-17-

3.4K 78 0
                                    


-17-

علمت بالأمر المرير، فرفضت بشراسة الخروج ومقابلة شقيقها، ألحت على الطبيبة أن تساعدها على الهرب من أي باب سري، فرفضت بشدة، بينما حاولت مع الممرضات فرفضن جميعًا، فتح عـامر باب الحجرة فأنتفضت بسمة من مجلسها وأشتد السقم بها، لم ينظر إليها وقال بصوت هادئ :
-يلا.

سارت وراءه تدعو ربها أن ينجيها من تلك المصيبة، كيف ستخبره؟ بما عليها القول وإجابته؟ هدوءه يخفيها أكثر من قسوته، تدرك جيدًا أن نهايتها لن تكون بخير أبدًا، ربما ستكون نهايتها الليلة على يديه، يا ليتها لم تعد.

وصل إلى منزله مكسور العينين والروح، ترجل من سيارته وأنتظرها حتى تخرج ويتأكد أنها لن تهرب تلك المرة من قبضتيه، وسار خلفها في صمت مخيف، فتحت أميـرة الباب، وتبسمت في سعادة برؤية بسمة، لكن فورًا ما ترددت بسمتها برؤية الشاش المحيط بجبهتها، كادت تقترب من بسمة لتحييها، فأوقفها عـامر بحركة من يديها، وأمرها بالأبتعاد، أستجابت لأمره، فقال :
-لو حابة تخرجي شوية أمشي.

-لاء ملوش لزوم.

-أمشــي يا أميرة.
قالها بلهجة أشد قسوة وعصبية، بكيت بسمة بدون صوت أو حراك، فهي تعرف أنه يريد الأنفراد بها، لا يجب أن تستمع أميرة بما سيحدث، ربما يريد قتلها ولا يريد شهود على جريمته، وسمعت أميرة الكلام دون مناقشات وخرجت تزور جارتها "إبتسام"، وضع عـامر يده على ظهر أخته، ودفعها بخفة نحو غرفة، وقفت على أعتاب الغرفة تهاب الدخول، فربما تكون هذه الغرفة سبب القضاء على حياتها، دفعها بقسوة وهو يغلق الباب بقدمه، وأغلقت يداه الباب بالمفتاح، تلفتت بسمة إليه، وقالت ببكاء مرير وشهقات لا تخلو من أنفاسها :
-عامر أفهمني.

صرخ في ضحكة مرتسمة على وجهه :
-أيوة أنـا عاوز يا سوما..فاهميني يا حبيبتي، عملتلك إية في حياتك عشان تعملي فيا كدة.

مطت شفاتيها بجزع، وحاولت  الإجابة لكن لم تعرف، فنشب أظافره بها وجذبها لصدره محملقًا في عينيها وقال مصرًا مصطنعًا برود الأعصاب ليخفي غليان دمه :
-ما تفهميني يا بسمة..فهميني

-أنـا معملتش حاجة غلط، أنـا مغلطش أنـا بريئة من الحكاية دية..
أندفعت بالمبررات دون أعطاء أدلة، وهي تبكي مرتجفة من إرتباكها، ضغط على ذراعها في قسوة، فصرخت بخوف :
-والله ما عملت حاجة يا عـامر، واحد هو إللي عمل فيا كدة بالعافية، أأأ

صرخت حينما غرز أظافره بها، وقاطعها بضحكة عالية :
-يا عيني يعني أنتِ مغتصبة تصدقي المفروض عيني تدمع وأخدك في حضني.

وصاح بضجر غاضب :
-بتصيعي عليا يا بنت نعمة..

ثم أمسك شعره بقبضته، وأعاد رأسها إلى الوراء لتطلق صيحة متأوهة، فهمس في أذنها :
-لا قانون ولا شرع يمنعوني من قتلك، أنتِ زانية ودة عقابك

أطلال محبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن