(التاسع والعشرون) "سيُحطّم قلوبَهم"

145 12 188
                                    

"ما يُخفيه القدر"
"التاسع والعشرون"
"سيُحطّم قلوبَهم!"
-----------------------------

البارِحة وعدتُكِ بالاجتماعِ رُغم الفِراق واليومَ أفِي بوَعدي أمام الجميع♡.

--------------------------------

في اليومِ التالي بدأت "ورد" بترتيبِ المنزل وإعدادهِ ليَكون جاهزًا لحفلِ الخطبةِ ليلًا وقد خرجنَ الفتياتُ جميعًا يتسوقنَ ويبتعنَ الفساتينِ وكلّ ما يُريدونهُ من زينةٍ أو أدواتٍ تجميليّةٍ للّيلة، عادت "سارة" ومعها "فريدة" فقط وقد ذهب البقيّةُ لمنازلِهم ليتجهّزونَ بعدما زيّنوا المنزل بأكملهِ وكان هذا بالضبطِ عندَ غُروبِ الشمس.

بعدما ارتدت "سارة" فستانها وقد أخبرت "ورد" و"خالد" البارحة ليلًا عن كلّ ما حدث بعد ذهاب "نوح" والجميع ليُصدم "خالد" بحياة شقيقه فاستنكرَ لمَ لم يكُن معهم كل هذا لتُخبره بحقيقتهُ الأخرى ليُصدموا كثيرًا مُجددًا وحتى الآن الجميع لا يستوعب هذا الأمرُ حقًا.

ارتدت فستانها الزهريّ لتُصبحَ طلّتها رقيقةً كما العادة، وكأنّ اسمَ اللونِ يتماشىٰ مع وصفهِ لها، كزهرةٍ رقيقةٍ بالحقول تتجوّل، خرجت لهُ وقد لفّت حجابها بلا ترتيبٍ لتسألهُ بتوترٍ وهي تُغمض جفنيها بخوفٍ قائلةً:

_هو أنا ممكن أسيب شعري؟؟، النهاردة بس والله!.

_نعم يختي!؟.
كان هذا ردّهُ على سؤالها ففُزعت الأخرى من قولهِ ونبرتهِ الحانقة فوضعت يداها على فمها وهي تُنفي سؤالها بخوفٍ منهُ ليقتربَ الأخر منها قائلًا بهمسٍ وكأنهُ يتعمّد إخافتها:

_لا بصي يا حبيبتي، الكلام دا في إيطاليا مش هنا، ولو روحتي هناك تاني كدا كدا مش هتقلعي الحجاب بردو، إحنا هنستعبط ولا إيه؟، ملكيش راجل يحكمك؟؟.

لم تنتبِه لكاملِ حديثهُ لتُخفِضَ يداها عن فمها وهي تبتسم بلُطفٍ وتيهٍ بملامحهِ ليسألها الأخر باستنكارٍ:
_إيه البهجة اللي على خلقتك دي؟، مش كنتِ مرعوبة بردو ولا بيتهيألي؟.

أشارت له أن يقترب فهمست بأُذنهِ بحبٍ وهي تُعيد حديثهُ:
_انتَ قلتلي يا "حبيبتي"!.

ابتسمَ الأخر عليها حيثُ من كل حديثهِ انتبهت لتلكَ فقط فسألها بمُشاكسةٍ وهو يغوصُ بسوداويّتها:
_وإيه يعني؟، هو مش انتِ كدا فعلًا؟.

اتسعت ابتسامتها أكثر لتسألهُ بحماسٍ قائلةً وهي تُعدّل من حجابها بتوترٍ:
_يعني أنا كدا فعلا؟.

أردفَ لها بسخريةٍ ويأسٍ منها:
_لأ متجوّزك عشان يبقى زيّك زي الخديوي توفيق، ملكمش لازمة الاتنين.

انكمشت ملامحها بغضبٍ وضجرٍ فأردفت باقتضابٍ:
_ماشي يا"أدهم" أنا هورّيك الخديوي توفيق على أصوله بقى.

ما يخفيه القدر"مكتملة"Where stories live. Discover now