30-(2) مُدقق

3.3K 94 34
                                    

الفصل الثلاثون

-الجزء الثاني-

"أين شوك الورود؟"

مخدع أريحا السبعية

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

مخدع أريحا السبعية...

أعندما نلقي الأشياء التي شاركتنا الذكريات يساعدنا هذا على النسيان؟..

لم تعلم أريحا إجابة هذا لكنها على أية حال في ثورة عنف بدأت تحمل كل ما يخص حكم القاسمي من مخدعها وتكومه أكواما فوق أكوام، تنبذ كل ما اختفظت به من ذكراه لسنوات، عطوره.. ملابسه.. كانت تنفي وجوده تماماً، بوجه صلب حملت مسابحه العديدة وضمتها لباقي الأشياء عندما سمعت نَحْنَحة هارون وهو يفتح بابها ليحيها:

-أمساكِ الله بالخير أمي.

تصلبت عيناه وهي تسقط على لون ردائها، رغم أنه هادئ لكن يظل.. لون.

وقف في مكانه وضم يديه فوق عصاه المتموضعة أمامه ليهمس لها بعين ضيقة:

-أراكِ نزعتِ سواد أبي.

توقفت عن رمي المسابح داخل كومة الصناديق وألتفت لتنتصب أمام ابنها وهي تقول بصرامة جافة:

-ولو كان بيدي قدرة لكنت نزعته هو من داخلي كما أنزع اشياءه.

دارت بعينها على الحوائط كأنها تستحضر روح حكم وهي تكمل بنبرة يشوبها الغل أكثر من الحزن:

-أبوك خان يا هارون، ومنذ علمت هذا وأشعر وأن القرير ثقيلة على كتفي... على بدني.. حتى على قلبي.

وكأن ثورة العنف فيها تذهب وتجيء، فرفعت عين مستشاطة بالغضب نحوه وهي تهتف بقهر:

-أحببت القرير وناسها، أتخذتهم أهلاً ليّ، لكن كانوا أول من أذوني.

تركها تطلق موجات الغضب من جوفها كما تريد وهو ينتظر بهدوء، ثم ألقى الصاعقة عليها:

-أنا سأبحث عن أختي، سآتي بها لدار أبيها لتعش مصانة الكرامة.

طار صوابها كما طارت عينها اتجاهه وهي تصرخ:

ما ذنبي؟.... عواصي الدمعWhere stories live. Discover now