سِوار نيفيَا

12.9K 1.2K 1.7K
                                    


𓆩𔓘𓆪

تلكَ الفتَاة لَا تعرِف بوجودِ شخصٍ يعيشُ فِي منزلهَا؟ هَل أنتِ جادّة يَا أورورَا؟ مِن الواضِح أنّها خدعَتك


مَا رأيكِ بِمقولةِ الغَايَة تبررُ الوَسيلَة؟

رطّبتُ حلقِي أقبضُ علَى أطرافِ تنورتِي وعينَاي تُحدِّقان نحوَ مارِي فِي غيرِ تصدِيق، أطالعهَا وهِي تقلِّب الصفحَات بملامِح فارغَة وعينَان لَا تعكسِان مَا خُفي داخِلها.

لكننِي أشَحت بوجهِي أطرقُ البَاب حتّى أذنَت لِي هِي بالدُّخول، لألجَ لجوفِ حُجرتها وقَد أدرَكت أنّ المُذكّرات لَم تعُد فوقَ السّرير، أينَ قامَت بإخفاءِها؟

"مَا الأمر يَا عزيزتِي؟ أتحتاجِين لشَيء؟"
أفقتُ مِن شرودِي بهَا علَى ابتسامتِها الواسعَة نحوِي، لأنفِي برأسِي أحاوِل تجاهُل مَا رأيتُه قبلَ قلِيل

"نحنُ ننتظركِ علَى المائدَة"

"سآتِي بعدمَا أهذِّب شعرِي"
أومَأت بفمٍ مُطبق أنوِي الخُروج إلّا أننِي توقّفت بعدمَا اخترقَ صوتُ آيدِن أذنَاي

فِي الحَياة كَما فِي لعبةِ الشَّطرَنج، إٍمتلاككِ للنظرَة البعِيدة هُو مَا يجعلكِ تكسبِين، وَ امتلاككِ لخطَّة ضَعيفَة غَير مُحكمَة أفضلُ مِن عدمِ امتلاكِها مطلَقًا

امتلاكِي لخطّة ضعيفَة غيرِ مُحكمة؟
ربمَا هذَا مَا يجعلُ مِن آيدِن مُراوغًا وقادرًا علَى محاصرتِك مِن الأربعِ جهَات بمفردِه.

لأنّه لَا يَحبِك خطّة واحدَة وَحسب إنّما المِئات، لأنّه يعلَم أنّ نصفَها قَد تكونُ ركيكَة وَ تفشَل، بينمَا النِّصف الآخَر..

ستكونُ كورقةِ الجوكَر التِي أخفاهَا حتّى النِّهاية ليقلبَ الطّاولة علَيك.

لمَا لَا أفعَل المِثل أنَا أيضًا؟

علَي أن أنظُر مِن الزّواية و ليسَ مِن منتصفِ الغُرفة كَي لَا يفوتنِي مَا يحدُث مِن خلفِي، أن أمتلكَ تلكَ النّظرة البعيدَة وأخرجَ عَن المألُوف.

استدرتُ نحوهَا وهِي مُنشغلَة برفعِ خصلاتِ شعرِها دونَ أن تسمَح لخُصلة بالفِرار والإنسدَال علَى وجنتهَا، لأنبِس مُشيرة لأدراجِ مكتبهَا
"مارِي، أريدُ أن أعتذِر لأننِي اضطرِرت للبَحث فِي أدراجكِ وأنتِ فِي الخارِج لأننِي احتَجت للمفاتِيح الإحتياطِية ولَم يخطُر فِي بالِي سِوى أنّها بحوزتِك"

ترقَّبت التّعابير التِي ستَرتسمُ علَى وجهِها، لكنّها تبسَّمت بخفّة وهِي تضعُ أقراطَها نابِسة بدماثَة
"لماذَا تعتذرِين لأجلِ شيءٍ كهذَا يَا عزيزتِي؟ غرفتِي هِي غرفتُك، ثمّ تلكَ الحواجِز ليسَت بينَنا أنَا وأنت. هيَا تعالِي لننزِل معًا، لِيو سيبدَأ بالتّأفاف كونَنا لَا نحترِم مواعِيد الطّعام هنَا"

أتاراكسياWhere stories live. Discover now