السابع و العشرون

388 24 6
                                    

الاثنين, الخامس عشر من أيلول, حي أون فولك, الثالثة ظهراً:

يرجح فوز نامجون فيما يعاهد عليه على خصومه, ما كبر أنداده ولا أنضجوا سمعة بطولية لأنفسهم بمقدار وسع شعبيته المنددة لعمل يديه, ما كان الدم أبداً ذريعة للربح بأي حرب, ما كان يوماً عملاً أخلاقياً لحيازة الحقوق أو ضمانها, و مع كل تقدّم تجترحه البشرية في العصور, تتنامى اللاإنسانية بسرعة لا منطقية, كثيرة المثالية, مرعبة, و موجعة لمن حرس أخلاقه من التلف أو الذوبان, و في زخر كوريا بالظلم و الجور طيلة سنين حكم المنظمة, ركد أمل الشعب بنصر واحد ينذر المنظمة باقتراب هرمها, فيتجدد شبابها بامتصاصه من وجوه الأبرياء و إنتانهم بالشيخوخة و الكآبة, لكن ما لبث نامجون أن عرشه أوشك على التفتت, و الخديعة تسمو على خيم نزاهته, فحتى الفطن يناله الاحتيال و يقع في الثغرات الطفيفة, ملمحه متهلل في رؤية موكب الناس الذين يحتفلون بقدومه إلى حيّهم, فاقد التأييد يعيبه عماه إن لاقى تأييداً, فما جنى نامجون أي محبة من الشعب الكوريّ أبداً, ولأن الأهالي استقبلوه بمحبة وافرة, أمطر عليه العمى بأنهم فعلاً سعيدون لمجيئه و رجاله, حقيقة الأمر تقول أنهم لا يعلمون أيّ رجل هو نامجون فهم لا يعرفونه إلا اسماً, لكن نامجون يدرك أن الموكب و الاحتفال أعدّ خصيصاً لاستقباله هو و الترحيب به و برجاله.

لا ينوي نامجون أن يطلع أحد على وجهه الحقيقي و أراد أن يبقى متخفياً, يتجمهر الخلق حول الحي بأكمله مما أحدث فوضى و ازدحام بين الهتاف باسم المنظمة و الفرقة الموسيقية التي تعزف الألحان العالية لتشويش انتباه نامجون عن رجال موران الذين سيدخلون بين رجاله, كان مجيء تلك الفرقة و عزف الموسيقا مختلقاً و مقصوداً و ذلك لاحتواء المهمة التي تفيد اختتام سيرة المنظمة و أعمالها القتالية.

يلوّح جميع الرجال في المنظمة للناس بينما يتناثرون بعشوائية بين صفوف الهاتفين تزامناً مع الوقت الذي وصلت فيه سيارات المقاومة لتنزل هواسا و تعطي لجيشها إذناً بالانشطار بين الصفوف, كان تعاون الأهالي نقطة أساسية لنجاح الخطة المحبوكة فكان الاحتفال عامراً بالصخب لوجود أكثر الآلات علواً و لعدم صموتهم عن العويل أو الاحتشاد, امتنت هواسا لهم و شعرت بأن الحظ حليفها في اقتلاع المنظمة جذرياً من أرض السيطرة, أدام نامجون نظره بشكر على تلك الأجواء و العجيج الذي أسحره وما رجرج انغراز تركيزه على ذلك الترحيب هو صدح اللاسلكي خاصته بصوت هوسوك ..

"سيدي نامجون إن خطأ في النظام وقع و سيأخذ مني ربع ساعة لإصلاحه" قال هوسوك بتأسف مصطنع, رغم خيب نامجون بما سمع إلا أن اغتراره بما أعد له في ذلك الموكب أنساه غضبه فقرر تمديد الاقتحام لساعتين استمتاعاً بالحادثة الجارية.

"لا بأس خذ وقتك في إصلاحه" قال نامجون و أبصر العميل روس يجلب له كأساً من النبيذ كضيافة كريمة, انتشاؤه بالغرور و التفاخر تفاقم خاصة بعد إلمامه بجمهور يصادقه على ما يفعله من شنائع.

الشّيطَان TK ✔Where stories live. Discover now