-18-

3.7K 71 0
                                    

-18-

أخفض من صوت التلفاز العال، حينما رأى هاتفه يرن، توسمت ملامحه ضحكة خافتة عندما علم بعودة علي إلى أراض مصر مرة أخـرى، أجـاب على الهاتف وهو يحمل الضحكات بين شفاتيه :
-أفتكرناك هتستقر هناك يا عليوة..وحشتني والله يا راجل.

تبشرعلي بلهجة عـامر الحماسية والمرحبة، فقال في نبرة مغمورة بالسعادة :
-وأنت أكتر والله يا عـامر، عامل إية في حياتك

-شغال أهوة..بقولك إية مش هنقضيها كلام في التليفونات تعالى نتقابل في كافية..

-خلاص تمام، ساعـة وأبقى عندك، يلا سـلام يا صاحبي

أغلق عـامر مع علي، وتوجه لغرفته لإرتداء ثيابه، لكنه صُدم بأميرة وهي تحاول فتح غرفته الأخـرى –الغرفـة الخاصة-، وضعت يدها على مقبض الباب، فوضع يده فوق يدها وضغط بخفها عليها، تطلعت إليه بدهشة وقالت متلعثمة :
-أنـا كنت هدخل أنضفها،

فنظر إليه في بسمة جانبية، وعينين هادئتين من الحدة، فتنحنحت بالقول :
-آحم هو مينفعش أدخلها صح؟

أغمض جفنيه مرتين، ففهمت رسالته لتسحب يدها من قبضته وقالت :
-آمم خلاص مش هفتح متقلقش.

بمجرد أن رحلت وهي تشعر بالخجل من عـامر، حتى هز رأسه مستنكرًا، وأغلق الباب بالمفتاح جيدًا، ذهب لجلب محفظته من غرفة المكتب، عقد حاجبيه مستغربًا حينما لم يجده على سطع المكتب كما تركه صباحًا، فجلس على المقعد وأثنى بظهره يفتش في الأدراج، فلم يجده بعد، رفع رأسه غاضبًا مشابكًا حاجبيه ببعضهما محاولًا تذكر أين وضعه، سمع صوتها وهي تقول :
-أنت بتدور على محفظتك.

صعد بنظره لبسمة الواقفة تمد يدها بالمحفظة، تركتها على مكتبه وهي تعلل وجوده معها في نبرة مستحية :
-كانت واقعة على الأرض برة في الليفنج

أخذها عـامر دون إعطاء كلمة شكر، وأكتفى بإيماء رأسه، كاد يهم بالقيام فسارعت تقف بمحذاته، وتمنعه بقولها المشحون بالبكاء :
-لاء أستنى أسمعني أنـا عاوزة أكلمك.

وكأنه لم ينصت حاول الوقوف مرة أخـرى، فوضعت يديها فوق كتفيه وأجلسته وهي تقول :
-بالله عليك أسمعني المرة دية بس.

جلس عـامر مظهرًا ملامح الحنق ونفاذ الصبر، فجثمت على ركبتيها، وقبلت قدميه بقبلة خائفة والدموع تسقط من عينيها على قدمه، أرتعش بدنه وسحب قدمه مسرعًا من أسفل شفاتيه، دفست رأسها على الأرض وهي تبكي متضرعة :
-والله عمري ما خونتك ولا مسيت شرفك بسوء رغم كل إللي بتعمله فيا أنـا بحبك عشان أنت سندي الوحيد، أنت الوحيد إللي متبقيلي من أهلي، ولو أنت مش قادر تبادلني الحب دة بس ثق فيا على الأقل، ثق أني يستحيل أكون عملت كدة بإرادتي ولو أجمعت النـاس كلها، والله يا عـامر أنـا بريئة من الحكـاية دية،

أطلال محبةOnde histórias criam vida. Descubra agora