السادس و العشرون

301 25 2
                                    

الاثنين, الخامس عشر من أيلول, سراديب منظمة غالون المسلحة, الثانية ظهراً:

للأصبحة موعد مع المساء، و للنفس موعد مع الجفاء، لقد تكاثفت في أيامنا الغيوم، و غابت عنا سنين من الإشراق، أنهكت صدورنا بأشواقنا للإشماس، تراكم في جحورنا الإفلاس، لقد ذرفنا كل ما ملكنا من صبر، و تعرت قلوبنا من الإيناس، بلغنا في رحلة البشرية موقفاً أبصرنا فيه تغلغل الاستغلال بين خلايا الخير، حيث قادتنا مجاعة إنسانية ضخمة، لقد أصبحنا جيّاعاً تنبش روحنا اللاطمأنينة، في غابة وحوش بشرية، يعلوها أسد الانتهازية، يحيي العبودية بين من شابه الطير بضعفه، و النسر بحدته، و في غابة المنظمة، كان نامجون نسراً، و تايهيونغ طيراً، و سوكجين صيّاداً جائراً، أصاب نامجون في جناحه، و تبقى جناحه الآخر ليسقط أبداً.

لذلك، توجه جيمين و يونغي ساعة مغادرة نامجون المنظمة إلى سراديبها و دخلوها بعد أن صرف هوسوك انتباه الحراس بمحادثتهم عبر اللاسلكي لتفقد الجهة الخلفية، فحين سار الحراس نحو الخلف، تسلل الحبيبان عبر الأنفاق الخاصة بعمال المنظمة إلى السراديب في سفل المبنى، ليبدأوا عملية إرهابية مسلحة، تفيد انقضاء أجل المنظمة بعد أن علقت آلاف النعوات بأسماء ضحايا غير مذنبين، كلاهما يرتدي درعاً واقياً للرصاص و يحمل بندقيات من النوع الثقيل الحربي، لقد كان جيمين في هذا الموقف مسبقاً و قلبه ما همد من الارتعاب في حمل بندقية، خالف اليوم خوفه سابقاً فمكوث يونغي قربه أشبعه بالأمان و كانت الظروف تملي عليه أن يتحدى الإخفاق و التدرع بالشجاعة لحماية نفسه من أي هجوم عدواني أو اعتداء وحشي يكلفه حياته أو حياة محبوبه، أدخل يونغي براميل البارود جميعاً و آزره جيمين في رصفهم داخل السرداب المظلم.

"حبيبي، دعنا نرصف كل برميلين في جهة، لدينا أربعة سراديب و الأطنان تكفي تفجيرهم" اقترح جيمين ليونغي الذي يسند معصميه إلى برميل ضخم و الرماد يكسو ذراعيه لكدّه المثير بإدخال هذه الأوزان، عدّ جيمين تناثر الرماد على نصوعة بشرة يونغي البيضاء مغرياً فلم يقمع رغبته بالنظر ولا بعض شفتيه.

"جيميني، إلامَ تنظر؟ أيروق لك اتساخي؟" استفهم يونغي لثبات جيمين على التحديق بالرماد، بدا استغرابه لا مستبعداً، فصغيره جامح فيما أعجب ..

"تروق لي كُلاً، إني أراك مغوياً" اقترب جيمين من عشيقه، استند إلى أصابع قدميه ليعلو قليلاً نحو محيا يونغي الجذاب، امتص شفته السفلية بشغف، و حاوط يونغي خصره معاوناً صغيره بحمله بين ذراعيه لينتص شفتيه كاملتين، استلذا بطعم بعضهما المرهف، الريّان بالعذوبة و النقاوة، معقمان من الدناسة، أو من دناءة الشعور، معقمان من الطمع ببعضهما، لقلبيهما حصانة حب الآخر، ووعد باللا انقطاع، أنزل يونغي صغيره بعد قبلة أودعت في داخلهما حمى شعورية، فوضى باطنية، و أعين لا تقبل التراجع عن منظارها، بدأ المحبان يرصفان براميل البارود في السرداب الأول، و الوقت في تسابق للانقضاء، ثبت يونغي برميلين في الجهة اليمنى، ثم تبعه جيمين بجلب السلك الحديدي و لفّه حول مفرقعات خطرة، ثبت جيمين المفرقعات و قام بعقد السلك حول برميل البارود، لكل برميل سلك و مفرقعات، و شيء أخير و هو المؤقت.

الشّيطَان TK ✔Where stories live. Discover now