الواحد والاربعون

94 2 3
                                    

ترك كتفها والتف بكامل جسده لها صمت عدة لحظات قبل أن يتحرك لها بخطوات ثابته بثت في نفسها الهلع لتعود للخلف مما يزيد انفعاله ويقطع المسافة بينهم ممسكا إياها من كتفاها الاثنين بكلتا يداه، وهمس في أذنيها بفحيح جعلها تنتفض
- بترجعي ليه لما بقرب منك ايه بتتكسفي ولا خايفه

نظرت له بخوف وقالت بتوتر

- انت عايز ايه

ترك كتفها وقال بصوت ساخر
- برافو عليكي هو دا المهم

وقف أمامها واضعها يده في جيب بنطاله
- بصي يا ريم انا بعد ما تجوزتك وبعد تلت اربع أسابيع وبدون اى مقدمات الاقيكي بتنفري مني احترمت رغبتك ومالمستكيش فقدتي الذاكره بعد الحادثه ورجعتى لى تقولى انا مش فاكره حاجه عنك ولا اتجوزنا ازاى ما تقربش مني احترمت بردوا رغبتك افتكرتي كل حاجه بكل التفاصيل ووقتها طلبتي مني اديكي مساحتك وتبعدي عن بيتي وتكوني لوحدك مش هتتخيلى انا كنت ومازالت مشتاق ليكي قد ايه بس احترمت رغبتك، بس يا ريم لما تكوني على ذمتي بعد كل النفور دا والتجاهل دا واجي ازورك الاقيكي بتحضني راجل في الشارع لا كدا بقى نقف

وفي تلك اللحظه زاد انتفاض هذا الوريد في عنقه عند ذكره لاحتضانها لرجل اخر و تكلم بسخرية محذرة جعلت قلبها تنتفض
- قولي يا ريم فاكره لما قلتي لى اني مش راجل

رجعت للخلف خطوتان وكادت أن تركض خوفا ليمسك بها مبتسما بسخرية
- عارفه يا ريم هبقى فعلا مش راجل لو ما اخدتش موقف من كل دا

- انا ا..
قاطعها وبصوت حازم مرتفع بعد الشئ ينم عن غضبه المكتوم

- ايه رايك امسكك دلوقت ارنك علقه موت وقسما عظما وقتها مش هتروحي المستشفي بارتجاج لا انتي مش هتقومي منها اصلا

أدمعت عيناها خوفا وتاكدت ان اللحظات القادمة ستكون بين قسوة يداه، ولكنه ابتعد عنها وأكمل وهو يتجه للاريكة ويجلس بأريحية وهو ينظر لها نظرة شيطانية افزعتها
- بس انا مش حابب كدا يا ريم وعلشان تعرفي اني راجل متحضر وديمقراطي فانتي هتختاري عقاب من اتنين

نظرت له راجية
- ممكن تسمعني

هز رأسه نافياً
- انتي اللى هتسمعي، بصي يا حلوى اول اختيار هو انك تفضلي هنا بعيد عني بس وقتها انفذ أمر بيت الطاعه و هجيب عساكر اوقفهم لك على باب البيت وعلى الشبابيك ويكون ممنوع ليكي حتى الخروج للجنينه وممنوع حد يزورك و باب البيت دا

وأشار لباب المنزل
- مش هيتفتح غير لحاجه من اتنين يا انما يدخل لك اكل او ادخلك انا اخد حقوقي الزوجيه

نزلت دموعها في صمت فهي بدأت تتاكد أنه حقا ذو نفوذ كما أسماه جيمي وايضا ردود أفعاله غير متوقعة

- أو الاختيار التاني وهو أن الحلوى تيجي معايا قصري وتعدي في القصر ممنوع الخروج منه لمدة أسبوعين لو فضلتي فيهم زوجه محترمه و بتسمعي الكلام وقتها هفكر اخليكي تخرجي....

- وهو ايه الكلام اللى عايزني اسمعه اني ابقى خدامه زي ما كنت عايزني انضف قصر المنصوره.

ضحك رغم ضيقه منها و أراد التلاعب بها
- لا دا اللى فات كوم واللى داخلين عليه كوم تاني احنا رايحين ليفيل الوحش ......

- فهد بجد انا اسفه انا

- لا لا الاسف دا تضحكي بيه على عقل حد غيري مش انا المهم دلوقت اختاري لاني مش فاضي لك.

بدون تفكير
- هاجي معاك
- تمام ادخلي جهزي شنطة هدومك في عشر دقائق لو مطلعتيش خلالهم هاجي ازعلك فاهمه

هزت راسها بهدوء وغادرت لتجهيز حقيبتها سريعا ....

كانت ترتجف بالمعني الحرفي للكلمة انتهت سريعا خوفا من رد فعله وخرجت لتنظر له وترى عيناه هادئة أدار عيناه بعيدا عنها لربما تعاطف معها بسبب ارتجافها، وتسأل منذ متي وهى أصبحت بهذا الضعف أشار لها بأن تأتي لتجلس بجانبه...

لتتحرك له بهدوء وتجلس بالفعل على نفس الأريكة ولكن مبتعدة قليلا عنه.

- طب ايه الون لك عنيا ازرق علشان تقربي مني

نظرت لوجهه الساخر وقالت
- انا مش بحب العيون الملونه

- طيب يا ريم اهدي على فكره انا معملتش حاجه لكل اللى انتي فيه دا

نظرت له غير مصدقة كلماته
- كل دا وما عملتش
- اه لو كنت عملت مكنش زمانك بتنطقي....

فهمت أنه يقصد أنه لم يضربها لتنزل دموعها في هدوء.

- بتعيطي ليه دلوقت
- لان واضح انه بقى عادي انك ممكن تضربني يا فهد

- لا يا ريم مش عادي والدليل على كلامي اني مالمستكيش

اخذ نفس عميق و اكمل
- انتي عارفه يعني ايه يا ريم راجل شرقي يلاقي مراته اللى بيحبها وبيغير عليها واقفه بتحضن واحد غريب عنها في الشارع، بلاش عارفه بقى يعني ايه انا اتربيت في الصعيد وعاداتهم وتقاليدهم وفي الاخر اشوفك كدا ومعملكيش حاجه عارفه دا معناه ايه

نظرت له نظرة جانبية متسائلة
- معناه اني مقدرش اذيكي
- بس انت اذيتني قبل كدا
- انتي اللى وصلتيني لكدا

- بصي يا ريم انا من الاخر كدا مش هسيبك تاني والعقاب بتاعي ليكي ممكن ينتهي بعد اسبوعين لو حسيت انك اتغيرتي فعلا في الاسبوعين دول تمام...

هزت راسها بأستسلام غير معهود له ليأخذ نفسا عميقا وقام واقفا وأشار لها بالتحرك معه...

ركبت معه السيارة بعد أن نظرت في ساعة هاتفها أنها العاشرة مساءا.

كانت صامتة لا تنظر له طوال الطريق بينما هو ينظر لها بين حينا واخر نظرات جانبية

دخلوا القصر اخيرا، لم تشعر بضيق بالعكس فلقد وجدت الابتسامة طريقا لفمها فلقد قضت وقتا رائعا معه في هذا القصر منذ أن فقدت الذاكرة وحتى تذكرها لكل ما حدث، يا ليت أيامهم كلها كانت كما كانت هذه الأيام...

ترجلت من السيارة و بعد أن كانت لا تشعر بضيقا بدأ القلق يتملك منها فها هو اعترف لها إنه سيجعلها تعاني في هذان الاسبوعان الذي قرر أن يجعلهم عقابا لها لا بل وملزمة بأن تسمع لكل كلمة سيأمر بها حتى يفك حصارها.....

فاقت من شروطها على صوته الساخر
- خايفه ولا ايه

تتبع....

الصدمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن