اقطَع

14.6K 1.2K 2.3K
                                    


𓆩𔓘𓆪

لقَد كَانت مُذكّرات.. 

مُذكّرات بحجمِ كفّة اليَد، غلافُها جلدِي سمِيك بلونِ صفحةِ لسّماء ظُهرًا. 

لكنّها مليئَة بالخُدوش وَ مُهترئة، ربمَا لمدَى قِدمها. 

منقوعَة بالغُبار وَ رغمَ هذَا هناكَ بقايَا عِطر خافِت ينبعثُ منهَا. 

هَل.. توجّب علَي فتحُها؟ 

هِي لَا اسمَ منقوشٌ عليهَا وَ لَا تحمِل تارِيخ أَو أيَّ شَيء. 

أسندتُ ظهرِي علَى السّرير خلفِي أفتَح الصّفحة الأولَى بقلبٍ يتهاوَى للأسفَل، ليسقطَ بصرِي علَى جملَة متشابكةِ الأحرُف عندَ قاعِ الصّفحة. 

أنَا أعلَم أنّه سيتمُّ قتلِي يومًا مَا، وَ ربمَا أنَا الآن ميِّت وَ أنت لَا تعلَم. 


عقدتُ حاجِباي أطالِع الفرَاغ فِي شُرود، لأشرعَ بقلبِ الصفحَة حتّى ظهرَت جُملٌ فِي المُنتصف. 

ظننتُه سيكونُ مصدرَ الدِّفء وَ الحُب لِي بعدمَا جاءَ للعالمِ رغمًا عنِّي. 

لقَد كَان نتيجَة خطيئَة أُجبِرتُ عليهَا. 

وَ لكنّه أضحَى يُناقض اسمَه بشكلٍ بشِع وَ مُرعب. 

هُو قَد خرجَ عَن سيطرتِي وَ أصبَحت الخُيوط تنبثقُ مِنه. 

لقَد فاتَ الأوَان علَى استرجاعِه.. 

استرجَاع مَن؟ 

أنَا حتّى لَا أعلَم مَن هُو المتكلِّم..

تلكَ الأحرُف متعرِّجة وَ بعضهَا ضبابيَة، أكانَ مَن خطّ تلكَ الأحرُف يذرفُ دموعًا فوقَ هذهِ الصّفحة؟ 

رطّبت حلقِي أقلبُ الصّفحة التالِية وَ هاجِس مُبهم يتفشّى بِي. 

لَقد أشعلتُ شُعلة بعودِ ثقابِي البارِد. 

إنّها شُعلة صغيرَة للغايَة كافِية بإضاءةِ عتمةِ غرفتِي. 

لكننِي خائِف..

خائِف أن يرَى ضوءًا منبعثًا مِن أسفلِ بابِي، إنني أسمَع وقتَ خطواتِه وَ هِي قادمَة إلَي. 
هُو سيُطفئ تلكَ الشّعلة ليُعيدني لظلامِ حُفرتي مجددًا..

كيفَ لِي أن أحمِي شعلَة نَار مِن الإنطفَاء داخِل عاصفَة لَا تخمَد؟ 


شُعلة نَار؟ 

أيُعقل أنّ تلكَ الكلمَات تشيرُ إلَى آيدِن؟ 

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن