36 مُدقق

3.3K 113 30
                                    

الفصل السادس والثلاثون

النِّسَاء لِلنِّسَاء

دار الزعيم هارون القاسمي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

دار الزعيم هارون القاسمي...

أخذ كف ثوبية الضعيف يرتجف فأسرعت تخفيه نحو صدرها، بينما تنتظر الإجابة على طرقاتها المُصرة، أتاها صوت حانق ثم فُتح الباب بإنفراج صغير كاشفاً عن وجه تلك المرأة الحبشية وهي تسألها بشك:

-من أنتِ؟

-أنا من داويت الشيخة سبأ، يجب أن أرها الآن.

تبدل موقف المرأة فوراً للبشاشة، وأسرعت تخبرها:

-ساستأذن لكِ أم الزعيم أولاً.

ثم غابت لحظات معدودة لتعود وهي تظهر كامل صفي أسنانها البيضاء في ابتسامة كبيرة:

-أدخلي يا شيخة.

ماذا تفعلين هنا يا ثوبية؟... همس صوت متخاذل بداخلها ليجعلها تجبن وتتراجع، لكن طبعها المندفع المصمم عاد ليستولى عليها، فكورت كفها المرتجف الضعيف ورفعت قدمها لتدلف من الباب الكبير.

عندما أتت هارعة لتنقذ سبأ لم تلاحظ الغنى الواضح على جدران الدار، والآن لم يكن الوقت يسمح بطول التأمل، لذا أبعدت عيناها بصعوبة عن تلك النافورة الرقراقة وألتفت من حولها لتصل لذلك الإيوان الداخلي متبعة قبطية، وهناك وجدت أريحا بنظرتها الصارمة تحرك حبات مسبحة خشبية طويلة، وسبحان الله، عندما ألتقطتها تلك العينان ابتعدت الصرامة وحل محلها الابتسام البشوش وهي تستقبلها:

-تعالي يا ابنتي تعالي، والله أنكِ تكرمينا حق الكرم عندما تخطين بساطنا.

فجأة أُزيحت الغصة التي كانت في حلق ثوبية، تلك الغصة الخائفة من أن تُعامل باحتقار، فأكسبها ترحيب أريحا بعض الثقة لتقترب وهي تبتسم لها:

-أنتِ أهل الكرم كله شيخة..

أشارت لها أن تجلس على مقربة منها ففعلت ثوبية وتوتر جميل يملأها، لأول مرة تعامل بهذه بالحَفَاوَة والكل يبتسمم نحوها ويجلها، حتى سلافة اقتربت وسألت بعناية عما تريد الشيخة كضيافة، وهي كانت تلك الشيخة، كانت ثوبية مأخوذة بكل هذا الاحترام بعد طول إهانة وكادت عيناها تدمع، لكنها أسرعت تتماسك وهي تنظر لأريحا طالبة:

ما ذنبي؟.... عواصي الدمعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن