(الفصل العاشر) "فاقدةً للوَعي"

152 21 96
                                    

"ما يُخفيه القدَر"
"الفصل العاشر"
"فاقدةً للوعي"
__________________________

ظننتُكِ غُصنًا من فُروعِ شجَرتِي؛ فمَالَ الغصنُ وتناثرَت أورَاقُه!. ♡
_________________________

أقام والدها بها وبوالدتها بالصلاة ليُصلّوا في خشوعٍ والراحةِ تكون في تلك السجدةِ التي نسجدُها صلاةً له وبعد انتهائهم أيضاً قرأوا جميعًا وِردًا من القرءان كي لا يُهجر أبدًا ولا يُنسى من عقولهم ثم جلسوا يقرأون أذكار الصباح لتكون حصنًا لهم من الشرّ والأعين السيئة وثم دلف والديها لغرفةِ النوم حتى ينعما بنومٍ هنئٍ مرةً أخرى فلن يذهب والدها اليوم للعمل حيث مرِض قليلاً وانتظرت هي عودة أخيها ولاحظت أنه تأخر عن المُعتاد لينهش القلقُ قلبها ويحاول الشيطانُ باللعب بأفكارها يُذهب بها للسوءِ بما قد يكون حدث له فقررت الأخرىٰ الذهاب حتى المسجد لتراه حيث انه لا يأخذ هاتفه معه للمسجدِ أبدًا وارتدت بالطبع ملابسًا تليق بالخارج وجاءت تفتح باب المنزل لتفاجأ به ممسكًا برأسهِ والدماء القليلة على يدهُ إثر وضعها على رأسه التي لم يكن بها إلا القليل من الدماء أيضاً فلم تكن بالكثيرة ولكنها لم تكن بالقليلة أيضاً، فُزعت الأخرى من منظر الدماء بيدهُ ورأسه لتتمسك بيده وتحاول الوصول لرأسه لترى الجرح بها لكنّها لم تستطيع بسبب قصر قامتها وطول قامته أيضاً فقالت وهي تشدُّ يده تُجلسه على الأريكة لتفحصه بقلقٍ واضحٌ عليها حيث أنها تعرف بهذه الأمور جيدًا فهي طبيبةٌ جرّاحة جيدةٌ وتقديراتها بالجامعة كانت جيدة جدا:

ايه اللي حصل يا أدهم، ايه الدم دا ومين عمل فيك كدا

_اهدي يا فريدة مفيش حاجة والله يا حبيبتي
قالها بهدوءٍ وكأنه لم يحدُث به شيئًا وكأن تلك الدماء ليست حقيقيّةٌ لتُجنُّ الأخرىٰ من هدوءهِ هذا:
مفيش ايه يا ادهم انتَ عبيط؟، دماغك متغرقة دم وإيديك كمان وتقولي مفيش حاجة!!

_يا فريدة الله يخليكِ ما ناقصك، نضفيلي الزفت دا الاول وانا هقولك كل حاجة، مش قادر اقف ولا افوق حتى والله
كادت تبكي على حالته تلك لكنها تماسكت وذهبت لإحضار أدوات التنظيف والتخييط وأخذت تُخيّط له ذاك الجرح الذي لم يكن كبيرًا لكنّه بالأول والأخير في منطقة الرأس ويجب الحذر من تلك المنطقة، وبعد إنتهائها كان الأخر أغشى عليه مرةً أخرى وهذا طبيعيٌّ فقد فقَدَ الدماء ولو قليلاً منذ قليل وأيضاً بم تكن تُخيّط بمخدّر، كان قد خلع قميصه الذي كان شبه ممتلئ به أيضاً لكنّه كان من ظهره فقط حيث أسقطته رأسه عليه، قامت بتنظيف ما حول الجرح مرةً أخرى ثم ذهبت لإحضارِ قميصٍ أخرًا مريحًا ونظرًا لضُعف جسدها وقوّة جسده هو فلَم تستطع حملهُ لغرفته فعدّلت من وضعيتهُ بالأريكة فقط وأحضرت لحافًا خفيفًا كي لا يخنقهُ وكي لا يتعرض لنزلات البرد أيضاً ومن ثم لم تستطع النوم من قلقها وتعرّضها لهذا الموقف من الأساس قد أذهب النوم عنها فجلست بجانبِ أخيها تضع رأسه على قدميها وتداعب رأسه بحنوٍ وتتذكر ذاك الكابوس الأخير بعد حُلم ابنة عمّها التي فُقدت إثرَ حادثِ سيارةٍ احترقَت عندها السيارة وعندما أخرجوها ووالدتها كانا قد تشوّها وصعِدت أرواحهِما للسمَاء.

ما يُخفيهِ القدَر"مكتملة"Where stories live. Discover now