(السابع والعشرون) "صديقَينِ منذُ زمنٍ"

92 14 103
                                    

"ما يُخفيه القدَر"
"السابع والعشرون"
"صديقَينِ مُنذُ زمنٍ!!"
______________________________

"ليتني علمتُ يومًا أن هُناكَ سحرٌ قد يُحبّه المسحورُ هكذا، فأخبريني بأيّ سحرٍ هوَتني به سوداويّةُ عيناكِ هذه؟؟" ♡.

لكلّ منّا أربعونَ شبيهًا، لكنّني أرى أن لا مثيلَ لها"♡.

--------------------------------------------

يكفي شعورِ الرُعبِ الذي دبّ أوصالُها هكذا، حبيبُها قد أُصيبَ من سلاحِ الأوغادِ وذراعهِ ينزفُ أمامها، لم يستسلم "نوح" وركبَ السيّارةُ مُحاولًا في الهروب ليَحميها والأخرى هبطت عبراتها على ما يحدث بقهرٍ وخاصّةً عليه فهو ما زال يُحارب لأجلها ولحمايتها، حاول تهدئتها بكلماتهِ بالرغم من نزيف ذراعهِ أكثر وإيلامهِ لهُ كثيرًا قائلًا:

_إهدي والله أنا كويس ومفيش حاجه، هنمشي من هنا ومش هيمسكونا إن شاء الله بس إهدي ومتخافيش.

لكنّها مازالت واضعةً يداها على فمها تكتمُ شهقاتِها المستمرّةُ هكذا وعبراتها الساقطةُ بألمٍ وصدمةٍ مما حدَث بسبب نزيفهِ لم يُكمل دقيقَتينِ بالتحرّكِ بها ولم يكن ابتعدَ كثيرًا فزاغ بصرهُ وبدأ يفقد وعيه لكنّه حاول التماسُك، ظهر صوتُ الإطلاق وراءهما مُجددًا فكان الأوغاد يلاحقونهم والأخر تباطأت سرعتهُ كثيرًا حيثُ قواهُ كانت تقلّ شيئًا فشيئًا والأخرى تراه وتبكي أكثر وهي تصرُخ باسمهِ بألمٍ حتى أُرغمَ على الاستسلامِ لتلك الطلقةِ بذراعهِ وفقد كامل وعيهُ وسقطت رأسهُ على طوقِ القيادة هذا.

فصرخت باسمهِ بالأخير بألمٍ وصوتها وكأنها تُخرج كل ألمِها هكذا فأبعدت رأسهُ عن طوق القيادة هذا وقدميهِ عن التحرّك أو الإيقاف وقد أوقفت السيارة بالأساس واحتضنتهُ بقوّةٍ بعدما قررت الاستسلامِ لهم ليُعالجوا حبيبُها وقد تلطّخت كامل ملابسها بالدماءِ فجاء الرجال يأخذونهما بالفعل ولم يقتلاهما حيث ليس هذا ما يُريدونهما لأجلهِ فأخذها رجُلانِ وآخران أخذا "نوح" ووضعاهما بسيّارةٍ كبيرة ولحُسن حظّها كان إثناهما بنفس السيارة فأجلسوه على الكرسيّ بالأريكة الأخيرة الكبيرة وهي بجانبهِ.

حاولت إيقاظهُ لكنه لم يستيقظ وظلّ يُهلوث باسمُها وبعدّة أشياءٍ أخرى غير مفهومةٍ وظلّت الأخرى تنتحب بجانبهِ بألمٍ وهي تراه هكذا، خلعت قميصهُ لهُ وربطت بهِ ذراعهِ بإحكامٍ ليُوقف النزيف بالرغم من تلطّخ معظمهُ وبقيَ جسدهِ عاريًا لكن لحُسن حظّه السيارة ليست مُكيّفة فلا برودةَ بها.

الرجال بجانبها يُناظرونها ببغضٍ وامتعاضٍ، لم يظهر منهم سوى عيونهم حيثُ قد أخفَوا ملامحهم جميعًا بخرقاتٍ على وجوههم لكن عيونهم تشرح كل شئ وتشعر هي بها وظلّت واضعةً رأسهُ بين ذراعيها وتملّسُ خصلاته بحنوٍ وعبراتٍ تهبط بهدوءٍ ثم قبّلت رأسهُ فوق خصلاتهِ الذهبيّة الكثيفة وهي تُداعبها ونطِقت آسفةً بألمٍ وعبراتٍ صامتة:

ما يُخفيهِ القدَر"مكتملة"Where stories live. Discover now