(الرابع عشر) "الحياة الغير عادِلةٌ"

144 19 103
                                    

"ما يُخفيه القدر"
"الفصل الرابع عشر"
"الحياة الغير عادلة؟."
______________

ما قيلَ هو نفسه ما يُقال؛ وليسَ ما حدث أو يحدُث.. ♡
____________________

ظلت تنظُر لهم بنفس التعجّب وكانوا جميعًا يضمونها بسعادةٍ بالغة، كانوا يعلمون بحدوثه عاجلاً أم آجلاً ولكن.. تعلمون ذاك الشعور وكأن ما يحدث الآن يعوّضك الله به عما مررت به سواء أكان يومٌ أم شهر أم سنة، عمرًا كاملاً، كانت لحظة تأخذ في ابتهاج قلوبهم الأمثل، ورغم أنهم لم يتوقعوا أبدًا أن يكونون بمثل هذا الوضع لكنهم رضوا، فأرضاهم الله.

ظلوا ينظرون للفراغ الذي بنظراتها لتتبدّل سعادتهم لتعجّب من نظراتها الفارغة لهذه الدرجة، كانت وكأنها لا تعرفهم ولا تعرف ما عاشوه معًا عمرًا كاملاً فهم عائلتها، ومن لا تكون عائلته هي عِشرة عمره؟؟.

علِم الطبيب باستيقاظها فدخل الغرفة بهدوءٍ بعدما دلفت الممرضة أولاً وازدادت نظراتهم المتعجّبة حولها وحول ردّة فعلها الباردة تلك او الفارغة بمعنىٰ أدقٍ، فحصها الطبيب ليرىٰ أن كل شئٍ على ما يُرام ولا يوجد أي شئٍ يدعو للقلق حيالها ليُطمئنهم ويوجّه لها حديثه وهو يخرج من الغرفة:

_ألف سلامة عليكِ يا آنسة فريدة، أتمنى اللي عمل فيكِ كدا يلاقوه بأسرع وقت.

نظرت له باستنكارٍ لتقول به ونفس تعجّبها ونظراتها الفارغة البادية على وجهها:
_فريدة!!، فريدة مين؟؟!

نظر لها الطبيب باستنكارٍ ليردّ عليها:
_أيوه انتِ، آنسة فريدة النشار.

ردت عليه الأخرىٰ باستنكارٍ وهي على وشك أن تردح له:
_فريدة مين ياض يا دكتور انتَ؟!، انتَ اتجننت ولا كبرت وخرّفت!!؟.

نظر لها بصدمةٍ ليقول وهو يضع يداه على رأسه بصدمةٍ متمنيًّا ألا يكون ما اعتقده صحيح:

_يا وقعة مهببه بستين نيلة لا يكون اللي في دماغي صح!

والأخرون ينظرون بتعجبٍ له وباندهاشٍ لها ومن طريقة حديثها التي وكأنها تغيّرت كثيرًا، نظرت له هي الأخرىٰ باستنكارٍ عمّا يتحدث عنه لينبس الأخر بخوفٍ:

_ركّزي معايا الله يباركلك، بصي كدا على الناس دي.. شوفيهم وقوليلي كدا أسمائهم.

نظرت لهم باستنكارٍ  وضح جليًا على ملامحها لتقول:
_معرفهمش، بس هما قعدوا يحضنوا فيا سيبتهم، بس ابقى قابلني لو حصلت تاني وخصوصًا عمو اللي هناك دا..

نظر لوالدها وعلى وجهه ابتسامة عوجاء بلهاء، لا يعلم ما عليه قوله في هذا الموقف خصوصًا أنه وُضع به لأول مرةٍ بحياته المهنية التي لا تزال ببدايتها ليقول بعدما رفع حاجباه بحسرةٍ:

ما يُخفيهِ القدَر"مكتملة"Where stories live. Discover now