12 (مُدقق)

2.3K 80 8
                                    

الفصل الثاني عشر

(تماضر!... ماذا ستفعلين؟!)

 ماذا ستفعلين؟!)

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

ملاحظات الفصل:

القودة: كلمة تعني الجودة ولكنها حرفت وقلبت الجيم قافا حسب اللهجة المصرية، وقد جاءت من يجود جودا بمعنى الكرم، وتعني أن يقوم من فعل الجريمة بحمل كفنه بين يديه ويقدم نفسه لوالي القتيل "أي جاد بنفسه وروحه"، وعند أهل القتيل تعني أن يجودوا بالعفو عن القاتل، وتدعى في فلسطين باسم "الشومة".

الطيفور وجمعها الطيافر: هو طبق عريق التراث من المملكة المغربية، وهو الطبق الأساس الذي تحمل فيه هدايا العروس المسماه بدفوع العروس.

مخدع الزعيم....

ليلة العرس...

بدون أهازيج، بدون أدنى لمحة من الفرح، أخيرا هي وسط مخدعه، مرتعشة فوق فراش مذهب ضخم، ذو أربعة أعمدة ومفرش ثقيل للغاية ومن كثرة فخامته يلقي الرهبة هو وكل ما في هذا المخدع من زرابي سميكة وسيف مذهب ومثقل بالعقيق والمجوهرات يحتل الحائط أمام عيناها، كأن القدر يرسل لها رسالة خفية عما ستكون عليها حياتها بعدما تزوجت بأكبر شيوخ القرير، الزعيم بنفسه.

كانت عيناها المخفية أسفل الحجاب مبتلة، لكنها توقفت عن البكاء منذ أخبرتها أمها بصرامة أن تكفكف دموعها، لكنها لم تستطع أن تمنع أنفاسها أن تكون أثقل، أقصر، وأكثر ارتجافا، وشفتيها تدمدم بآية الكرسي وبأي ما تتذكره من القرآن، توقف الدم في عروقها عندما شعرت بحضوره، وكأنه احتكر الهواء فجأة ونشر عطره الثقيل في كل المكان، لن تنكر أنها ذعرت بداخلها من هول الموقف، لكنها تماسكت بينما تسمع خطواته المكتومة تقترب منها، ومع كل خطوة كانت الأنفاس تحتشد في صدرها الضيق، ولعجبها أنه لم يتوجه لها بل ألتفت خطواته لحيث ربض السيف المسلول بضخامته، وحمله بسهولة بين كفيه.

حجابها الثقيل أحجب ملامحه عنها، لكنها رأت جسده الضخم وهو يتوجه نحوها مثل الغضنفر، بكل هيبته ورهبته، حتى وقف أمامها، فتقوست أصابعها المحناة فوق قماش المفرش بذعر مناسب للموقف، ثم أجفلت وهي تشعر بثقل السيف فجأة فوق حجرها، وقد ألقاه عليها دون أي ترفق، ثم دمدم لها بحدة:

ما ذنبي؟.... عواصي الدمعWhere stories live. Discover now