♡ (الخاتمة) ♡

4.2K 201 121
                                    

-الخاتمة-

(محتاج العدل لقوة عشان تقدر تحميه)

-الحلم العربي.

يقال أنه أن أردت السلام فيجب أن تستعد للحرب، وهذا ما فعله هارون القاسمي، فعندما تولى الزعامة بعد أبيه كان خير رجل يقوم بها، وقد أعده والده منذ منابت أظافره لها، وأن كان حكم القاسمي قد جمع العشائر وبني الأسوار ونهض بالقرير، فإن هارون القاسمي كان أم...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

يقال أنه أن أردت السلام فيجب أن تستعد للحرب، وهذا ما فعله هارون القاسمي، فعندما تولى الزعامة بعد أبيه كان خير رجل يقوم بها، وقد أعده والده منذ منابت أظافره لها، وأن كان حكم القاسمي قد جمع العشائر وبني الأسوار ونهض بالقرير، فإن هارون القاسمي كان أمد بصيرة من أبيه، وقد أدرك أن الزحف الفرنجي الذي بدأ من الباب العالي حتى الشام ودار أبو بكر ومضارب آل سبع سيصل يوماً للقرير، لذا قرر أن يكون جماعة الفداء، وأجتمع مع شيوخ العشائر الثلاثة واستمال رؤوسهم حتى وافقوا على إرسال مئة شاب من كل عشيرة غرة الشهور العربية.

ثم ذهب للشام ولمصر، وأستجلب من هناك رجال يعرفون كيفية استعمال الغدرات والبنادق، تعلم منهم بدعوى هوايته للأمر، وهو علم قتادة وعشرة رجال آخرين، ثم جعل كل رجل على رأس عشرة من الشباب، وأن كان الشيوخ ممتعضي النفوس لهذا الأمر الذي ظل سراً بين الرجل والآخر، إلا أنه عندما استيقظت القرير مفجوعة على صوت مدافع الفرنجة أدركوا بصيرة الزعيم.

جمع هارون الرجال، ورفع نداء الحرب، فأتاه رجال القرير كافة، وأصدر أوامره أن يقعد كل واحداً في داره رجلاً يتصرف في شؤون أهله أن قُتل، وأن لا تبيع الحوانيت غير حصة طعام واحدة، ولا يأخذوا عليها ثمنا وسيتكفل الزعيم بها.

وتفاجئ أهل القرير عندما أتى رسولاً من مصره ومعه ليس خمسمائة جمل كما طلب الزعيم ولكن الضعف، ومعهم من الرجال ثلاثمائة، وأسرج الرسول رسالة للشيخ أنس الفراس مفاداها: (صنتم بنتنا وحفظتم شرفنا، وهذا واجب وليس كرم مننا)

وخارج أسوار القرير أصطف الجيش مستعداً، من ركبان ومبارزين ورماحين وفرسان، وقد كان هارون القاسمي في طليعتهم يمتطي صهوة حصانه الرماح، وقد كان هو أمير الطليعة بينما وضع عتيقة خليفةً له على رأس الميمنة وهائم في الميسرة، وأما التتري فتمركز مع رجاله فوق جبل الظل.

في ذلك اليوم الحار وأسفل الشمس اللاهبة وقف الزعيم القاسمي يخطب في جنوده بصوت قوي مجلل خطبة الحرب، فأستهلها قائلاً وعيناه تنظر بقوة في وجه كل رجل صلب أمامه:

ما ذنبي؟.... عواصي الدمعWhere stories live. Discover now