"إهــداء".

754 75 32
                                    

إلىٰ الذي وجد نفسه في منتصف الطريق وحده، الذي تخلىٰ عنه الرفاق والعائلة.


إلىٰ المنبوذ من كل مكانٍ يتواجد فيه، وكل الأماكن حوله سواء، غيرُ مرغوبٍ فيه.

إلىٰ الذي عافر، وحاول بكل جِدّه، ولكنه غير مأخوذٌ بمحاولاته.

إلىٰ الذين يجدون أنفسهم غرباء وسط الجميع،
وحيدون؛ رُغم الجمّ الغفير حولهم،
تُعساء؛ برغم تبسمُ وجوههم،
مُثقلون ويدّعون الخفة،
الذين تفيضُ أعينهم حَزنًا في الخفاء.

أُبشرك عزيزي بأن مكانك هنا، حيث الضجيج الصامت، الصراخ المكتوم، والدمعُ الحبيس.
أنت هنا لست بمفردك، جميعنا يُعاني، جميعنا يهوي الخلاص، يتمنىٰ الفرار حتىٰ من نفسه.

فإن كنت من المنبوذين حيث اللامكان، فحتمًا لا يليق بك إلاّ هنا، وإن كنت غير ذلك، فحذاريك أن تقترب.

«المَنبــوذ».

«سمـاح مُحمد».

الــمَـنبُــوذ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن