(الثانيَ والعُشرون) "نِصفُهَا الأخَر"

90 14 144
                                    

قبل أي حاجه ياريت ندعي لإخواتنا الفلسطينيين  الذين يمرّون بحربٍ عصيبة، بالرغم من انتصارهم وتصدّيهم ومقاومتهم اللي بعدها بإذن الله يكون النّصر اللي بجد لما نشوف أرضهم وموطِنهم بيرجع ووصيّة الرسول بتعود تاني أرض سلام وأمن، تاني أشرف مكان يكونُ بها، أرجو الدعاء لهم بالنصر القريب والدعاء لشهدائنا الذين بالجنّة بإذن الله تعالى وينتقم من كل ظالمٍ فاسقٍ يُفسد في الأرض.
__________________________

"ما يُخفيه القدر"
"الثاني والعُشرون"
"نِصفُهَا الأخَر"
_________________

أُصِبتُ غدرًا، لكنني لم أمُت، ماتت روْحي وبقَيتُ جسدًا
متحرّكًا، أنا لا أعِيش، لقد مِتّ.
----------------------------

مكانٍ مُظلمٍ لا يدخلهُ سوى ضوءُ الشمس الخافتُ، إثناهما فاقدَين لوعيهما، فاستيقظ "نوح" وعينيه مُزاغتين، يفتحهما بتروٍ ولكن هُناك شئٌ يزعجه، ذاك التشوّش أمامه، إنه مستفزٌ لأبعد حد، حاول فركِهما بيداه فوضحت الرؤية أكثر فرأى ما أمامه والذي يبدو كمخزنٍ فاستنكر هذا ثم عاد بذاكرته يتذكر ما حدث ليلة البارحة، هل قُتل أخر فردٍ من عائلته حقًا؟؟، ومن؟، شقيقه؟!.

حاول إبعاد هذا عن عقله بل لا يستطيع عقله تقبّل هذا، كيف يتقبّلُ موت حاميهِ الأخير؟، كيف وقد تعلقت أرواحهما ببعضها منذ فقدانهما لجميع عائلتهم تقريبًا؟، صرَخ بقوةٍ يُفرغ ما به من غضبٍ فاستيقظت الأخرى لتراه بهذا الوضع:

عبراته تهبط بكل قهرٍ ووجهه الأحمر إثر غضبه وعروقه البارزة أيضًا، تذكرت هي الأخرى ما حدث وأنه قد يكون فقد شقيقه فذهبت تحتصنه ببكاءٍ وحزنٍ على حالته فوضع الأخر ذقنه على كتفها وهو يصرخ بقهرٍ ونبرةٍ مُحشرجة إثر بكائه:

_مش هستحمل، والله ما هستحمل موته هو كمان، كفاية اللي راحوا دول، كل دول مش مكفيّنكم!؟، عيلتي كلها خدتوها مني، إلا دا، إلا دا متاخدوهوش، والله ما هستحمل فُراقه هو كمان.

بكت على حديثه وبكاءه المؤلم هذا، هي لا تعلم ما حدث أو بشكلٍ أوضح، هي لا تتذكر، هل قُتلت كل عائلته حقًا ولم يتبقَ سواه وشقيقه!، لم تهتم بكل تلك الأفكار ودثرته بأحضانها وهذه هي المرة الأولى التي يحدث بها هذا وقد حدث بلا وعيٍ منها، تحتضن حبيب عمرها الذي لطالما تمنّت قربه وحينما اقترب بِقيَت أمامهم كل هذه المصاعب!، هل سيعبرون جميعها أم هل قد يوقفهم شيئًا؟، لا تهتم بكل هذا، هي تهتم بمن بين ذراعيها هذا، تهتم بحزنه وبكاءه هذا وقهره وقلبهُ الموجوع على شقيقه، كلما جاءوا يعبرون شيئًا جاءهم ما يوقفهم.

بين كل تلك المشاعر والبكاء والشهقات من كليهما دلَف عليهما "زيد" يقول بابتسامةٍ ساخرة بالعربية الفُصحى والذي لم يعلم بها إلا قلة قليلة وقد علم "بيتريتشو" لتوّه وللحق قد تفاجأ:

ما يُخفيهِ القدَر"مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن