46 (1) مُدقق

2.8K 98 13
                                    

الفصل السادس والأربعون

-الجزء الأول-

(أظهري يا أم الكرامة القرير تحتاجك)

(أظهري يا أم الكرامة القرير تحتاجك)

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

دار الزعيم القاسمي...

كانت فيروز تشعر بالرعب في صدرها وهي تتبع ذلك الرجل المهيب وقد سمعت منادتهم له بالزعيم، وبالتأكيد كل تلك الهيبة لن تكون إلا له..

ماذا فعلتِ يا فيروز؟

فكرت بخوف وهي تلتف بين الحين والآخر تنظر باتجاه حوش الغجر وقد شعرت أن أمها ستظهر في أي لحظة وتعيدها لذلك الجحيم، أو تفضح تماضر مساعدتها لها عند مال الشام فيعودون لأخذها من الزعيم.

نظرت للظهر القوي أمامها وهي تفكر في سبب شرائه لها، أيمكن أن تكون ميمونة الغجرية ذات أذرع طويلة ممتدة للزعيم بذاته؟

ورغم كل تلك الهواجس التي تضربها بقيت صامتة واكتفت بتتبعه في حواري القرير وجميع من مر عليهم حيوه بإجلال حتى وصلوا لدار بديعة لم ترى مثلها قط.

أسوار عالية وفخامة واضحة جعلت رأسها تدور بينما الأبواب تفتح وذلك الرجل المخيف يسير بكل ثقة، وبينما كانت هي ملهية في تأمل الدار العجيبة وقعت عيني هارون على زكريا الذي كان واقفاً أمام النافورة بانتظار واضح له، وعندما فُتح الباب ودلف الزعيم ومن خلفه فيروز اقترب أخاه ورمقها بحدة بينما يسأله بلوم:

-فعلتها هارون؟..عقدت عليها يا بن أبي؟

ببساطة رفع ستر وجهها لتظهر ملامحها الملونة لعيني زكريا، والذي تراجع خطوة للخلف من الصدمة خاصة مع ذلك الشبه العجيب، خفضت فيروز وجهها بحياء فرفع عين مذهولة لهارون:

-من هذه؟

بجلافة أمسك ذراع فيروز ودفعها بخفة للأمام وهو يطلب منه:

-دع زوجتك تطعمها وألحق بي للمضيفة.

فنقل زكريا عين مذهولة بين فيروز المرتبكة وأخيه الذي دخل لمضيفته بلا كلمة أخرى، ثم أمرها أن تتبعه للمطبخ حيث سلافة التي بمجرد أن رأت فيروز تحولت نظراتها لنيران لاهبة خاصة وأنه لم يشرح لها من هذه بل أمرها أن تطعمها ثم غادر.

ما ذنبي؟.... عواصي الدمعWhere stories live. Discover now