الفصل الثالث عشر:«هل تُنحر الأحلام؟!»

128 13 29
                                    

تحذير:
دا أطول فصل أكتبه في الرواية دي، وحذاري ملاقيش تفاعل منكم!
وحذاري لكل إللي يقرأ وميعملش ڤوت! هجيبكم يعني هجيبكم.

وطلب بقى حلو زيكم، ادخلوا جروب الفيس إللي موجود في بروفايلي وصيحوا هناك، عشان مزعلش بجد، واحذورا مني عشاني في أسوأ حالاتي النفسية والانفعالية.

دمتم سالمين رفاقي من البداية").

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_قراءة مُمتعة يا رِفاق")

*********

وعادت الأفكارُ تعصفُ كالسابق، وكأن ما سبق من هدوءٍ، كان هُدنة لعاصفةٍ عاتية قادمة.
عدتُ لأغرق في بحر أفكاري مجددًا، تتلقفني أمواجه الهوجاء برويّة، تارة تحضننُي بقوة تكاد تُغرقني فيها، وأخرى تقذفني لشاطئ عقلي الهادئ ألتقطُ أنفاسي الهادرة بإنهاك، لتعود فتبتلعني من جديدٍ بعاصفة أقوى من سابقتها، وهأنذا الغريق في بحر أفكاري، ولا يدًا تنتشلني مما أنا فيه.

ربما روادته أفكارًا أكثر زهوًا، مليئة بالحب والاهتمام حين يطالب بهما، ولكن ما رآه عقب أن أنزل بخبر قبوله المعجزة بالعمل، جعله يعيد التفكير مرارًا وتكرارًا، جعله يقارن شعورهما نحوه وشعوره نحوهما بمزيجٍ من حسرةٍ وخيبة أمل، كيف الأخرين يعاملون أبناءهم، فلذة أكبداهم، ذريتهم في الحياة الدنيا، ومتاعها الذي قد لا يحصل عليه غيرهم! كيف هم يعاملوه، وكيف يرى الأخرين يعاملون ذرياتهم، وسؤاله الذي عاد يتكرر ويدور في خلايا عقله، لما هو بالذات شحيح النظرات؟!
عديم الأخذ حتىٰ وإن أعطى؟!
أي أباءٍ هم! كيف وقد ظن أن هذا الأمر قد يغير نظرتهما تجاهه، ولكنهما صدماه بشدة حين التوت شفاههما استنكارًا وسخرية، وقول الأولىٰ وازى تهكم الأخير في نفس الجملة:
«هه وهل ستستمر في هذا العمل.. أم ستعلن فشلك من أول يومٍ فيه؟! أنت دومًا لم يكن لك فائدة.. فلا تدع الناس تخسر وقتًا في تعيينك!»

«وأخيرًا قبلت في عملٍ؟! لقد أسقطت يدي منك.. واكتفيت بأخاك فقط.. وشقيقتك غدًا تنهي دراستها الطبية التي لم تصل لها أنت.. وتبدأ في عملها الخاص.. وأنت مازلت تدور وتلف علىٰ الشركات التي لا اسم لها ولا مكانة!»

ونظرة استهانة ألقاها له بطرف عينه، قبل أن تحط علىٰ شاشة هاتفه، يتناوب الحديث مع والدته التي لم تعيد النظر له مجددًا بالأصل، وكأنه.. وكأنه! لم يعد يجد له أي مسمى أبدًا، لكل ما يعاصره ويعايشه كل يوم!

وجل ما فعله، هو أن أغمض عينيه يعتصر جفنيه بقوة أليمة، ألم أخذ ينتشر بين جنبات روحه، وعادت خطواته أدراجها دون أن ينبس بأي كلمة أخرىٰ، أو إيماءة تدل علىٰ أنه غير مبالي لكل هذا، هو ليس لامبالي، هو أصبح جسدًا روحه تتهاوى هنا وهناك، ولا مرسىٰ لها أبدًا.

الــمَـنبُــوذ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن