-14-

3.5K 88 1
                                    

-14-
دخن سجائره وقد عممت الغرفة دخانه، حتى أصبحت هنالك هالة رمادية تحتويه، ربما تخفيه بين أحضانها، كان غاضب كما لم يغضب من قبل، مندهش من نفورها تجاهه كأنه يجبرها على ممارسة الحب بينهما، أن الهدف الرئيسي من زواجه هو المحاولة لضبط مشاعره و البعد عن الزنـا، رغم متعتها التي لا تفارقه، فالمذاق المختلف بين كل إمرأة و غيرها يشعره بالذكورة، مط شفاتيه و هو يقرر العودة لصديقاته حتى لو بلغ الأمر لتركها و هجرانها.

سأل نفسه متسائلًا في أسى، متى ستكون عائلة يا عامـر وتسمع كلمة "بابا" من أفواه أطفالك الكثر؟ هذا السؤال لا يهجره، منذ ما بلغ سن الثلاثين، و قد قرر تكوين أسـرة كبيرة، ينجب الكثير من الأطفال الذكور و البنين، يعوض بهم ما لم يستطع التمتع به في حياته، يحذرهم من مكر النساء، و يعلمهم كيف أن النسـاء لا تنفع سوى لأحتياجات الرجل، سيخبرهم أنـه عرف من النساء بعدد شعر رأسه، عرف الزنجية والخمرية  والشقراء، المتزوجة والعانس والمراهقة، الجميلة والقبيحة، العربية والغرناطية!

نعم، الأسبانية التي لا تزال تترك أثرها بادخله، تترك وصمتها كوشم صعب المحو، أصر لو حدث خطأ وأنجب فتاة، سيسميها نيرة، سيحبها ويعشقها ويدللها، سيكون لها الأب الرائع الذي تتمناة أي فتاة، لكن كيـــف؟
كيـف سينجب في تلك الظروف؟ كيف سيخصب رحمها و هي تأبى على أستحياء ملامستها؟ ربما تستلم ولا تقاوم، لكن ليس هذا ما يريده منها، ليس هذا فقط.

وضعت كفيها فوق كتفيه، ودلكتهما في رقة أنثوية، أنتصب بظهره فجأة ولم يحاول حدجها بنظرة تروي شوقها، أو تعيد كرامتها التي أهانها لتو، وجد قبلة بريئة تطبع فوق خده، وذراعيها يحيطان برقبته، لم تنطق وتركت أحساسها يقودها بجرأة نحوه، جلست أمامه محتضنة يداه، وقالت في خفوت :

-عـامر..متزعلش مني مينفعش تاخد الموضوع بالحساسية دية، أنت كان لازم تعرف أني..أني معنديش خبرة ولا أفـهم في الحاجات دية، مكنش دية وجهة نظري عن العلاقة الزوجية..أنـا ولا عندي أم تنصحني ولا كان عندي جراءة أطلع على حاجة زي كدة في يوم من الأيام، وزوجي الأول فشلت حتى في أني أفهم بسببه.
-بسببه!
قالها بسخرية ألمتها، بل شقق كرامتها لنصفين، تمالكت نفسها وحاولت إمتصاص غلاظته :
-يا عـامر لو عايز حاجة مني هعملهالك عشان أنت عارف أني بحبك..وعارف أني مستعدة أضحي بأي حاجة عشانك..علمني وفهمني أنت عايزني أزاي معاك

قالتها على أستحياء، وهي تخفض برأسها إلى الأرض، أحس برقتها المفرطة، فأبى الضغط عليها، فهي كباقي الفتيات الذي يهاب المجتمع تلقينهن دروس في الأمور الجنسية خوفًـا أن تكون شرهه في رغابتها، أو تنحرف يومًـا، هي مجرد نتيجة غلطة أخطأها المجتمع في حقها، وأعمـي أعينها عن بعض الأشيـاء بفتوة أنه "عيـب"، وجد نفسه يضغط فوق يدها في رقة، أخبرها بحركته اللطيفة أنه سامحها، إشرأبت بعنقها نحوه وهي تحيط عنقه بذراعيه، أغرق شفاتيه بين شفاتيه وتركها تتعامل بفطرتها العاشقة إليه.
                                         ****
طرق مهاب فوق ظهر علي، وقال ببعض من الضجر :
-خليك معايا يا بابا..مش وقته تتنيح ليها بصلي هنا
أعـاد علي رأسه إليه في شديد من الغيظ، وقال بابتسامة مقتضبة :
-أؤمرني!

أطلال محبةWhere stories live. Discover now