رأي داخل تلك الأميرة, براءة نِّيرة, أغمض عينيه لكنه فورًا ما فتحهما علي إتساعهما و هو يسمع صياح شقيقته منادية بأسمه, قفز من الفراش و ركض إلي غرفة والدتها, مكان الصياح, وجد بسمة منكبة فوق صدر نعمة و هي تصرخ بقهر :
-لا يا ماما..لا, أوعي تسبيني لا
و ذهبت الروح الطاهرة لبارئها, و أصبحا أثنان بدلًا عن ثلاثة, ظلت بسمة تصرخ بهيستريا, بينما أحني عامر رأسه بخزي, و هم بحمل شقيقته من جثة نعمة, فتجاوبت معه و أرتميت فوق صدره و هي تردد باكية بشراهة :
-ماما يا عامر..ماما ماتت..ماما
و صرخت بحرقة, ليشدد ضم رأسها لصدره و يخفي الدمعة الهابطة من عينيه..
*
*
*
يتبع

أطلال محبةМесто, где живут истории. Откройте их для себя