الفصل الثاني والعشرون:«قصت أجنحتها».

170 3 25
                                    

قراءة مُمتعة يا رِفاق").

****

كيف ينجو الإنسان من نفسه،
ومن ينقذه منه وهو الجاني على نفسه؟
أخبرني أين يجد موطنه، وكل وطنه محتلٌ؟
من ينتشله من غرقه في أفكاره، ومن يوقف طواحين عقله؟

_سمـاح محمد.

*****

لم تنتبه إلا لكونه يناظرها ولا يتحرك بل ثابتًا في مكانه، مما جعل شعورًا غير مرئي يباغتها، شعور لم تجربه قبلًا، عاصف، بل حارق لفؤادها، تشعر بأن النيران أضرمت في قلبها وعيناها اشتد سعيرها، كمن ينوي أذية لأطفالها، ماله ومال صديقتها؟ هل!! من أين يعرفها؟ وضربت الذكرى عقلها وهي تتذكر أنها كانت معها في المشفى  أول أمس، وهو أيضًا كان هناك، هل تحدثا وهي غائبة عن الوعي؟ هل خصها بحديثٍ كما تحدث معها مسبقًا؟ هل كانت نبرته هادئة، حانية على الأذان كما همس لها وهي نائمة؟ هل وهل.. والمرأة في خضم غيرتها لا تفرق أبدًا بين أي شيء، ولم ترى نفسها إلا وهي تتحرك بخطواتٍ غاضبة، ونظراتٍ لو رآها أحدهم الآن لتردى قتيلًا إثر وهجها الناري، تنوي تفسيرًا ولا تنوي خيرًا أبدًا، متهورة لأول مرة في قلبها، فهنا لا مجال لعقلٍ ينبهها، ولا تروٍ يوقفها عما تبغي فعله.

_ على ماذا تتطلع؟!

وخرج صوتها حادًا وغاضبًا، جعله يجفل من سؤالها الذي انتشله من لجة أفكاره الضائعة، ليلتفت بلهفة على صوتها الذي خرج له من عقلها، غير منتبهًا إلى أن لهفته ستُقابل حممًا من نيرانٍ توشك على حرقه حيًا. يتعجب حالها الثائر، ونظراتها الغاضبة، مع اهتزازة قدمها التي أنبأته أنها في أسوأ حالاتها المزاجية الآن.

_ جئتُ لآخذ أريج بدلًا من والدها.. هل توجد مشكلة؟!

_ كان من الممكن أخذها منذ أن أتيت فورًا.. لماذا ما زلت واقفًا للآن؟ هل تريد شيئًا أخرًا؟ أم جئت لرؤية أحدهم؟!

ورغم تعجبه من ردها الجاف عليه، بل والحاد أيضًا، وأسئلتها المريبة والتي تبدو شخصية نوعًا ما، إلاّ أنه لم يركز إذا على سؤالٍ واحد لفت انتباهه، ليتسائل بمكرٍ:
_ هل تراقبين وقوفي منذ أن أتيت إذن!!

أسقط في يدها الأمر، لتتعثر في وقفتها بعدما كانت تهزها بغضب وغيرة اشتدت بها، حاولت التحدث وإعادة صياغة الحديث، أو حتى الفرار من هذا المأزق ولكنها لم تعرف ماذا تقول، سوى همستها المتلعثمة:
_ أنا... لا.. لم أقصد.

_حسنًا حسنًا لا تفزعي، سأمرر الأمر لأجلك، وبالنسبة لسؤالك الأخر فنعم جئتُ قاصدًا رؤية أحدهم.

ألم تكن متعثرة الحروف منذ ثوانٍ فقط لأنه كاد يضبطها متلبسة، لكن بإجابته التالية نسف بكل تعثر وخجل طاف بها، وعاد لها شعور التملك والغيرة نحوه، والتي لم تفسرها بعد بغيرة تامة، فالغيرة في عرف الشعور تكون بين عاشقين، لكنها عاشقة من طرفٍ واحد، ولكن ألا يعطيها هذا الحق بأن تعبر عما بداخلها من حرائق!!

Bạn đã đọc hết các phần đã được đăng tải.

⏰ Cập nhật Lần cuối: Feb 11 ⏰

Thêm truyện này vào Thư viện của bạn để nhận thông báo chương mới!

الــمَـنبُــوذ. Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ