السادس

193 3 2
                                    

العودة الماضى....

كانت في التاسعة عشر من عمرها عندما سمعت والدها يخبر والدتها
- انا نفسي انزل مصر اوي
- وانا كمان يا احمد جدا
- بس مش عارف يا امل حاسس اني على الرغم من اشتياقي ابويا واخويا إلا أن في حاجه جوايا بتقولى بلاش أنزل مصر
- مش فهماك
- قلبي مقبوض

دخلت ريم في الحوار
- بابا انا نفسي ارجع مصر حتى زيارة أسبوعين قبل ما السنه الجديده تبدأ
- خلينا نشوف يا ريم انتي عارفه أن كل شغلى هنا بردوا مش بسهوله اسيل كل حاجه اسبوعين كدا
- علشان خاطري يابابا
- خليها على الله يا احمد وتعالى ننزل نزور أهلنا
- طيب على بركة الله.

لم يمر أسبوع وكانوا بالفعل في مصر زارت امل اولا اختها في القاهرة وظلوا لديها عدة أيام ومن ثم ذهبوا إلى القرية

كان الحد حسين البحراوي في استقبالهم خير استقبال وركضت ريم لاحتضانه فهو الشئ الوحيد الذي تتذكره جيدا منذ أن سافرت لكونه كان حنونا معها للغاية
احتضنها الجد وادمعت عيناه، بينما دخل أخيه
- احمد ولد ابوي اتوحشتك اكتير يا غالى

كان السلام الحار بينهم يدل على حبهم الشديد لبعضهم البعض ولم يكن يتخيل أحدا يوما أن بموت الجد الذي وضع يداه على أكتاف ولديه الاثنان ستنقلب حياة الاحفاد رأساً على عقب.

لم تتخيل ريم أن جدها قد احضر لها كعكة للاحتفال بعيد ميلادها التاسع عشر
- معقول ياجدي انت لسه فاكر عيد ميلادي
- طبعا يا بنيتي ولا مره نسيته كنت اجعد افتكرك وانتي بتلعبي هنا وهناك وعيوني تدمع واجول نفسي يچي اليوم اللى اشوفك فيه تاني يابنت الغالي

ابتسمت من قلبها له
- وانا كمان ياجدي اصلا جيت مصر علشانك انت
- لا وعلشان عمك وأولاد عمك كمان فكراهم ياريم
-بصراحه لا ياجدي
- عمتا انا عازمهم بكره على الوكل اهي فرصه تشوفيهم

احتفلوا بعيد ميلادها التاسع عشر وبعد ذلك قررت أن تخرج للتتمشي ولو قليلا.

كان الغروب قد رسم مشهداً رائعاً بين الأشجار،  كانت تحمل قطتها التي أتت بها من الخارج فهي تحبها كثيرا عندما ركضت منها مبتعدة
- بوسي بوسي

بينما كان فهد يجلس على حافة السور أمام مجري النيل الغربي يشاهد الغروب كعادته.

ليلتفت لمصدر الصوت، أنها هي لقد تعرف عليها لتوه أنها ابنة عمه التي عادت لتوها من السفر كان يتوق لان يراها فهو يتذكر جيدا كيف كان يحب اللعب معها وهي صغيرة وكيف كانت هي أيضا تحب أن يحملها ويلعب معها.

ولكنها لم تصبح تلك الصغيرة ذو الضفائر السوداء التي تتناقض مع لون وجهها الابيض كالشمس
تأمل ملامحها الجميلة عيونها الخضراء وجنتيها التان اصبحا بلون شفتيها الكروية اثر انفعالها لمحاولة قطاعا الركض بعيدا عنها

الصدمةWhere stories live. Discover now