-21-

4K 76 1
                                    

-21-

لم يصدق أنها بتلك القسوة، وأنها أصبحت لا تتقبله كما كانت من قبل، أنها تأبى وجوده وتحنق عليه، تعطيه كل شيء ببذخ وما تلبث أن تسحبه في ثانية، ماكرة هي حواء، تضجر على نزولهما الأرض، رغم كونها صاحبة التفاحة والإغواء، ضرب بيده في تابلوه السيارة ونهض صدره من موضعه مرارًا وعاد لمكانه وأنفاسه تتلفظ أنفاس شيطانية، لم يتحمل إهانتها له من بعد اليوم، كما وأد رغباته أمام الأجميعات، سيدفنها معها أيضًا ولا تكون سوى إنسان متحرك من مكان لمكان، لا يختلفا عن بعض غير في شكل الجسم، سيتعايش مع الإختلاف ولن يطالب به يومًا، سيكون لها علي كما كان مع العامة.

فتح أحدهم باب وترجل إلى الداخل، ليفيق علي من غيبوبته وأفكاره وينظر إلي الفاعل مندهشًا، من ثم هتف في صدمة، وقد وجد الفاعل يرتمي على صدره :
-نــور!

-مصدقتش عيوني لما شوفتك قولت لازم أجيلك بسرعة

ليقول في مكر :
-بس ماله شكلك متغير كدة لية؟

كانت تخبئ شعرها بوشاح كبير رغم هذا تظهر غرتها كاملة من الحجاب المتشابهة كالراهبات المسيحات، وترتدي نظارة سوداء تخفي أكثر من نصف وجهها، ثيابها مختلفة عن الثياب الذي قابلها به أول مرة، كان يدرك السبب جيدًا لكنه أراد أن يسمع منها الكذبات، قالت وأنفاسها تلهث :
-ولا حاجة أنـا تمام أوي يا فاروق..بس بقولك إية ما توديني بيتك اليومين دول.

فسارع بالقول مصطنع الخوف :
-أنتِ عاوزة تلبسيني مصيبة ولا إيـة، أنـا راجل متجوز وعندي عيال، أنـتِ فين بيتك؟

أرتبكت جلستها، كما أضطربت ملامحها لتقول :
-حصل حريقة فيه وفيه صيانة في البيت،طب على العموم متشكرة همشي أنـا..

كادت تخرج فأمسك بيدها وقبض عليها قائلًا بترجي :
-لا لا خليكي، خليكي محتاجين نتكلم أنت وحشاني، بعدين أنـا واحد صاحبي مسافر ماليزيا وساب شقته فاضية تعالي نروح أنـا معايا المفتاح.

دخلت السيارة مرة، وطبعت قبلة طويلة فوق خده تعبر عن شكرها، فخاف جسده من العدو المعتدي وتراجع وراءً مبتسمًا في خفوت وهو يقول :
-يلا.

دخلت برفقته إلى منزل بسيط متواضع، كان هناك غطاء يوضع فوق الأثاث بأكمله، أبعده عليه ومد يده لجلوس، ثم تحجج بالإنصراف ليطالب البواب بالمجيء ببعض الطلبات، غادؤ المنزل ةأتصل بالمحامي الخاص وأتفق معه على بعض التفاصيل، وفتح مسجل صغير وأدخله في جيبه ليسجل ثرثرتها التي هثتثرثر بها، صعد بعدما أمر البواب بالطلبات.

جلس إلى جوارها، فجاءت القطة تسند برأسها على كتفه وتحرك رقبتها يمينًا ويسارًا تعبر عن رغبتها فيه، وتلامس صدره العريض بأصابع عابثة وهي تقول في نعومة أنثوية :
-تعرف أنـا شكلي حبيتك يا فاروق.

-تسلمي يا حبيبتي شكرًا.

هكذا قالها خجلًا وقد توردت وجنتاة، فتباعدت عنه نافرة من الرد، وتساءلت حانقة فجأة :
-إية إللي حصل اخر يوم كنت معايا، أنـا محستش بنفي خالص.

أطلال محبةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora