(الثامن عشر) "قدرِهما معًا"

116 13 66
                                    

"ما يُخفيه القدَر"
"الثامن عشر"
"قدرِهما معًا"
------------
ووَددتُّ لو أبقَىٰ بحُضنِكَ شاكيَةٌ؛ عمّا ومَن خذَلنِي، رُغم أنّكَ بقيتَ منهُم.
______________

فتح هاتفه عندما صدَح صوته يُعلن عن مهاتفةٍ فرأىٰ أنها مُكالمة دوليّة ففتحها بلهفةٍ ظنًا منه أنها شقيقته:
_مرحبًا.. أتحدّث مع السيد "تميم" أليسَ كذلك؟

استنكر لهجته العربية الفُصحى هذه وتلك النبرة غيرِ المألوفةِ له فأجاب بـ:
_أيوه، مين حضرتَك؟؟.

أضاف الأخر بنبرةٍ آسفة وحزينةٍ على قوله:
_يؤسفُني قول هذا لكن.. أنا من السّفارة المصرية بـ"تركيا" وقد اتصلتُ لإخبارك أنه تم إيجاد شقيقتُك الأنسة"بسملة"، لقد وصلنا إليك عن طريق الهاتف الموجود معها بالحقيبة وتم أخذ بعض البيانات الشخصية من متعلّقاتها الشخصية، يؤسفُني ما أقول حقًا لكن، لقد.. لقد تم اختطافها من قِبل عصابة أعضاءٍ وعُثر على جثّتها بالقُرب من حافة هاوية البحر.

لم يستمِع للباقي من حديثه حيث أُظلِمت الأضواءُ أمامه، وقف عقله يحاول استيعاب ما قال، هل قال أنه تم العثور على شقيقته وتؤامُ روحه وقلبه، تم العثور على وحيدته مقتولةٌ؟؟، هل ما سمِعه صحيح؟، هل اختطفتها عصابةٌ للأعضاء؟؟، هل أُخذت أعضائها أم ماذا فعلوا بها هؤلاء الأوغاد عديموا الرحمة والضمير؟؟.

ارتطمت ركبتيه على الأرض بعدما سقط صريعًا لصدمته، وقف الجميع بعد سقوطه هذا مُستنكرين ومصدومين مما يحدُث له ووالدته التي قُبض قلبها أكثر، قلبُها الملكوم على ابنتها التي كانت ستصِل منذ يومان ولم يأتِ لهم خبرًا حتى الأن.

"قبل مرور  خمسة أيام"

وقِفوا متأهّبين لمَا ستقوله ومستنكرينه حيث من أين أتت به ومن هو هذا القاتل؟، نظرت بأوجُه الجميع وهي تقُول بتوترٌ:
_إسمه "كلاوديوس"، سمعته بيقول كدا.

نظر" أسر"بصدمةٍ رُغم ابتسامته أنه أكثر من شكك به وقد استحسن ظنه فسألها بحدّة وجمود:
_مين اللي سمعتيه بيقول كدا؟؟، ومين كان خاطفِك أصلًا؟؟.

تخبطت من حدّته وجمود نبرته فنفَت أنها تعرف إسم الرجُل"زيد" فسألها الأخر مرة أخرى:
_طيب لو شوفتي صورته تعرفيه؟؟.

نفَت مرة أخرى وهي تقول بتوتر وخوفٌ ظهر جليًّا عليها:
_لا، هو كان بيكلمني وهو مغمّي عنيّا، مشوفتوش.

ظهر الغضب والضيق منه حيث كان يُمكنه أن يضربَ عصفورَين بحجرٍ كما يقولون لكنه الأن سيُمسك قولها دليلٌ على أحدهم بالرغم من كونه دليل ضعيف وقبل أن يمسك هاتفه يحدّث صديقه بالمهنة كي يحاولوا أخذ هذا الرجل، حدّثه مُخبِرهُ الخاص بالقِسم ففتح هاتفه بلهفةٍ فتحدث الأخر:

ما يُخفيهِ القدَر"مكتملة"Where stories live. Discover now