-20-

3.9K 79 1
                                    

-20-

في الثانية صباحًا بعد منتصف الليل، فتح عـامر باب منزله ودلف بخطوات مترنحة ذات اليمين وذات اليسار، كان الظلام يعم المنزل، فتعثرت قدماه أكثر من مرة، ليسب المسبب بتعثره، نشد أغاني شديدة القدم فيغني مقطع لأم كلثوم تارة، ثم يعرج لعبدالحليم تارة، ثم إلى وردة الجزائرية مرة أخـرى، كان يطلق المقطع ويسرع بإطلاق الضحكات المكركرة، دخل إلى غرفته وأرتمى على فراشه، أهتز الفراش وبدأت ملامح أميـرة النائمة بالإنزعاج، ضرب بيده فوق وركها ولحفها بنظرات مفترسة قبل ان يقول في أنفاس متلاحقة :
-أصحي يا بت.

وضغط على خصرها في قوة جعلتها تتأوه أثناء نومها، فتحت عينيها كما فتحت ضوء الغرفة وهي تنظر إليه بغرابة، من ثم هتفت حينما أستعادت وعيها :
-أنت لسـة فاكر تيجي!

مسح فوق خصالها وقال بلهجة مصطنعة الود :
-معلش يا حبيبتي الوقت سرقني.

وأقترب يقبلها، فتركته دون نفور، رغم بغضها على رائحة الخمر المنبعثة منه، مد ذراعيه للإستحواذ على جسدها، فوضعت يدها فوق صدره وقالت برقة :
-معلش يا حبيبي مش هينفع أنهاردة.

وتابعت في خجل :
-عندي ظروف.

رمقها في ضيق مشمئز، من ثم أعطاها ظهره وهو يلعن مساءه الذي أفسدته، تشكلت على ملامحها الحزن والآسى، لقد طالبته الصباح أن يأتي مبكرًا الليلة ووافق بصدر رحب، كيف خالف الوعد؟ وحدجته ببغض متسائلة :
-هو كل ليلة خميس هيبقى على الحال المقرف دة!
                             ****
مرت أيـام معدودة والعاصفة العنيفة في قلب بسمة تحولت لرياح قليلة القسوة، لم تعد كما كانت من قبل تود قتله، لكن الألعيب الخبيثة لا تزال تتحاصر في عقلها، أمـا عنه فلم يتحمل ان يرآها أمامه وأن لا تكون ملكه، فهو يدرك نفورها منه فكان يبتعد ولا يحاول مضايقتها بل كان هادئًا، ولكن ما ضايقه بالفعل هو النوم إلى جوارها، فلم تكن تمر ليلة إلا ويتسيقظ على ضرب ساقها به، أو صفعة من يدها فوق خده، كان مدركًا أنها نائمة، لكن كيف يفسر لناس لكدمات التي ستظهرعما قريب بسبب عنفها في النوم كأنها تصار أحدهم، ضحك وحاول أن يعتاد.

أستيقظت كعادتها على صوت المنبه الخاص به، قامت هي وهو لا يزال نائم في ثبات عميق، ودت لو تخبره ان يغلق المنبه لأنها الوحيدة التي تصحو مبكرًا عن ميعادها بساعة ونصف بينما يكون هو في غيبوبته، وضعت الوسادة فوق أذنها لتكتم هذا الضجيج، وحينما طفح بها الكيل، ألقت الوسادة إلى جانبًا، وظلت تهز فيه بقوة قائلة بحنق واضح :
-أصحى..

فتح عينيه في حركة سريعة، لتبتعد عنه وتقول بصوت عال ملأه الجنون :
-مبقتش عيشة دية، كل يوم أصحى الساعة 6 وأنـا بنام 1 بليل أرحمني يا أخي أنت ونومك.

هب علي منتفضًا من مكانه، وجذبها ليلقيها على الفراش ويمسك بالوسادة قائلًا بغيظ :
-مين إللي بيتشكي من التاني ها! مين؟ دة أنـا من حقي أقتلك من إللي بتعمليه فيها وأنا نايم

أطلال محبةWhere stories live. Discover now