السادس عشر

370 27 5
                                    

+18

الجمعة, الثاني عشر من أيلول, جبل نامسان, الخامسة و النصف عصراً:

الدنيا مسمومة بأناسها الحاقدين و ليس الطيبون سوى عابرين يزولون بزوال النسيم, الإنسان حبيس المفاخرات التي تقام عليه بين الموت و الحياة, يعاني من عفن في مشاعره إلى أن يقرر حملها أو رميها في غور مميت, كان قرار نامجون برميها في قبر سحيق, كما فعل والده قبله, فهما فقيرو الشعور, فقيرو الرحمة, ولا تنالهم أكمان الكون لأنهم أصلاً من يصنعوها, عكس جونغكوك الذي قرر أن يحمل مشاعره على طبق من ذهب و أن يهبها إلى تايهيونغ حرة من أي أرجاس, دخل المنزل بعد أن فتح قفل الباب و أن تبضع ما احتاجه منزله ثم رجع إليه مرهف القلب لإنعام عينيه برؤية تايهيونغ الذي يكرم عمره بالحلا, فهو كالنجوم يشرق في أيام سهر الأجفان الدامعة.

وضع جونغكوك الأكياس على منضدة الطعام في المنتصف, أغناه عقله استفهاماً عن مكان تايهيونغ, فوسط هذا الفحيح الحاصل في ثنايا دماغه و هذا الرعب المستفحل في معاطف قلبه الذي أفحمته القنابل اشتعالاً بالذعر من هروب الأصغر المكنن بالبداعة و الجمال, قادته ساقاه بطيش ليتفقد كل غرفة من منزله, إلى أن أخمد ضرام صدره بسماعه صوت مياه تتدفق بلين وراء باب الحمام ..

هو هنا ..

هو لم يذهب ..

تخبط شعوره في ثانية, و قلب من هلع إلى رغبة, أورد له خياله صوراً خلاعية لتايهيونغ بينما تندف عليه المياه لتجاري جسده إثارة بعذوبتها, تلتمس شفتاه المحقونتين بالرحيق الجنانيّ, أنهار من الخمر تمشي في عروقه, لون من العقيق يتحد بخصلات شعره, كان يملك عينان كأنصال الرماح التي تطعن جونغكوك, كانتا سفاحتان وهو المقتول, كانتا كنوز و أوابد مدفونة, دروب و دروب مكنونة, بالكحل العتيق مرسومة و مصونة, بين يدي الخالق محضونة, بسرايا السلام مقطونة, بأطياف الملائكة مسكونة, عيناه حقل, بل حقول من الياسمين و السنديان..

وشاية شيطان رغبته له بأن يشاركه استحمامه كان الكلام الوحيد الذي يلفت له جونغكوك إصغاءً و يخفض كل صوت فيه يعارض ذهابه لترقب القسامة عن كثب, ثبت كفيه على بنطاله الأسود ثم خلع زره و سحابه, أسقطه على الأرض, تابع بخلع قميصه الأبيض زر وراء آخر, حتى تعرى من كل مطارفه عدا لباسه الداخليّ, فلم يتردد أو يتراجع, فقط حرر رجولته و تبع مراده بالتسرب إلى داخل الحمام, حيث يدلل مقلتيه بضرب من الملاحة الحية, يدلّع نفسه بمنابت الفتن الناضجة على جسد تايهيونغ.

أسفل الدش كان يقف تايهيونغ عارياً من أي ستارة تمنع اختراق الأنظار عذرية جماله الحقيقيّ, أرعش جونغكوك في رؤياه لهذا الضرب المقدس من لوحة هاربة من أساطير اليونان القديمة حول آلهة الفجر و التألق, يقف الآن بينما يكافئ حبه الجديد بنبذة مثيرة عمن أحب, أنامله ارتكزت على كتف المستحم, لتصبح رطبة كرطوبة منطقته الجذابة, فانتفض تايهيونغ يفتح جفنيه على مصراعيهما لانكماش جسمه, فمن الطبيعي أن يكون بهذا الحرص بعدما قاسى من نامجون أمسيات لا تحصى ساعاتها في الوصب, و من أيام لا تعرف أصبحتها لطول لياليها..

الشّيطَان TK ✔Where stories live. Discover now