(الفصل الثامن) "ليسَتِ الأخِيرَةُ"

145 21 10
                                    

"الفصل الثامن"
"ما يُخفيه القدر"
___________________________

وكَان اجتِماعِنا هُو العَوضُ مِنهُ بَعد مَا رأينَا

__________________________

كانت "هدير" بمنزلها تفكّر بصديقتها وهل عليها بإخبار والدتها أم لا وبعد تفكيرٍ ذهبت لإخبارها واستشارتها أيضاً فهي تعتبرها صديقتها وتحبّها كثيرًا، دلفت غرفة والديها بعدما طرقت الباب تسأذنهما لتلثم يداهما ومن بعدها أردفت بمرحٍ:

معلش بقى يا حجّ مُنير، بس عايزين المدام في كلمتين كدا

ابتسم والدها ليُردِف بمشاكسة وهو يخرج من الغرفة:

سيبنالك المدام أهي ياختي، على الله يطمر

_تسلم يا حجّنا
ثم خرج "منير" والدها لتبدأ قولها بتوترٍ طفيف:

بصي بقى يا سمسم، دلوقتِ هحكيلك حاجة حصلت معايا، بس في نفس الوقت مش معايا

رمشت والدتها ببلاهةٍ لتقول بضجرٍ:

يا بنتي هو انتِ تموتِ لو قلتيلي كلمتين على بعض مفهومين

تأففت الأخر بضجرٍ ثم لتُخبرها بالموضوع وعن صديقتها وماذا لِتفعل لتردف الأخرى بهدوءٍ وحكمة:

طب بصي يا ديرو؛ هي كلامها من الأول معاه طبعًا مش كويس وهتتحاسب عليه؛ بس لو عايزة نصيحتي كلميها كل شوية، طمنيها إنك معاها وإنها لو عايزة تحكي تجيلك، ولو اقتنعت بالجوازة دي انتِ من طريق وهي من طريق، انتِ قلتِ انها مش عايزا تعمل كدا، وانها عارفة انه حرام ومش عايزة تغضب ربنا، خليكِ انتِ وراها أحسن ما الشيطان هو اللي يبقى وراها

اقتنعت الأخرى بقولها ثم لتقول بقلقٍ:
بس انا يا ماما مش مرتاحة، حاسه إنها هتعمل كدا، او حاسه انها هتعمل حاجه غلط، مش عارفه بقى بس مش مرتاحه

ربتت الأخرى على كتفيها لتتمسك بهما ثم لتقول بهدوءٍ مرة أخرى:

لو مش مرتاحه ابعدي، من الاول كنتِ ابعدي، عمتًا إحنا لسه فيها، لو مش مرتاحه يا هدير ابعدي بس بعد ما تقدّمي نصيحتك بردو

اومأت الأخرى بهدوءٍ ثم لتبتسم لها قائلةً بحبّ:
شكرًا يا ماما؛ شكرًا انك ربيتيني لما اقلق او اخاف اجي احكيلك؛ شكرًا انك بقيتِ صاحبتي وطمنتيني وسط خوفي دايماً، شكرًا انك امي

اغرورقت عيون الأخرى لتحتضنها بدفءٍ وحبّ وتملّس على خصلاتها البنّية ثم دلف والدها ليقول بغيرةٍ وضيقٍ:

الله الله، بتحضنوا بعض من غيري، اخس على العيلة اخس

ضحكتا الاخرتان بمرحٍ ليذهب الأخر يلثم جبينيهما بحبّ قائلا:
ربنا يخليكم ليا وميحرمنيش منكم أبدًا

ما يُخفيهِ القدَر"مكتملة"Where stories live. Discover now