بيَاض فِي سوَاد

7.1K 916 398
                                    

𓆩𔓘𓆪

"مارِي، أقسمُ لكِ أنَّ لونَ الذَّيل يتماشَى مَع لونِ الحِذاء"

نفَت برأسِها وَ هِي تطالعنِي أثنَاء دورانِها حولِي، لأبتسمَ فِي قلةِ حيلَة مِن شدةِ دقَّتها فِي التَّصمِيم.

"ربمَا علينَا إضافةُ شيءٍ مَّا، لكِن لَا أعلمُ مَا هُو! عليَّ تسليمُ باقةِ الخرِيف فِي نهايةِ هذَا الشَّهر، وَ ليسَ لدَي الكثِير مِن الأفكَار.."

"مارِي لَا تتوترِي"

نزلتُ مِن الدَّرجة علَى الأَرض لأتوًّجه نحوَ البَاب

"لمَا لَا ننادِي لِيو؟ مقلتَيه لديهَا القدرَة علَى رؤيةِ الأشيَاء دونَ اللُّجوء للعدساتِ المكبِّرة! خاصةً أنّ لدَيه ذوقٌ رفِيع فِي تناسقِ الألوَان كونَه رسّام"

"تظنِّين ذلِك؟"

أومَأتُ بسرعَة لتشرَع فِي إزالةِ القصاصَات وَ الأشرطَة مِن حولِها مشيرةً لِي نحوَ البَاب

"حسنًا فلتذهبِي وَ تأخذِي رأيَه ريثمَا أعيدُ الغرفَة لسابقِ عهدِها"

"ا أخرجُ للخارِج وَ أنَا أرتدِيه؟"

"أجَل يَا عزيزتِي"

"مستحِيل! ل لَن أخرجَ هكذَا يَا مارِي.. سيكونُ مِن المحرجِ أن يرانِي أحدُهم!"

"ستخرجِين وأنتِ ترتدينَه وإلّا كيفَ سيقومُون بتقييمِه؟"

علَى جثتِي!"

.

.

.

.

انتهَى بِي الأَمر أسيرُ فِي الرِّواق أرفعُ أهدَاب الثوبَ عَن الأَرض.

أنزلُ الدَّرج فِي حذَر لأجفلَ لرؤيةِ آيدِن وَ هُو يصعَد. حيثُ قبضتُ علَى المسنَد وَ لَا أعلَم لماذَا تجمَّدت قدمَاي!

لستُ معتادَة أَن يرانِي أحَد بثوبٍ كهذَا..

لكنَّه توقَّف عَن الصَّعود حالمَا انتبَه لوجودِي، لترتفعَ يدِي لَا شعوريًا أسدلُ غرتِي فوقَ عينَاي. وَ حالمَا قررتُ إكمالَ النُّزول ذرِاعه أمسكَت بالمسنَد تسدُّ طريقِي.

"الأسوَد؟"

لماذَا يبدُو متفاجِئًا؟ نبرتُه تِلك جديدَة علَي، غيرَ أننِي لَا أستطِيع رؤيةَ الملامِح التِي صنعَها لكونِي أتفادَى النَّظر إلَيه.

"تتدربِين علَى أَن تصبحِي مِن جماعةِ الغِربان؟"

"لَيس كذلِك! أنَا كُنت.."

قبضتُ علَى المسنَد بالقربِ مِن يدِه حالمَا شعرتُ بقربِه المفاجِئ مِن جانبِ رأسِي، حَيث مالَ نحوَ أذنِي مُتمتمًا بتلكَ النبرَة الماكِرة التِي باتَ يُتقنُها

أتاراكسياWhere stories live. Discover now