السابع

629 35 6
                                    

الثلاثاء, العاشر من أيلول, العاشرة و النصف صباحاً, جامعة يونسي الداخلية:

يلهث بصعوبة في ركضه المواظب, بالكاد يقتصد في نبضاته, يترجاه دماغه بالتروي ليقتني أنفاساً إضافيةً, و لكنّه, أصيب بالصمم عن أي صحوة عدا قلبه, كلما اجتاز ممراً في مبنى السكن, أقبلت وجوه القاطنين ليعرفوا, من هو العدّاء الصارخ باسم "جيمين"؟ الذي يطرق كل باب قبلما ينصرف, ليقبض إجابة عن استفهامه حول مكان جيمين الحقيقي, فمنذ أخذهم نامجون في حافلاته, حتى اليوم في الصباح, لم يعد جيمين إلى غرفته, و أصبح خطّه الشخصي منقطع عن التغطية, أثيرت موجة من الامتعاض في قلب محبوبه, الذي قرر أن يعدو كل زاوية من مبنى الجامعة, تقصياً عنه, عن مبذر أمانه..

لم يشعر يونغي بهذا الخدر والغيظ في السابق, خلال حقبة عيشه, كان شخصاً محدود الانفعال, بتفكير متجدد بالوعي, لم يمسسه عيب الطيش لأنه كان دوماً, يرتكب طيشه بتمام يقظته, يفتعل الرزايا بكامل احتراسه, كان يتأنى في جرائم قوله, كان يفتعل زلاته بفن و فطنة, أما اليوم, حين لامس الرزء جيمين, شُنت حرب من الفتور على رأسه فالتهمت نجابته, و أصبح يشابه غيره من حيث التهور, بركضه بين الممرات, و بإحياء تيار من الشائعات عنه و عن جيمين, ولا ينقص جيمين أي ابتلاء, يكفيه من البلاء جناحه, فلتحجف الشائعات.

"جيمين! أين أنت" يستمر شيطانه بالوشاية له بأنه في إدامة تصرفه, سيجد ما يجديه بخبر عن جيمين, أرسته أقدامه على الطابق الخامس حيث تركن غرفته, و تقابلها غرفة جيمين, وضع كلا كفيه يضرب الباب باختلال أرعب من شاهده, حاول أحد المشاهدين أن يقترب منه ليقلل من اختياله, فضرب يونغي وجهه بمرفقه مما أدمى وجه المتطوع, حينها بدا لهم, أن جانبه المظلم يستحكمه حين يتعلق الأمر بجيمين, فلم يتطوع أحد بعد ذلك الشاب الذي وقع ضحية انفعال يونغي.

نزل الأدراج, تاركاً مبنى السكن نحو الخارج ليكمل نداءه, يسوده هذا الاضطراب و يتوطد في قلبه, إن القلب حين يعادي صاحبه, يسقطه في ذات الملحمة, أي عقل ينجي يونغي من هذا الجنون؟ أي نبوغ يشاوره, أنه بهذه الفوضى لن يعثر على جيمين أبداً؟ أعمي ملياً, و أصبحت أعينه عميلة قلبه, و ترأّس الحب الجسد فأصبح يلقي الأوامر على أعضاءه, في مواصلة الهرولة, و الصياح, و في إثارة الشغب كردة فعل عن الشغب الداخليّ في قلبه, و بينما تناله أفكاره, و تقوده إلى الخمور حباً, لاحظ عدداً من الصناديق الموضبة خارج مكتب العميد, الباب كان مفتوحاً حيث يُخرج العميد أشيائه, مفرغاً مكتبه.

إلماعة من الشر, اجتاحت يونغي مع صعوده إلى مكتب العميد, أحكم نبرته و قبضاته ثم دخل الغرفة ليقابل ظهر العميد مين جون يرتب أشيائه في الصناديق جزيلة العدد.

"سيد مين جون, كان قرار استقالتك مفاجئاً" تقدم يونغي, مغلقاً باب المكتب بقدمه اليسرى, كان يستحضر العميد رفضاً لإغلاق الباب, لكن هستيرية يونغي المخففة بنبرة هدوء, و اقترابه المخيف منه, جعلانه يعيد التفكير في السؤال الذي يحظى بأولوية الطرح, في هذا الوضع الغريب, الساري بتعضل.

الشّيطَان TK ✔Where stories live. Discover now