30-(1) مُدقق

3K 79 12
                                    

الفصل الثلاثون

-الجزء الأول-

(القرير ليست هينة على القلوب)

(القرير ليست هينة على القلوب)

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

مضيفة الزعيم...

هم، وغم، وحيرة، كل هذا ضرب صدر هارون القاسمي وعقله وهو يتكأ فوق مجلسه يلاعب حبات مسبحته بذهن شارد، وكأن جبل المشاق الذي كان فوق ظهره لم يكن كافياً فأتى له القدر بالمزيد، والأن أُضيفت معضلة أخته المختفية لمعاضل حياته، لكن تلك المعضلة بالذات هي نار، تحرقه وتملأه بمشاعر قوية تكاد تذيب رأسه من كثرة التفكير، عقله يهرع بين الفكرة والأخرى، فحينا يفكر كيف خان أبوه ثقة الجميع، ثم حينا يفكر في أخته التي ولدت وترعرت في ماخور فكيف ستكون هي؟.. وحينا يفكر فيها الأن ويتهيأ له أنها تعمل في ماخور آخر فتفور الدماء في عروقه حتى ينقلب وجهه للإحمرار الشديد، ثم حينا آخر يفكر في طريقة ليجد بها أخته دون أن يفتضح أمرها.

زفر بحدة ماسحا على وجهه بباطن كفيه وترك المسبحة عنه وقد أرك أنه لن يستطيع التسبيح الأن وهو في مثل تلك الحالة، دقة، وأخرى ثم ظهر أمامه هائم شاحب الوجه وذابل العينين وهو يحيه بصوت بائس:

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زعيم.

نفض هارون أفكاره عنه وعاد للباس القوة وهو يحيه ثم أشار له:

-تعال.

اقترب هائم وأنتصب أمامه، ورغم اشتداد عضلاته من كثرة حمل السيوف ألا أن ضعف بالغ ضرب ملامحه وخاصة عينه التي انطفأت جذوتها وتحولت للذبول الأبدي، عقيق أخضر منطفأ اللمعان:

-أجد شيء في أمر جماعتنا؟

سأله هارون، فهز هائم رأسه المنكسة بـ لا صغيرة ثم أجابه بذات الصوت الشاحب:

-لا جديد، أنهم يتقدمون حثيثاً في حملهم للسيف، أم الغدارة فمازال أمرها صعباً.

مسح هارون على لحيته ومازل أمر جماعة الفداء وعدم قدرتهم على حمل الغدارة يشغل باله ويحمله بالهم، لكنه لم يوضح هذا لهائم بل سأله:

ما ذنبي؟.... عواصي الدمعWhere stories live. Discover now