الفصل الخامس عشر:« جدّية مشاعرها».

87 9 34
                                    

_قراءة مُمتعة يا رِفاق:)

*********

كان وقع الاسم علىٰ سمعه معروف، فهو ذهب للمكان هذا قبل كثيرًا، وأيضًا يعرف أنه المكان الذي تعمل فيه «سِنين» شقيقة «نائل» والتي لا تنفك تغادر عقله وأفكاره، ولكن السؤال هنا من أين يعرفها «ثائر» وما علاقته بها؟! ولماذا هو ذاهبٌ إليها؟! هل هما أقارب أو أصدقاء؟! ولكن «نائل» لم يخبره أبدًا بقرابة تجمع بينهما وهو يعرف أنه يعمل في شركتهم! إذن كيف يعرف «ثائر»..«سِنين»!!

وبخ نفسه علىٰ أفكاره هذه، وكيف تواتيه كل تلك الأسئلة بهذه الاندفاعية! مادخله بالأصل إن كانا يرعفان بعضهما أم لأ!! هو لا علاقة له بها، لهذا لا يحق له حتىٰ أن يتساءل بهذه الطريقة ولو كانت هذه الأسئلة مجرد تكهنات من عقله الباطن.

فاق من شروده علىٰ توقف «ثائر» بالسيارة أمام مركزها الذي يعرفه حق المعرفة، لينبس بهدوء وهو يهم بحمل حقيبته حتىٰ يكمل طريقه من هنا:
_ هذا هو المركز ثائر.. وسأكمل أنا طريقي من هنا، فمنزلي لا يبعد الكثير عن المكان هنا.

أوقفه «ثائر» قبل أن يترجل من السيارة، وهو يلقي نظرة علىٰ صغيرته بالخلف، ليجدها تناظرهما بفضول ولا تفهم عما يتحدثان، لذا ابتسم لها ومن ثم عاد للأخر يخبره:
_ لما لا تأتي معي فارس؟! هذه أول مرة آتي هنا ولا أعرف شيء، وأيضًا لا أفهم كثيرًا في أمور هذه المراكز وما الأفضل الذي تقدمه، وربما تعرف أنت عني أكثر، لهذا إن لم تمانع فتعال معي.

ظل «فارس» هوينة يحاول ترجمة حديثه، هل «ثائر» أتىٰ من أجل الرعاية الخاصة التي يقدمها المركز أم من أجلها؟ وأيضًا كيف يثق فيه هذه الثقة العمياء بأنه قد يعرف عما يقدمه المركز!

هو بالفعل لديه خلفية ليست سيئة بعدما أتاه الفضول ليعرف فيما تعمل، وأيضًا بجانب أن ابن خالته يتعالج هنا فبعض المعلومات وصلته من هنا وهنا، ولكن يأتي السؤال الأهم هل هو يريد أن يقدم لابنته هنا؟ وكان السؤال في عقله ينطلق من علىٰ مقدمة لسانه معربًا عنه:
_ هل أتيت من أجل أن تقدم لأحد هنا؟ أولست تعرف المركز ومديره؟!

رغم تعجب «ثائر» من سؤاله، ولكنه أجاب في بساطة وهدوء، وهو ينفي سؤاله الأخير ويثبت الأول:
_ نعم أتيت من أجل أريج، فهي تحتاج للرعاية الخاصة بسبب ماحدث سابقًا وسبب لها بعض الإعاقة... أما عن سؤالك الأخير.. فلا أنا لا أعرف أحدًا هنا، عمي هو من دلني علىٰ المكان وأخبرني أن هناك فتاة تعمل به وتكون ابنة صديقه، ولهذا رشح لي هذا المركز لا أكثر، والحقيقة لم تأتني الفرصة لأسأل عنه أو أعرف بعض المعلومات عنه، وأتيت اليوم لأرى مالذي سأفعله.


كان من المفترض أن يتساءل عن ماهية إصابة ابنته، أو عن بعض التفاصيل التي تخص الأمر، ولكنه كان كمن لم ينتبه إلاّ علىٰ قوله أنه لا يعرف المركز ولا يعرف من يعمل به بالأساس، وبهذا هو لا علاقة له بها ولا يعرفها أيضًا!

الــمَـنبُــوذ. Where stories live. Discover now