الفصل الحادي والعشرون:«سِهـام أشدُّ فتكًا من القتل».

83 8 26
                                    

قراءة مُمتعة يا رِفاق")

ولا تنسَ الڤوت عزيزي القارئ، ورأيك بالفصل، وسأكون طامعة لو زاد صياحك على هذه الرواية البائسة.♡

وياحبذا لو دخلتم جروب الروايات بتاعي على الفيس، هتلاقوا اللينك بتاعه في بروفايل الواتباد بتاعي، وأتموا صياحكم، وأرائكم وكل شيء هنا وهناك")

استمتع عزيزي القارئ.♡

*****

وسهم الكلمة القاتلة حين يُرشق، لا يلتئم جرحه أبدًا..
يبقى غائرًا تفوحُ منه أثار عطبه كل حينٍ
وكلما تظن أنك شفيت منه
تصيبك لوثته من جديد.. فلا أنت بناسي فعلته بك
ولا هو بتاركك أبدًا.

_سماح محمد.

*****

_ بتُ أتشاءم من هذا الباب ورنين الجرس والله، أي مصيبة جاءت لنـ...

لتنقطع باقي جملته، وهو يبصرها تقف أمامه، وبعد أن كانت منكسة رأسها، رفعتها بسرعة كما السهم المنطلق وعيناها تطلق شررًا يخصه هو، مع ترديدها لجملته الغير مكتملة بما يشبه الفحيح، ليدرك أن ما كان سيصلحه سابقًا، فليستعوض الله فيه الآن:
_ أتقصد بالمصيبة أنا؟!

_جنى!!

همسته جاءت داهشة ومصدومة، فياليته لم يبادر ويظهر فيها الفارس المغوار، بل ولسانه الذي يود قطعه الآن بسبب سوءة ما تفوه به في الوقت الخطأ، ليته ما تشدق بما قال أبدًا، فهو لم يتخطى بعد لقاءها العاصف به في المشفى، وكيف أنها لم تترك له فرصة الدفاع عن نفسه وقلبه! بل كيف لم يكن بعارف بما تخفيه بنيتيها دومًا! هو الذي كان قارئًا في لغة العيون أجمع، كيف عند عينيها أصبح أمّيّ لا يقرأ!!

_أجل جنى التي تأتي بالمصائب، أليس هذا ما تقصده؟

قالتها بوجهٍ عاصف، وهرمونات أنثوية توشك على ابتلاعه في وقفته، بوقفتها العصبية المتخصرة، واهتزاز ساقها اليسرى، وهو يراها تتحدث كما المخبول، هو لم يقصدها أصلاً بل كان يتحدث بعموم، فمالها تؤول الأمر لها وكأنها تريد وضع البنزين فوق حرائقهما لتزداد اشتعالًا! وهل انطفئت بالأصل!!

وهذا ما حاججها به، مبررًا قوله:
_لم أقصدكِ يا فتاة.. هل تجعليني أتحدث عنكِ بما لم أفعل؟ وكيف سأعرف أنكِ التي بالخارج! هل شممتُ على ظهر يدي؟ هداكِ الله يا جنى ادخلي.

_ وهل تراني مجنونة أيضًا!! هل أجذب شعري كما المجاذيب أمامك الآن؟!

حسنًا هي مجنونة بالفعل، ويتضح أنها في أسوأ حالاتها الآن، لهذا عليه أن يأثر السلامة أولاً لنفسه، وأن يهادنها حتى تمر زوبعتها، وبعدها يدعو ربه أن يلهمه الصبر حتى يتحمل جنانها وتقلباتها، لهذا خرج صوته هادئًا وأجش وقد عادت لذاكرته لحظة اعترافها بما هز كيانهما سويًا، كلاهما كانا يتهربان من بعضهما، كلاهما كان غارقًا حد الثمالة في حب الأخر وكلٌ يظن أنه من طرفٍ واحد، ولم يدركا إلا متأخرًا بأنه كان حبًا متبادلًا منعه كبرياء كلاهما، حتى أصبحا عاجزين عن لملمة ما تبعثر منهما، فكيف تعود حبال الحب متصلة كما كانت دون فضح بعضهما؟! أم هل لأنهما كانا يخيفانه فاحترما قدسيته، أما وهو مشاع الآن بينهما فيشعرهما بأنهما مراهقين مخطئين، ويخشيان أن يُكشفا! ولكنه أبدًا لن يتركها، ليس بعد ما بان كل شيء أمامه، وبات الطريق سهلًا وسلسًا بمبادلتها عشقه أيضًا، ولا يدري بأن طريقه السهل هذا أصعب من أصعب طريق رآه في حياته.

الــمَـنبُــوذ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن