23 (مدقق)

3.3K 91 22
                                    

الفصل الثالث والعشرون

(ما وراء جبل الظل)

أمام دار أبو النعم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أمام دار أبو النعم...

بهدوء أغلقت نوق باب الدار بعدما غادر نعمان الجليل بجسده المهيب في خطوات عنيفة متعجلة، بعد أن همست له بكلمة "أنقذها" رأت وجهه يشحب وقسماته تزداد حدة وجلجل يسألها عن مكان ورد وابنها فسألته برجاء "أحلفك بالله استؤذيها أو تؤذي ابنها؟" لم يجيبها لكن نظرة عينه كانت تكفيها، كانت نظرته فيها خوف بالغ، أجل يوجد بعض الغضب المتستر في زوايا عينيه، لكن العطف الطافح كان يغلبه، لذا بثقة في الله ثم فيه أخبرته عن القافلة التي سارت معها ورد للشام صباحاً، لم يتمهل حتى تتم جملتها، بل ألتف على عاقبيه وقطع الطريق كرجل مصمم نحو هدف لن يثنيه عنه أحد.

يا الله أرجوك أن يلحق بها أي كانت مصيبتها

دعت بصمت بداخلها، دعاء صدق مترجي، ثم التفت لتجد ثلاثة أزواج من الأعين تناظرها في فضول جم، أبوها، أمها، وأختها شكر:

-ماذا كان يريد ابن الجليل؟

كان السؤال الفضولي خارجاً من فم أمها، وقد نطقت بما يريد أن يعرفه الباقين، وبسهولة أسدلت نوق ساترا على ملامحها وأجابتهم بهدوء بالغ مغيظ وهي تنزع حجابها وتتخطاهم:

-أنه لم يبتعد كثيرا، ما رأيكم أن تذهبوا وتسألوه بأنفسكم؟

وكان ردها الهادئ خير جواب ليسد طوفان فضولهم المقيت ويجعلهم يدركون أنها لن تنبس ببنت شفة عن سبب مجيء نعمان الجليل، لذا التفت أم النعم لزوجها وهتفت فيه قبل أن تنزع ساترها وتتجه للمجلس لترتاح:

-أرأيت ابنتك؟

بحنق نفى أبو النعم عن نفسه:

-وهل رضعت حليبي أنا؟

التفت له قبل أن تجلس وحدجته بإحدى نظراتها المرعبة:

-أتقول شيئا يا من لا تساوي نصف فَلس في سوق الرجال؟

أسرع يلوح بيديه متعرقا بخوف:

ما ذنبي؟.... عواصي الدمعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن