(الفصل الحادي عشر) "فراقُها صعبًا"

154 24 123
                                    

"ما يُخفيه القدَر"
"الفصل الحادي عشر"
"فراقُها صعبًا"
_________________________

الفِراقُ أبدًا ما كانَ هيّنًا؛ إنه كخروجِ الروحُ منَ الجسدِ
___________________________

في تمام الثامنة مساءً جاء "نوح" و شقيقهُ "اسر" لمنزل "ادهم" و "فريدة" ليفتح له "ادهم" ويستقبله كأيّ ضيفٍ:

_أهلاً يا أستاذ نوح شرفتنا.

نظر له "نوح" باستنكارٍ رافعًا حاجبيه:
_انتَ سخن يا أدهم ولا ايه.

رمقه بضجرٍ: انا غلطان، بحاول اعملّك قيمة.

_قيمة ايه، فين البت يلا.
قالها بشكٍّ مغلقًا عيناه نصف رؤيةٍ لينظر له الأخر بارتباكٍ:
_عقبال عندك في الكوافير..

رمقه الأخر ببلاهةٍ وشكٍّ مرة أخرىٰ ماسكًا إياه من تلابيبه:
_كوافير ايه يلا دي رؤية شرعية مش كتب كتاب هو، وبعدين هي مش بتحبه أصلا.

_وانت إيش عرّفك إنها مش بتحبه.
قالها بسرعةٍ ومراوغةٍ ليرتبك الأخر أيضاً:
_ها!، لا يعني بس مكانتش بتحطه دايمًا ف... خمنت يعني انها مش بتحبه.

أغلق عيناهُ نصفَ رؤيةٍ: ماشي، هعديهالك.
ثم ذهب ليرحب الأخر:
_ليك وحشة والله ياض يا أسر، مش زي الرخم التاني اللي معايا ليل نهار دا.

احتضنه "أسر" أيضاً قائلاً بسخريةٍ:
_كنت معاك أول امبارح على فكرة؛ وبعدين استني ايه اللي في راسك دا.

ضحكَ"نوح" بسخرية:
_حد علّم عليه.

رمقهُ الأخر بضجرٍ:
_مش وقت تقل دمك يا نوح.

كاد يشرح له الأمر فخرج والديه مرحبين بهم:
_أهلاً أهلاً، واحشنّي يا ولاد الغاليين.

_حتى أنتَ يا عم خالد، لسة شايفين بعض في كتب الكتاب والله.
قالها "أسر" بسخريةٍ ليرد عليه الأخر بمرحٍ يضربه على رأسه بخفة:
_وفيها ايه لما اشوفكوا يومين في نفس الاسبوع يعني، محسسنّي إنكم بتيجوا كل يوم يواد.

قبّل كفّه محتضنًا إياه قائلاً بأسفٍ:
_والله يا خالّود انا عارف اننا مقصرين بس الدنيا خدتنا والشغل.

_مقدامكوش غير الكلمتين دول تقولوهم لما تتزنقوا انا عارف.
قالها "خالد" بسخريةٍ فضحك الأخر بنفس السخرية يحاول التبرير له لكنه يعلم بأنه لن يفلت منه حيث أنه يعرفه جيدًا.

ما يُخفيهِ القدَر"مكتملة"Where stories live. Discover now