الرابع و العشرون

336 27 6
                                    

الأحد, الرابع عشر من أيلول, مقر مقاومة موران المسلحة, حي هايبانغشون, الواحدة:

رحلة إنجاد تايهيونغ أعلنت تمام ساعتها و انهزام كل المواقيت الساخرة من تهاون جونغكوك في الإلمام بمحبوبه حباً و حياةً, يناضل في إيلام القدر و تلقيمه ضعف ما لقمه إياه في الأسى فالقوة تنحني أمام عظمة إرادته و إيمانه بشطب المستحيل من قواميسه, ما عاشه جونغكوك في أسبوع هيّج له أصواتاً و أنظاراً ما كان يعلم بسباتها في قرارته, في التعايش مع التحديات يلد الإنسان شخصيةً أخرى صعقه خمودها في سريرته, لن نبلغ تمام العلم بما نحن عليه في يوم عابر, لا يزال تكوين البشر يعضل كل العلوم ولا يختمها بنهج دقيق, لقد خمّن جونغكوك أن يكون ضعيفاً أكثر من متانته, و علمته المآزق أن كل انكسار عاشه رُمم بانتصار في الشعور, تخلّدت فيه البسالة لدهر غير محدد الابتداء, و تكللت أيديه بالبنادق و ثغره بالورود, تغمد جسده بالمدافع و بشجاعة الأسود, لا معركة تكدس فيه استسلاماً ولا كارثة تقتل فيه شراسته, يدرك أنه ربما يقدم على افتعال حرب مميتة, لأجل تايهيونغ يفجّر البراكين, و يؤخّر الليل, لأجله, يُقيل الشر من الدنيا, فداءً, ليحميه.

يقف على بوابة مقر المقاومة, لقد كانت تذيع الاحتجاجات ضد العنف, كانت أول مقاومة تحارب نامجون في سياسته القمعية, ولم تخب يوماً أو همّشتها الخسارة أمام جيوش القسوة و الجور, لقد ملأت أسماع الناس بقدرتها الحالكة, و ملأت آمالهم بوعودها ببطش الأذى و إزالته عن طريقهم, و لأن جونغكوك خير من آمن بتحقق هذا الوعد, أدهق صدره باليقين أن تصافح أيدي فريق سوكجين و مقاومة موران سيلغي خطط المنظمة بالتوسع و مواظبة الفتك..

أرسته قدماه على بوابة المقاومة, كان المبنى ضخماً ولكنه ليس بضخامة مبنى المنظمة, ضخامة المنظمة كانت تتجسد بصيت شاسع لفسادها, دخل جونغكوك مملوءاً بالمشاحنات الإيجابية وما إن داس أول بلاط الأرضية حتى دوى جهاز إنذار تعاظمت فيه توقعات الاقتحام لدى المشاركين, لم يشعر جونغكوك بنفسه إلا محاصراً بخمسة رجال يحملون بنادقاً موجّهة إلى عنقه, و ساعديه بعجالة أصبحا وراء ظهره مكبلين بالأغلال الشوكية, قفز قلبه مرتعباً لهذا الاحتراس, لكن لا لوم صعد إلى فمه فلا يحق له بأن يجادل وهم على غير دراية بهويته.

"أريد مقابلة رئيسة المقاومة لغرض ضروري" قال للرجل الذي يقف على جانبه الأيمن, وجهه كان جافاً ولا يبدي أي إيحاء عاطفي, يسدد قبة البندقية تجاه وتر عيش جونغكوك و بيده يحمل لاسلكياً, أصعده إلى شفتيه ليتحدث للرئيسة مخبراً إياها أن جاسوساً ما ولج إلى المقر و تمكنوا من إيقاعه بفخ الإنذار, حديثه دفع جونغكوك للضحك عالياً فاستهجن الحارس الأمر مقرباً البندقية أكثر منه حتى كادت تمزّق لجونغكوك جلد جيده.

"أتظنني جاسوساً؟ أي جاسوس سيدخل عبر البوابة الرئيسية؟ سأكون محترفاً على الأقل, اسمع, أنا لست بجاسوس, أريد أن أحادث الرئيسة فقط" قال جونغكوك وسط ضحكته للحارس الذي يعاينه بطرف عينيه..

الشّيطَان TK ✔Onde histórias criam vida. Descubra agora