لأجلِها

22.8K 1.7K 3.4K
                                    

𓆩𔓘𓆪

أحدثِي فوضاكِ العارمَة بِي

بعثرينِي

وأعيدِي ترتيبِي

هَززت برأسِي يُمنةً ويُسرى لعلّ كلماتَه تِلك تتوقّف عَن إحداثِ الفوضَى داخِل رأسِي.
حالمَا تفوّه هُو بتلكَ الكلمَات بنبرتِه المُرتخية أقعدنِي الصّمت ولَم أجِد مَا أقولُه حينهَا..

كلُّ مَا أستطِيع تذكُّره مِن لحظاتنَا الخاطفَة هنَاك أنّ السُّحب قَد اقتحمَت معدتِي لتسبحَ هنَاك، بينمَا آيدِن لَم يُضف أيّ كلمةٍ أخرَى، إنّما حافظَ علَى حجبِ عينَيه عنِّي ليعودَ بنَا للمنزِل وكلُّ منّا كانَ رهينةَ أفكارِه.

لَم أستطِع حتّى استراقَ النّظر إلَيه كعادتِي دومًا كلّما يجلسُ بجانبِي..
إنّما صَببتُ تركيزِي علَى ماهيةِ المشاعِر التِي اجتاحتنِي وبعثرتنِي بسببِه.

هُو حتّى أكملَ طريقَه للغرفَة ولَم ينضَم للعشَاء معنَا، وكأنّه..

كانَ يتهرَّب مِن تواجدِه معِي فِي نفسِ المكَان.

جَففت وجهِي بالمنشفَة أطالِع انعكاسِي علَى المِرآة والغَرابة تعترينِي. ليسَ مِن عادةِ آيدِن أن يدعنِي وشأنِي عندمَا ألِجُ للحمّام، أحدَث شيءٌ مَا مَعه فَجأة؟

لأنّ صمتَه المُريب هذَا لَا يُريحني البتّة!
إنّما يُأجِّج مِن ارتباكِي ويُجبرني علَى الرّغبة بالتّواري مِنه أنَا الأخرَى..

رطّبت حلقِي حالَ فتحِي للبَاب أبحثُ بعينَاي عَن مُستقرِّه، لأجِده يجلِس علَى الأريكَة وكتابٌ مَا يرتاحُ بينَ يدَيه. مِن الواضِح أنّه انتهَى مِن قراءةِ كتابِه الشّيطانِي ذَاك ليحصلَ علَى واحدٍ آخَر.

ينغمِس فِي الكُتب وكأنّها مهربُ واقِعه، لأراهُ يلجَأ لكتبٍ بعناوِين أسوَأ مِن الواقِع الذِي يعيشُه..
ولكِن لماذَا أنَا مُتفاجِئة؟ نحنُ نمِيل لقِراءة الكُتب التِي تُخاطب أفكارنَا وخواطرنَا.

ولَا أظُن أنّ أفكارَ آيدِن تنتمِي للعَقل البشرِي.

تحَاشيت النّظر إلَيه أثناءَ توجُّهي نحوَ رُكني مِن الغُرفة، ليسقطَ بصرِي علَى حقيبتِي التِي وضعتهَا فوقَ منضدتِي. لَا أظُن أنّ قراءتِي لبضعةِ صفحاتٍ مِن المُذكّرات قبلَ نومِي لَفكرة سديدَة.

لَا أريدُ لداميَان أن يظهرَ فِي حلمِي مُتسببًا بإفزاعِي وإقلاقِ راحتِي النّفسية، كمَا أنّ تواجدَ آيدِن فِي الحُجرة سيُعرقل عليّ الأمر.
ولكننِي أتساءَل إذَا مَا قرَأ المُذكّرات هُو الآخَر..

أتاراكسياNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ