مُقدمة لَـن تروقـك، فلا تهتـم.

2.2K 93 49
                                    

«أنتَ فاشل».

«الخُسارة دومًا رفيقتك».

«لا أحد يتقبلك».

«لا نفعَ منك أبدًا».

«أنتَ عالةٍ علينا».

«لا أحد يُريدكَ جانبه، لا عائلتك، ولا أصدقاءك».

«لا يوجد من يُصادق الفاشلين».

«أنتَ منبوذ من كل شيء».

«كَفاكَ ضعفًا وتقوّىٰ».

«أنتَ هامش، لا وجود لك بيننا».

«أنتَ ضعيف، لا شخصية لك».

«أنتَ.. أنتَ.. أنتَ... إلخ...».

ابتسم ابتسامة مريرة، أظهرت مرارة روحه، وعَطب قلبه، ممسكًا بمدونتهِ العزيزة، وقلمه الأثير، مُخطًا بها آلامه، بل تأكيده علىٰ أحاديثهم.

«أنا الفاشلِ الذي لم ينجح أبدًا، أنا الذي لا يتقبل وجوده أحد، أنا الضعيفِ الذي لم يقوىٰ علىٰ رفع عينيه في وجه أحدهم، أنا الخاسر دومًا في سباق الحياة.

أنا الذي لم تفلح أي من محاولاته، أنا الموسوم بكلِ هزيمةٍ حدثت، أنا رفيق الهزائم الجمّة، أنا الملعون وسطهم جميعًا.

حاولتُ تالله، ولكن كل محاولاتي كان طريقها الفشل، لم يواسيني أحدهم في فشلي، لم يدعمني أيًا منهم، فـ علامَ كل هذا التقريع؟!

أنا كنت دائمًا المنبوذ وسط الجميع،
الصديق الثالـث المُهمّش،
الابن العاق الذي لا أهمية له،
والفرد الذي لا يعترفُ به المجتمع».

**********

ربما أظهرتُ بضعًا مما يُعانيه، لكنك لم تتعمق بعد فيما ألمّ به، ليس ألمه وحده، بل ربما أنا وأنت نعاني معه أيضًا، قصته لا تحتوي علىٰ حبٍ ينتشله من ضياعه، ولا علىٰ عطفٍ من عائلته، ولا علىٰ أملٍ حلم به يومًا في أن تحنو الدنيا عليه، هو بائس لا وردية لحياته.

فإن كنت من البائسين فـ مرحبًا بك، غير ذلك من أصحاب الأمل الكاذب، فـ هنا لا يروقك، هنا ليس مكانك.

«المَنبــوذ».

«سمـاح مُحمـد».

الــمَـنبُــوذ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن