الخامس و العشرون

353 25 2
                                    

الأحد, الرابع عشر من أيلول, مبنى منظمة غالون المسلحة, الثالثة ظهراً:

باعث البقاء هو الأمتن في أعماقنا, نحارب لكي نجني بضعة أيام في ميزان حياتنا, نهاب الموت بالفطرة, يلتبسنا الشرور في لحظة مساس أحدهم بوتد أنفاسنا, نحن نتقلب في رمشة وقت, نحن روح ترتديها وجوه عدة, في جسد فانٍ نفهمه بسطحيّة, و عمر جارٍ لا نفهم مسير قافلته, هكذا تروى حكاية البشر, هكذا تم إعدادهم من مادة و ظل, و لأن حافز هوسوك, كما غيره من الذين حُكم عليهم بإعدام شكواهم ضد المنظمة, كان يكتسي بملاية من الأمل, و رداء من الإصرار على نيل الحق بإبادة المنظمة, في النهاية, لا يضيع حق المناضل, ولا يفوز الظلم ولو اشتدت المعارك, من كافح ارتضى, من حارب اكتسب, و لأجل هذه الغايات السامية, يحمل هوسوك القرص الصلب و هو وسيلته الوحيدة لاحتراز ثقة نامجون مجدداً بعد أن خدشتها الخيانة, و وجهه منقوش بالأكاذيب من العذاب, ليثبت صدق تمثيليته بالبراهين المرئية, قلبه لا يعرف الخفوت عن صخبه, و تمده نبضاته بالارتجاف في دخوله قاع المصائب هذا, لن يستغرق الأمر أكثر من الكلام, فهو قادم ليؤازر نامجون في مهامه بالتخفي, و عليه يقوم أساس خطة جونغكوك للإيقاع بالجور و إنقاذ ملايين الأرواح العفيفة من الوجس.

أتقن هوسوك تزييف الألم, كما أتقن جيمين التحايل بالمستحضرات على أن يبدو وجهه مقشّفاً إزاء التعنيف السخيّ, ولج إلى المبنى و قابل الحراس, أخبرهم بأنه يتوق لرؤية نامجون و أنه يحمل له أمانة تخصّه, ثوان فصلته عن إبصار تلك الأعين المسمومة بالحقد, ذلك القوام المتنكر بالحلا المفتري, قوام نامجون مقنّع بالحسن و القسامة, و روحه أعشاش من الشقاق و البغيضة, استطاع هوسوك أن يلاحظ تبدل تعابير وجهه من الاستقامة إلى التفاجؤ, دالاً على تمام غشّ نامجون بأنه معذب, فاقترب منه ممعناً به أكثر, مخدوعاً أكثر, و معطياً هوسوك كامل الصلاحية لبدء شرحه.

"سيدي نامجون, لقد تمكنت من الهرب أخيراً بعد أن تم اختطافي في الاشتباكات, أعلم أنك ظننتني خائناً و لكني جلبت إليك ما قد يكون ثميناً, لقد أعطى الأخ داي هيون هذا القرص الصلب لهواسا و أخبرها بأنه ذريعة قوية لتهديدك, و قبل هروبي تمكنت من الوصول إليه و إحضاره لعلّك تمتن أو يهمك الأمر" وضّح هوسوك أول نقطة في الخطة الراهنة, مناولاً نامجون القرص الصلب الذي أصاب قلبه بالفورة لضياعه, في اقتناء ثقة نامجون بهوسوك ثانيةً كان جونغكوك ماهر التفكير, لقد تجلى امتنان نامجون سرعاناً ما إن استوى القرص الصلب على راحة يده و حرث هوادة قلبه, لقد أخبر جونغكوك هواسا بأن تقوم بإرسال التهديدات لنامجون على أنها تحتجز رهينة لديها و عندها القرص الصلب, و بذلك لن يشك نامجون في كذب هوسوك عليه أبداً, و سيكون جزيل التنفع بما استحوذ عليه من ربح, سيعتقد بأنه ربح أمام هواسا, و الحقيقة تنطق بخسارته ضمناً.

الشّيطَان TK ✔Where stories live. Discover now