عقاقِير عكسيّة

14.2K 1.5K 2.1K
                                    

𓆩𔓘𓆪

رطّبت حلقِي للمرّة العاشرَة ويدِي تتمسّك بمقبضِ بابِ السّيارة وكأنّها طوقُ نجاتِي مِن قيادةِ آيدِن المُتهورة.
هُو لَا يُلقي بالًا للإشاراتِ الحمرَاء والسّيارات الأخرَى مِن حولِه، بالأحرَى هُو لَا ينظُر أمامَه حتّى!
وكأنّه يرَى وجهَ هايدِن فَحسب..

وقَد حمحَمت محاولًا تهدِئة وتيرةِ قلقِي مُردفًا بنبرَة مُتهدِّجة
"ا آيدِن، ألَا تعتقِد أنّه مِن الأفضلِ أن نعودَ للمشفَى بدلًا مِن الذّهاب إلَيه؟ مَا الذِي ستجنِيه مِن الحدِيث مَعه وهُو سيقومُ بالعزفِ علَى أوتارِ أعصابكَ وَحسب؟"

رائِع.

انّه لَا يرُد! إنّما يزيدُ مِن سرعتِه ويدُه تكادُ تحطِّم المِقود لشدّة ضغطِه عليهَا، ومِن إنقباضِ فكِّه وبروزِ أوداجِه عدَلتُ عَن فكرةِ محاولةِ تغييرِ رأيِه.

لَا أريدُ أن يتمّ إلقائِي خارجَ السّيارة وأتحوّل إلَى عجِين..

ولكِن لَم أضَع فِي إعتبارِي أن يكونَ لهايدِن يدٌ لحالةِ أورورَا، ظننتُه أرادَ ترهيبَ إليانَا وإزعاجهَا وليسَ تحذيرهَا.
رغمَ أننِي لستُ مُتعجبًا ممّا يحدُث، أورورَا تُجاور جانبَ آيدِن الآخَر ولطالمَا أرادَ هايدِن إيذائِي حتّى سَئِم منِّي.

هُو وجّه الفُوَّهة مِن رأسِي لحيثُ رأسِها هِي، وكأنّ أورورَا أصبَحت بديلتِي..
لَا أعلَم إلَى متَى ستبقَى تلكَ الحَرب الباردَة بينهمَا.

أعجزُ عَن فهمِ ماهيةِ العلاقَة بينَ هذَان الإثنَان! لَا أستطِيع معرفةَ طبيعةَ المشاعِر التِي يُكنُّها أحدُهما للآخَر بسببِ ذلكَ الموقِف الذِي حصلَ قبلَ سنواتٍ فِي المدرسَة.

كانَ أحدُ طلابُ فصلنَا قَد عبثَ مَع آيدِن بذكرِه لوالدتِه بالسُّوء، كلُّ مَا أذكُره أنّه اتّهم خالتِي نيفيَا بكونِها جاءَت مِن خلفِية مشبوهَة وحاوَلت إلصاقَ نفسهَا بذلكَ القذِر لتُنقذ نفسهَا هِي وعائلتهَا مِن الهلَاك. ربمَا هُو قَد تحمّس قليلًا وهُو يبحَث عَن وسيلةٍ مَا لإستفزازِ آيدِن لكَونه كانَ يغارُ مِنه، لأجدَ آيدِن يطرحهُ أرضًا وينهالُ عليهَ باللّكمات حتّى خلعَ ذراعَه، ولَم يحصُل فِي المقابِل سِوى علَى لكمَة واحدَة تسبّبت بإحداثِ خدشٍ فِي وجنتِه.

ولكِن فِي النّهاية تمّ فصلُ آيدِن عَن المدرسَة لأسبُوع بسببِ عُنفه، ومَا حدَث فِي اليومِ التّالي لَا يزالُ يُثير حيرتِي.
إذ حاولتُ إلهاءَ نفسِي عَن جزعِي مِن قيادتِه التِي ستقودنَا لمركزِ الشُّرطة بمُخالفاتٍ لَا تُحصى عبرَ تذكُّري لذلِك المشهَد.


.

.

.

.

أتاراكسياWhere stories live. Discover now