(السابع عشر) "لُغزٌ أخر سيُحلّ"

120 14 102
                                    

"ما يُخفيه القدَر"
"الفصل السابع عشر"
"لغزٌ أخر سيُحلّ"
__________

مر الوقتُ لكنّ الجِراح لم تمُرّ، ألم يقولوا أن دواءِ الجِراح الوقت؟ ♡
---------------
في الثانية عشر صباحًا وقد اقترب موعد أذان الظُهر كان يجلس مع شقيقته ووالدته بغرفة المعيشة وقد تحدّثت الأولى قائلةً أنها لملمت مُعظم ملابسها وأشيائها المهمة بحقائب السفر التي ابتاعتها منذ وقتٍ فتنهّد "تميم" والقلق ينهش بقلبه على وحيدته التي ستتركه في الأيام القادمة بعد يومين أو ثلاثة فقط وربّما لن يراها إلا بعد زمن يطولُ تعدده وهو الذي لم يعتاد فراقها يومًا حتى فهتف وهو يحتضنها:

_بعد ما قلتلك إنك تشوفي نفسك أكيد مش هعرف أوقفك، أبقى أناني لو عملتها، بس انا خايف عليكِ وكإني مش هشوفك تاني.

ربتت على ظهره وهي تتشبّث بحضنه هي الأخرى فنطقت بابتسامة مصطنعة فهي لم تعتاد فراقهما أيضاً أبدًا:
_والله لو عليا مش عاوزه أسافر خالص، بس دا مستقبلي، محدش عارف فرصتي هناك ممكن تكون حلوة ازاي.

أخذ "تميم" والدته بأحضانه أيضاً بعدما نظرت لهما بأسىٰ وهي الأخرى قد تآكل قلبها وقد اعتقد كلاهما أنه بسبب ابتعادها عنهما ولأول مرة فلم يهتموا بهذا الشعور أيضاً فقط اهتموا بنجاحها بإذن الله في المستقبل فتحدثت "بسملة" مرة أخرى بإيجازٍ أنهته بكلماتٍ خبيثة:

_أنا لازم أروح النهارده لخالو، هتطمن على فيرو وبعدها أقولهم.. وصح لو لقينا اللي بالي بالك هتعمل اللي اتفقنا عليه.

نظرت والدتها بعدم فهمٍ لتسألها عن ما يقولانه فنظر لهما "تميم" بخبثٍ وهو يقول بلمعةٍ عينين وسعادةٍ: هنفّذ اللي وعدت "أدهم" بيه.

نظرت والدته بعدم فهمٍ ففهمها وعده الذي سيَفي به اليوم أمام الجميع وقال بما سيفعله أمام الجميع فنظرت والدته بسعادةٍ وهي تقبّله فهو سيُفرح قلبها الآن وحاولت وأد خوفها وقلقها على ابنتها فهذه لحظة فرحتهم المُنتظِرة.
----------------
ذهب لابنته بعدما شرب طوال اليوم الماضي والليل بأكمله مما حرّمه الله ورسولهُ والذي أثّر على عقله بشدّةٍ فدلف الغرفة بكامل عصبيته وغضبه ليقول بغضبٍ وهو يشدد قبضته بخصلاتها الشقراء التي أمسكها فور دلوفه لتُصدم الأخرى من حالته تلك وتصرُخ من شدة إمساكه لخصلاتها:

_استمعي إليّ أيتها الحمقاء التي لطالما شبّهتكِ بوالدتك الحمقاء، إن لم تنصتي لحديثي بعد الأن فأُقسم بحياتُكِ سوف أُنهيها، أنتِ سوف تُنهين حياة "زيد"، لقد أكّدتُ لكِ فكرهِ وأنه لا يراكِ من الأساس، ماذا تريدين بعد؟!!!

صرخت الفتاة بتأوّهٍ وهبطت عبراتها فيما أتى على إثر صراخها شقيقها" لينكولن" ووالدتيهما بلوعةٍ لتسأل والدتها عمّا يحدث موجّهةً حديثها لـ"كلاوديوس" زوجها لينظر لها الأخر بغضبٍ مشيرًا لها بعدم التفوّه فتفوّه شقيقها يصرخ به:

ما يُخفيهِ القدَر"مكتملة"Where stories live. Discover now